وقال بعضُ السلف - رحمه الله تعالى -: "ليس العجبُ بمن هلَكَ: كيف هَلك؟ وإنما العجبُ بمن نَجا: كيف نجا؟ "، وقال الفضيلُ بن عياض - رحمه الله -: "لا تزهدْ في الحقِّ لقلَّةِ السالكين، ولا تغترَّ بالباطلِ لكثرةِ الهالكين، لا تجعلوا ما نَهَج إليه الهمَجُ من الناس وعمِلوا أسوةً لكم وقدوةً؛ فإنكم متعبَّدون بما في كتاب ربكم وسنة نبيِّكم"، قال - تعالى -: ? اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ? [الأعراف: 3]، ويقول النبيُّ محمدٌ - صلى الله عليه وسلَّمَ -: ((لا يؤمِن أحدُكم حتى يكونَ هواهُ تبَعًا لما جئتُ به))، فالحقُّ - وللهِ الحمدُ - واضحٌ مستبينٌ، عليه منارٌ كمنارِ الطريقِ؛ قال - صلى الله عليه وسلَّمَ -: ((تركتُكم على المحجَّةِ البيضاءِ، ليلُها كنهارِها، لا يزيغُ عنها إلا هالكٌ)).
فاحذروا - عبادَ الله - فتنةَ الدنيا وفتنةَ النساءِ، وما بين أيديكم وأمامَكم من الفتنِ؛ قال - تعالى -: ? فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ? [لقمان: 33].
وفي الحديث الشريف: ((إنَّ لكلِّ أمَّةٍ فتنةً، وفتنةُ هذه الأمَّةِ المالُ)).
وفي الحديث عن النبيِّ محمدٍ - صلى الله عليه وسلَّمَ - قال: ((ما تركتُ بعدي فتنةً هي أضرُّ على الرجالِ من النساءِ)).
وفي الحديث الشريف: عن النبي محمد - صلى الله عليه وسلَّمَ - أنه قال: ((الدنيا حلوةٌ خَضِرة، وإن اللهَ مستخلِفُكم فيها فناظرٌ كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساءَ؛ فإنَّ أولَ فتنةِ بني إسرائيلَ كانت في النساء)).
وقد طغتْ نساءُ هذا الوقتِ، واستفحلَ شرُّهن، وازدادتْ فِتَنُهن والفتنةُ فيهن؛ لِتوفُّرِ أسباب حصولِ مقاصدهن.
فيا عبادَ الله:
ويا مَن له غيرةٌ على دينه ومحارمه، صُونوا محارمَكم وعَوْراتِكم من الوسائل والذرائعِ التي تقربُهنَّ وتؤدِّي بهنَّ إلى فعْلِ الفاحشة - والعياذُ بالله - فقد جاءت السنةُ المطهَّرةُ بما يَحفظ للنساء كرامتَهن، وكمالَ العفافِ منهن وعليهن، وحِفظَهن والتحفظَ عليهن، وبُعدَهن عما يدنِّس أعراضَهن.
ففي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلَّمَ - أنه قال: ((ما خلا رجلٌ بامرأة إلا كان الشيطانُ ثالثَهما)).
وقال - صلى الله عليه وسلَّمَ -: ((إياكم والدخولَ على النساء))، قيل: يا رسول الله، أفرأيتَ الحَمْوَ؟ قال: ((الحموُ الموتُ))، والحمْوُ هو مَن يَمُتُّ إلى زوجِ المرأةِ بصلةٍ، كابن العم وابن الأخت ونحوِهم، وفي الحديثِ: ((النساءُ لَحْمٌ على وَضَمٍ، إلا ما ذُبَّ عنه)).
وقد ورد النهيُ عن سفَرِ المرأة بدون مَحرَمٍ، فقال - صلى الله عليه وسلَّمَ -: ((لا يحلُّ لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُسافر يومًا وليلة، إلا مع ذي محرمٍ)).
فإياكم والتساهلَ وإحسانَ الظنِّ بأحدٍ فيما يتعلق بأمور نسائكم ومحارمكم، ولو كان أقرب قريب؛ فقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "احترسوا من الناس بسوء الظن"، فما أصدقَ فراستَه - رضي الله عنه - هذا وهو في وقته، الذي هو القرنُ الأول، أفضلُ القرون، فما بالُك اليومَ؟!
وقد قيل:
إِنْ لَمْ تَصُنْ تِلْكَ اللُّحُومَ أُسُودُهَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أُكِلَتْ بِلاَ عِوَضٍ وَلاَ أَثْمَانِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
هذا؛ واللهُ المسؤولُ المرجوُّ أن يحفظَ علينا وعلى جميع المسلمين دينَنا، وأن يُثبِّتَنا على ما جاءنا مِن ربنا وما أتانا به نبيُّنا ورسولُنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلَّمَ - وما مضى عليه سلَفُنا الصالح إلى أن نلقاه، وأن ينصُرَ دينَه، ويُعليَ كلمتَه، وينصرَ أولياءَه ومَن نصَر دينَه، ويخذُلَ الباطلَ وأهلَه ومَن شايَعه، إنه على كل شيءٍ قديرٌ.
وصلى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ وآلِه وصحابتِه ومَن تَبِعَهم إلى يوم الدين.
كتبه فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الشثري ( http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/3036/)
موقع الألوكة
( http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/3036/)
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[01 - 05 - 10, 07:44 م]ـ
أمَا سمعتَ يا عبدَ الله الحديثَ الواردَ: ((إنَّ الجارَ يتعلَّقُ بجارِه يومَ القيامةِ؛ يقول: يا ربِّ، هذا رآني على معصيةٍ فلم يأمُرْني ولم ينهَني))؟
أين هذا الحديث
ـ[بوخليفه]ــــــــ[02 - 05 - 10, 02:12 ص]ـ
صدقت يا أبا القاسم
أنا أيضاً شد انتباهي هذا الحديث
ولكن خرّجته على عُجالة، فوجدته في (الميزان) و (لسان الميزان) للذهبي وابن حجر
لكن لم اطلع على السند ولا على كلامهما
ولعلني في الغد آتيك بنبأ يقين.