تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهكذا قد يذكر في الترجمة عبارة لا قدح فيها ولا مدح، وإنما ذكرها لاتصالها بغيرها، فمن ذلك أنه ذكر جرير بن عبد الحميد فقال في أثناء الترجمة: ((قال ابن عمار كان حجة وكانت كتبه صحاحاً، قال سليمان بن حرب: كان جرير وأبو عوانة يتشابهان ما كان يصلح إلا أن يكونا راعيين، وقال ابن المديني: كان جرير بن عبد الحميد صاحب ليل. وقال أبو حاتم: جرير يحتج به، وقال سليمان بن حرب: كان جرير وأبو عوانة يصلحان أن يكونا راعيي غنم كانا يتشابهان في رأي العين؛ كتبت عنه وأنا وابن مهدي وشاذان بمكة)) لم يتعرض صاحب (التهذيب) مع محاولته استيعاب كل ما يقال من جرح أو تعديل لقضية التشابه ولا الصلاحية لرعي الغنم لأنه لم ير فيها ما يتعلق بالجرح والتعديل.

وأما الذهبي فذكر ذلك لاتصاله بغيره، ولأن ذكر الصلاحية لرعي الغنم إنما فائدته تحقيق التشابه في رأي العين، وبيان أنهما كانا يتشابهان، ربما تكون له فائدة ما.

والمقصود أن مراد سليمان من بيان صلاحية الرجلين لرعي الغنم هو تحقيق تشابهما في رأي العين كما يبينه السياق، ووجه ذلك أن من عادة الغنم أنها تنقاد لراعيها الذي قد عرفته وألفته وأنست به وعرفت صوته، فإذا تأخر ذاك الراعي في بعض الأيام وخرج بالغنم آخر لم تعهده الغنم لقي منها شدة لا تنقاد له ولا تجتمع على صوته ولا تنزجر بزجره. لكن لعله لو كان الثاني شديد الشبه بالأول لانقادت له الغنم، تتوهم أنه صاحبها الأول، فأراد سليمان أن تشابه جرير وأبي عوانة شديد بحيث لو رعى أحدهما غنماً مدة حتى ألفته وأنست به ثم تأخر عنها وخرج الآخر لانقادت له الغنم، تتوهم أنه الأول.

وقد روى سليمان بن حرب عن الرجلين، وقال أبو حاتم: ((كان سليمان بن حرب قل من يرضى من المشايخ، فإذا رأيته قد روى عن شيخ فاعلم أنه ثقة)). أما الكوثري فإنه احتاج إلى الطعن في هذين الحافظين الجليلين جرير وأبي عوانة، فكان مما تمحله للطعن فيهما تلك الكلمة، وقطعها، وفصلها بحيث يخفي أصل المراد منها، فقال في صفحة 101 في جرير ((مضطرب الحديث لا يصلح إلا أن يكون راعي غنم عند سليمان بن حرب)).

وقال ص 92 في أبي عوانة: ((كان يراه سليمان بن حرب لا يصلح إلا أن يكون راعي غنم)) وأعاد نحو ذلك ص 118.

هب أنه لا يعرف عادة الغنم فقد كان ينبغي أن ينبهه السياق، ولعله قد تنبه ولكن تعمد المغالطة، ولذلك قطع العبارة وفصلها. والله المستعان (1).


(1) لم يجب الكوثري في الترحيب عن هذا بشيء يذكر. وراجع التنكيل 1/ 216/ 63. ن

ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[09 - 06 - 10, 01:22 م]ـ
التذكرة الحمدونية
قال سفيان: إذا أردت أن تعرف الدنيا فانظر عند من هي!

ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[10 - 06 - 10, 03:30 م]ـ
التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل
.... فابن معين مما يطلق ((ليس بشيء)) لا يريد بها الجرح وإنما يريد أن الرجل قليل الحديث. وقد ذكر الكوثري ذلك ص 129 ويأتي تحقيق ذلك في ترجمة ثعلبة من (التنكيل) وحاصله أن ابن معين قد يقول ((ليس بشيء)) على معنى قلة الحديث فلا تكون جرحاً، وقد يقولها على وجه الجرح كما يقولها غيره فتكون جرحاً، فإذا وجدنا الراوي الذي قال فيه ابن معين: ((ليس بشيء)) قليل الحديث وقد وثق، وجب حمل كلمة ابن معين على معنى قلة الحديث لا الجرح , وإلا فالظاهر أنها جرح , فلما نظرنا في حال ثعلبة وجدناه قليل الحديث , ووجدنا ابن معين نفسه قد ثبت عنه أنه قال في ثعلبة لا بأس به. وقال مرة:ثقة،كما في (التهذيب)، وممن قال ابن معين فيه: ((ليس بشيء)) أبو العطوف الجراح بن المنهال فنظرنا في حاله فإذا له أحاديث غير قليلة ولم يوثقه أحد بل جرحوه، قال ابن المديني: ((لا يكتب حديثه)) وقال البخاري ومسلم: ((منكر الحديث)) وقال النسائي والدارقطني: ((متروك)) وقال أبو حاتم والدولابي الحنفي: ((متروك الحديث ذاهب لا يكتب حديثه)) وقال النسائي في (التمييز): ((ليس بثقة ولا يكتب حديثه)) وذكره البرقي فيمن اتهم بالكذب , وقال ابن حبان ((كان يكذب في الحديث ويشرب الخمر ..... )) والكلام فيه أكثر من هذا فعرفنا أن قول ابن معين فيه: ((ليس بشيء)) أراد بها الجرح كما هو المعروف عند غيره في معناها، فتدبر ما تقدم ثم انظر حال الكوثري إذ يبني على حكاية الأزدي عن ابن معين أنه قال في ثعلبة ((ليس بشيء)) ويعلم حال الأزدي وأنه كان بعد ابن معين بمدة ويعرف أن ابن معين قد يطلق تلك الكلمة لا على سبيل الجرح، وأن الحجة قائمة على أن هذا من ذاك، ومع ذلك كله يقول الكوثري في ثعلبة ((ضعيف)) وفي أبي العطوف يرى الكوثري جرح الأئمة له وأن له أحاديث غير قليلة، وأن ذلك مبين أن قول ابن معين فيه: ((ليس بشيء)) إنما أراد بها الجرح، ولكن الكوثري يقول ص 129: ((وقال ابن معين: ليس بشيء، وهو كثيراً ما يقول هذا فيمن قل حديثه)) ‍! وعذر الكوثري أنه بحاجة إلى رد رواية رواها ثعلبة وإلى تقوية أبي العطوف، هكذا تكون الأمانة عند الكوثري ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير