تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والسؤال الثالث أن تقولَ: (وهل هذا صحيحٌ مُسلَّم به؟)؛ فإذا قرأتَ قولَهم: (إن أبا بكر الأنباريَّ كان يحفظ ثلاثَ مئةِ ألفِ شاهدٍ في القرآنِ) [طبقات النحويين واللغويين لأبي بكر الزبيدي: 153]، فانظر في أوَّل من ذكرَ هذا القولَ، وما سندُه؟ ثم التفِت إلى متنِه؛ فانظر هل يبلغُ ما في أيدي الرواةِ من الشعر كلّه صحيحِه، ومنحولِه، حتى القرنِ الرابعِ ثلاثَ مئةِ ألفٍ؟ ولو كانَ كذلك، فهل يُعقَل أن تبلغَ شواهدُ القرآنِ ربعَ هذا العددِ، فضلاً عنهِ جميعِهِ؟ وقوِّ هذا بأن تحصيَ ما انتهَى إليكَ منه إحصاءً تقريبيًّا، ثمَّ التمس ما ينصُره من الحججِ الظنّيةِ؛ فانظر هل يعقَل أن يحفظ أبو بكرٍ كلَّ هذا، ولا يرِد في كتبِه جميعًا إلا أبياتٌ من الشعر محصورةٌ؟ فأين ذهبَ هذا العددُ الكثيرُ الموغِلُ في الكثرة؟

ومثلُ ذلكَ ما ذُكر أن عبدَ العزيز الميمنيَّ سئل: (كم تحفظ؟) فقال: (نحوَ مئة ألف بيت) [مقدِّمة بحوث وتحقيقات للميمني: 1/ 7]، فقارنه بقوله عن نفسِه: (إن الذي حفظه كاملاً إنما هو المعلقات العشر، وديوان المتنبي، وديوان الحماسة)، وذكرَ كتبًا أخرَى غيرَها، حفِظ معظمَها، ولم يحفظها كلَّها، وأكثرُها ليست بدواوين شعرٍ. فأحصِها كلَّها. وقد فعلتُ، وزدتُّ عليها في الحسابِ دواوينَ كثيرةً، للجاهليين، والأمويين، والعباسيين، وكلَّ ما عرفتُ من المختارات الشعرية ممَّا يجوزُ حفظُه، والأبياتِ المتناثرةِ في بطون أمَّات كتب الأدب، كالأغاني، واللآلي، والبيان والتبيين، والحيوان، والعقد الفريد، فوجدتُّ ذلك لا يعدو مهما حاولتَ به، واستزدتَّ، أكثرَ من 60 ألفَ بيتٍ فقط، معَ أنَّ ما أحصيتُ من الكتبِ هي ممَّا لا يُظنُّ أن إنسانًا يبتغي حفظَ جميعِهِ؛ فكيفَ يُسلَّم له هذه الدعوى، إن كانت صحَّت نسبتُها إليه.

فإذا أنت ألححتَ على نفسِك بهذه الأسئلةِ، لا تدعُها في كلِّ ما يعرِض لك من الرأيِ، وما يلقَى إليكَ من الأخبارِ، والنَّوادرِ، والسِّيَرِ، أكسبَك ذلكَ ملكَةً راسِخةً، وقدرةً نافِذة على فهم حقائقِ الأشياءِ، وردِّها إلى مواضعِها، ومعرفةِ الحقِّ من الباطلِ، وتمييزِ الصحيحِ من السّقيمِ.

وللحديثِ بقيَّة

ـ[بلال اسباع الجزائري]ــــــــ[21 - 12 - 08, 10:37 م]ـ

أحسن الله إليك، ننتظر البقية ...

ـ[أم حارث وهمام]ــــــــ[22 - 12 - 08, 02:08 ص]ـ

بارك الله فيك ونفع بعلمك وجزاك الله خيرا

ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[22 - 12 - 08, 10:45 م]ـ

بارك الله فيك أبا قصي

كيف تكون قرءاة 200 ورقة بفهم متصل، وترابط تام؟

ألا ترى لو جعلنها-أعني 200 ورقة- النصف؟

و هل القراءة في 200 ورقة عام شامل لكل فن و مصنف؟

بارك الله في توجيهاتك و نصائحك و دمتم بخير

ـ[أبوحاتم]ــــــــ[25 - 12 - 08, 05:42 م]ـ

وفقنا الله وإياك لكل خير

ـ[أبو قصي]ــــــــ[31 - 12 - 08, 03:44 م]ـ

شكر الله لكم.

أخي الفاضل / أسامة الشامخ

قراءة (200) ورقة في اليوم أدنى مراتب الكمال. وإلا فلو اكتفيتَ بقراءة (100) ورقة، لكانَ هذا مفيدًا؛ ولكنَّك بمقدار ما تقرأ يكونُ علمُك. هذا إذا استوفتِ القراءةُ شروطها الواجبة من التأمُّل، والاستظهار، والنقد ...

وقد ذكر ابن القارح في رسالته إلى أبي العلاء المعري أنه كان يدرس في شبابه كلَّ يوم 200 ورقة، ويكتب 50 ورقة. فعلامَ نرضى بالدُّون، ونقصِّر عمن قبلنا؟

وأيُّ شيءٍ 200 ورقةٍ؟

إذا قرأ الإنسان في الساعة 50 ورقةً، وهذا هو المعدَّل، فإنه إذا قرأ أربعَ ساعات فقط، تمَّ له 200 ورقةٍ!

ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[31 - 12 - 08, 04:54 م]ـ

مرحباً بأبي قصي .... شكر الله لك

ـ[أبو قصي]ــــــــ[01 - 01 - 09, 04:18 م]ـ

ولك شكرَ الله.

----

نسيتُ أن أشيرَ إلى أن قراءة 200 ورقة لا تنطبق على كلِّ علمٍ؛ فبعضُ العلوم كالنحو، والتصريف إذا قرأ المرء في اليوم 50 صفحة منها، وأحاط بها خُبرًا، فقد أوفى على الغايةِ، ولا سيَّما إذا كان مبتدئًا. ثمَّ يستطيع بمرور الزمن أن يزيد حظَّه اليوميَّ من القراءةِ فيها.

ـ[أم سفيان]ــــــــ[02 - 01 - 09, 01:27 م]ـ

أكمل بارك الله فيك ونفع الله بك

ـ[محمد بن مسفر]ــــــــ[06 - 01 - 09, 11:12 ص]ـ

جزاك الله خير الجزاء، أكمل بارك الله فيك

ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[06 - 01 - 09, 09:28 م]ـ

بوركتْ.

ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[07 - 01 - 09, 01:03 ص]ـ

أكمل أخي الحبيب

بارك الله فيك

ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[07 - 01 - 09, 01:34 ص]ـ

بارك الله فيك

ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[07 - 01 - 09, 02:19 ص]ـ

جزاك الله كل خير

ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[07 - 01 - 09, 06:09 م]ـ

فأمَّا القراءةُ، فلتكثرْ منها ما استطعتَ؛ فتقرأ في يومك ما لا يقِلّ عن 200 ورقةٍ ...

أحسَنَ اللهُ عَزائي!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير