تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن آداب حضور المسجد: الدعاء عند دخول المسجد: (اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وعند الخروج: اللهم إني أسألك من فضلك)، وورد أيضاً في الحديث الصحيح: (أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم) رواه أبو داود بإسناد جيد. فإذا قال ذلك عند دخوله، قال الشيطان: حُفظ مني سائر اليوم، وأيضاً ورد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقول: (اللهم أجرني من الشيطان الرجيم) رواه ابن خزيمة وغيره، وإسناده حسن لشواهده؛ فلماذا طلبت الرحمة في الدخول وطلب الفضل في الخروج؟ لأن المصلي إذا دخل المسجد اشتغل بما يقربه إلى الله تعالى وإلى رضوانه وجنته .. من الصلاة والذكر والدعاء فناسب ذكر الرحمة، وإذا خرج اشتغل بابتغاء الرزق الحلال فناسب ذكر الفضل، قال الله تعالى: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ [الجمعة:10]. فإذا دخل المسجد وانتهى إلى الصف، سن له أن يدعو بما ورد في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن رجلاً جاء إلى الصلاة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فقال حين انتهى إلى الصف: (اللهم ائتني أفضل ما تأتي عبادك الصالحين، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال: من المتكلم آنفاً؟ قال الرجل: أنا يا رسول الله! قال: أيضاً يعقر جوادك، وتستشهد في سبيل الله) الحديث رواه النسائي، وقال الحافظ ابن حجر: إسناده حسن. فإذا اقترب من الصف، وقال هذا الدعاء: (اللهم ائتني أفضل ما تأتي عبادك الصالحين) فهو دعاء مستحب قد جاء في السنة .......

من آداب المسجد: الدنو من الإمام

من آداب حضور المساجد -أيضاً- التقدم إلى الصف الأول، والقرب من الإمام، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا) رواه مسلم. لو تعلمون ما في الصف الأول .. ما في الصف المقدم؛ لكانت قرعة بينكم، ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه: (لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله) رواه مسلم. إذاً: فضيلة الصف الأول عظيمة، والمقصود بالصف الأول هو ما يلي الإمام، سواء جاء صاحبه متقدماً أو متأخراً، ولكن المتقدم يكون قد جمع أجر التبكير بالإضافة إلى الصف الأول، أي: لو جاء رجل متأخراً ثم حصل له مكاناً فله أجر الصف الأول، لكن ليس له أجر التبكير مثلما حصل للمبكر. وفي الصف الأول مزايا عظيمة، ذكر ابن حجر بعضاً منها، فمن ذلك: المسارعة إلى خلاص الذمة، والسبق لدخول المسجد، والقرب من الإمام، واستماع القراءة، والتعلم منه، والفتح عليه، والسلامة من اختراق المارة بين يديه، وسلامة البال من رؤية من يكون قداماً من المصلين، ربما يشتغلون بأشياء؛ لأن الصف الأول لا ترى أمامك أحداً إلا الإمام، وسلامة موضع السجود من أذيال المصلين. ومن الأخطاء: أن بعض الناس إذا دخل المسجد لا يتجه إلى الصف الأول، إنما يتجه إلى الصف الثاني، أو وسط المسجد، أو مؤخرة المسجد وهذا خلاف ما عليه صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كانوا إذا جاءوا قبل الصلاة ابتدروا الصف الأول، مادام في الصف الأول متسع يتسع لأشخاص، ثم يبدءون بالثاني، خلاف ما عليه الناس اليوم من الجهل وعدم اتباع السنة، والرغبة عن الخير والزهد في الثواب، فلماذا؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فمن جاء أول الناس وصف في غير الأول فقد خالف الشريعة، وإذا ضم إلى ذلك إساءة الصلاة أو فضول الكلام أو مكروهه أو محرمه .. ونحو ذلك مما يصان المسجد عنه؛ فقد ترك تعظيم الشرائع، فاستحق العقوبة. وينبغي لطلبة العلم والحفظة أن يتقدموا إلى الصف الأول قبل غيرهم، وأن يلوا الإمام، ويتعمدوا الوقوف خلفه؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (ليلني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) رواه مسلم. قال النووي في شرح الحديث: في هذه الحديث تقديم الأفضل فالأفضل إلى الإمام؛ لأنه أولى بالإحرام، ولأنه ربما احتاج إلى استخلاف، فيكون هو أولى، ولأنه يتفطن لتنبيه الإمام على السهو لما لا يتفطن له غيره من الجهلة أو العامة أو الأطفال .. ونحو ذلك، وليضبطوا صفة الصلاة ويحفظوها، وليقتدي بأفعالهم من وراءهم. فالسنة أن يتقدم في الصف الأول أهل الفضل والسن، وأن يلي الإمام أكملهم وأفضلهم، قال الإمام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير