تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[زويمر وشركاه!]

ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[06 - 10 - 09, 12:20 ص]ـ

مصر تتنصّر: زويمر وشركاه!

*د. حلمي محمد القاعود

يعود تخطيط زويمر والذين معه إلى تاريخ بعيد يضرب في أعماق القرن الثالث عشر الميلادي / حيث تم أسر ملك فرنسا الصليبي لويس التاسع في دار ابن لقمان على يد المجاهدين في مصر، وتم إطلاق سراحه بعد افتدائه، فذهب إلى عكا، وهناك بدأ في التخطيط لقهر المسلمين دون جيوش ودون قتال، وبدأت حروب الاستشراق مع حروب التنصير التي أطلقوا عليها التبشير.

وعرفت بلاد الإسلام وخاصة ما كان يعرف باسم الشرق الأدنى آلاف المستشرقين والمنصرين الذين كانوا يرفعون راية العلم والمساعدات الصحية والاجتماعية وقبل أن يصل الزمان إلى صموئيل زويمر وشركاه.

كان نابليون بونابرت السفاح الصليبي قائد الحملة الفرنسية قد خطط لإقامة الدولة العبرية على أرض الشام، وترجمة قانونه ليكون بديلا للشريعة الإسلامية، ثم كان احتلال الجزائر بداية تغريب كامل وشامل للبلاد الإسلامية وربطها بالعالم الاستعماري الصليبي ..

وشهد القرن التاسع عشر بناء مدارس وكليات في الشام ومصر مهمتها علمنة التعليم وفض الارتباط بالإسلام في التحصيل المعرفي والثقافي، واشتهر في القطرين ما عرف بالجامعة الأميركية الآن، ومنها كان يتخرج القادة والنخب الذين كان ولاؤهم للثقافة الغربية الصليبية وعداؤهم لثقافة بلادهم الإسلامية الأم.

ومع أوائل القرن العشرين نشط المنصرون وبرز منهم عدد كبير وكان بعضهم يمثل الاستعمار مباشرة مثل كرومر ودانلوب وويلكوكس وشاتليه وماسينيون، والسيد زويمر بالطبع وغيرهم، وكان مجال عملهم المثمر هو التعليم والثقافة، لدرجة أن قال المستشرق هاملتون جب:

[لقد استطاع نشاطنا التعليمي والثقافي عن طريق المدرسة العصرية والصحافة أن يترك في المسلمين - ولو من غير وعي منهم – أثرا يجعلهم في مظهرهم العام لادينيين إلى حد بعيد، ولا ريب أن ذلك خاصة هو اللب المثمر في كل ما تركت محاولات الغرب لحمل العالم الإسلامي على حضارته من آثار].

وكان زويمر صريحا في دعوته إلى إخراج المسلمين من الإسلام، وعمل من أجلها في البحرين والجزيرة العربية، وكان أكثر المنصرين نشاطا، وقد ترجم له نجيب العقيقي، فقال:

زويمر، صموئيل (1867 - 1952):

رئيس المبشرين (المنصرين) في الشرق الأوسط، تولى تحرير مجلة العالم الإسلامي التي أنشأها مع ماكدونالد، وله مصنفات في العلاقات بين المسيحية والإسلام أفقدها بتعصبه واعتسافه وتضليله قيمتها العلمية، منها: يسوع في أحياء الغزالي (1912)،وبلاد العرب منذ الإسلام، والغرض واللآلئ ترجمة الغزالي (مصر 1921)، وداخل عالم الإسلام (1919).

وبمعاونة غيره: المسلمون اليوم (1906). ومن دراساته في مجلة العالم الإسلامي: الإسلام في العالم (1911 – 13)،ومصنفات المكتبة الإسلامية (1912)، وترجمات القرآن (1915) / والإسلام في جنوب أمريكا (1916)، والقرينة (1916)، وأوائل المسلمين في الصين (1918)،وأمية النبي (1921)،والحديث القدسي (1922)، والإسلام في الهند (1925)، والإسلام في أفريقيا (1925)، والإسلام في جنوب أوربا (1927)، وتنوع الإسلام في الهند (1927)، وحياة محمد لانداري (1936)،وسورة الإخلاص (1936)،وإكرام آدم والملائكة (1937)، والإسلام (1938)، والإسلام في الصحراء العربية (1943 (، والإسلام في مدغشقر (1945)،وفرنسيس الأسيزي والإسلام (1949). ثم إرث النبي (ذكرى جولد تسيهر 1948). [المستشرقون، ط 4، دار المعارف، القاهرة، 3/ 138].

وتكشف الترجمة عن تعصبه واعتسافه وتضليله كما يقول العقيقي، فضلا عن اهتمام الرجل غير العادي بالإسلام وحركة انتشاره في أرجاء العالم، وسعيه الحثيث لتنفيذ مخططه التنصيري، لدرجة أنه عمل في حانوت صغير لبيع الكتب في البحرين ليتجاوز الرفض الشعبي له من قبل البحرينيين!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير