تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رشيد رضا .. ودروس في الإصلاح السياسي]

ـ[أبو الوليد المقتدي]ــــــــ[29 - 04 - 10, 09:47 م]ـ

هذا مقال قرأته على موقع الألوكةوأحببت ان أنقله هنا

[رشيد رضا .. ودروس في الإصلاح السياسي]

محمد إلهامي

< TABLE border=0 width="95%" align=center>

تاريخ الإضافة: 18/ 4/2010 ميلادي - 4/ 5/1431 هجري زيارة: 183

يُعد الإمام "رشيد رضا" من أبرز وأشهر الرُّواد الإصلاحيين الإسلاميين في القرن العشرين، ولقد كان الرجل من عمالقة الفكر، كما كان من عمالقة الحركة، وإن كان مشهورًا أكثر في جانبه الفكري، فيما لا يُعرف تاريخه الحركي في مساندة الحركات والثورات ومتابعة شؤون المسلمين في سائر بِقاع الأرض.

ومما لا يُنتبه إليه في تراث "رشيد رضا"، خصوصًا في تفسير "المنار"، وبشكل أخص في "مجلة المنار": أنه يُعدُّ في طائفة المؤرِّخين لأواخر العصر العثماني، وعصر سقوط الخلافة الإسلامية، ففي عام 1924م - عام سقوط الخلافة - كان "رشيد رضا" في فترة نضوجه وتوهجه العلمي، فهو في هذا الحين كان في الستين من عمره، ومِن ثَمَّ فقد شهد في حياته تدهورَ الحال حتى السقوط، ثم هو لم يشهده كأيِّ فردٍ في عصره، بل شهده متابعًا يقظًا حريصًا متحرقًا ومتألِمًا، وصارخًا بما كتب وبما استطاع أن يفعل؛ مما جعل كتاباته - خاصة في مجلة المنار - مصدرًا قَيِّمَّا لتحليل هذه الفترة، بل ربما قلت بأنها المصدر الأكثر قيمة؛ لأن التاريخ العثماني بعدئذٍ وقع بين يدي كارهٍ يريد تشويهه، في مقابل منحازٍ يريد ردَّ التشويه ودفع المطاعن وتلميع صورة الخلافة العثمانية، ولو في آخر أيامها.

امتلأت مجلة المنار، ومقالات "رشيد رضا" بالدعوة للإصلاح، ومحاولة إيقاف التدهور وتجنُّب السقوط، وفي مقالاته ما أحسب أن كل مصلحٍ يعيش في زمن تدهورٍ هو بحاجة إلى أن يقرأها؛ لأن الرجل لم يكن يهتم بالتفنيد وردِّ المطاعن والأكاذيب الدولية قدرَ ما كان يهتمُّ بالطريق إلى العمل والإصلاح.

حلل "رشيد رضا" وضع الخلافة العثمانية أمام دول أوروبا، ثم حدد نقطة الضَّعف، ثم قدَّم وسيلة الإصلاح، ثم ذكر تجربة واقعية حيَّة، ثم ردَّ على شبهات السياسيين الجبناء التي تتكرر دائمًا؛ لإنقاذ سياسة كلِّ حاكمٍ جبان أو ضعيف، ثم توقَّع مسار التاريخ، وقد كان ما توقعه فعلاً.

قال الإمام "رشيد رضا": "إننا نرى دول أوروبا عابثة في كلِّ حين باستقلال الدولة، ففي كلِّ حادثة لهم أوامر تُطاع ومناهي تُجتنَب والدولة راضية، وكلُّ ما تجنيه من الظفر في بعض الأحيان لا يخرج عن مراوغة في تنفيذ بعض الأوامر أو إرجائها، وكلما تمَّ للدولة ضرب من ضروب هذا الظفر الوهمي، هتف المغرورون مع الغارين: نحن أصحاب السياسة الْمُثْلى والكلمة العُلْيا، فإذا انتهى أَجَلُ الإرجاء وحلَّ اليأس محل الرجاء، سكتوا واجمين، أو خادعوا أنفسهم معتذرين.

يقول الأوروبيون: إن الذي أذل تركيا وذللها لهم، هو ظلمها لمَن ليس على دينها من رعيتها، لا سيِّما النصارى، ولنا أن نقول - إن وجدنا سامعًا -: إذا كانت هذه الدولة تظلم المخالفين لها في الدِّين، فلماذا يهرب اليهود من مشرق أوروبا "روسيا" ومغربها "إسبانيا" إلى بلادها؟! أمن المعقول أن يهرب الناس من ظلِّ العدل إلى هاجرة الظلم؟! وإذا زعمتم أنها تظلم النصارى خاصة، فكيف يعقل أن تظلم المخالف الذي يجد أنصارًا أقوياء ينتقمون له وتدع مَن لا ولي له ونصير؟! وإذا كانت أوروبا تعبث باستقلال الدولة، وتقتات عليها في سياستها الداخلية حبًّا بالعدل بالمظلومين، فما بال هذه الرحمة لا تحرك لهم عاطفة على اليهود الذين يستحر القتل فيهم بأيدي النصارى؛ لأنهم يهود؟! ليس موقفنا مع أوروبا موقف جدال وحجاج، ولكنه موقف قوة وضَعف، فالقوة تفعل والضَّعف ينفعل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير