تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"وفي زمان هذه الطّبقة كان الإسلامُ وأهلُه في عزٍّ تامٍّ وعلمٍ غزيرٍ , وأعلامُ الجهادِ منثورة , والسُّنَنُ مشهورة ’, والبدعُ مكبوتة , والقوّالُون بالحقّ كثيرٌ , والعُبّادُ متوافُرون , والنّاسُ في بُلَهْنِيَةٍ من العيشِ بالأمن وكثرة الجيوش المحمّدية , من أقصى المغرب وجزيرة الأندلس , وإلى قريب مملكة الخطا , وبعض الهند وإلى الحبشة. وخلفاء هذا الزّمان أبو جعفرٍ , وأين مثلُ أبي جعفرٍ – على ظلمٍ فيه – في شجاعته وحزمِه , وكمال عقلِه وفهمه وعلمه , ومشاركته في الأدب ووفورهيبته. ثمّ ابنُه المهديّ في سخائه وكثرة محاسنه , وتتبُّعِه لاستئصال الزّنادقة. وولدُه الرّشيدُ هارونُ في جهادِه وحجِّه وعظمة سلطانِه – على لعبٍ ولهوٍ - , ولكن كان مُعظّماً لحُرمات الدّين , قويّ المشاركة في العلم , نبيلَ الرّأي , مُحبّاً للسُّنن. وكان في هذا الوقت من الصّالحين مثلُ إبراهيم بن أدهم وداود الطّائي وسفيان الثوري. ومن النُّحاة مثلُ عيسى بن عمر والخليلُ بن أحمد وحمّاد بن سلمة وعدّةٌ. والقرّاءُ كحمزة بن حبيب وأبي عمرو بن العلاء ونافع بن أبي نُعيم وشِبْل بن عَبّادٍ وسَلاّمٌ الطّويل شيخُ يعقوب. ومن الشّعراء عددٌ كثيرٌ كمروان بن أبي حفصة وبشّار بن بُردٍ. ومن الفقهاء كأبي حنيفة ومالك والأوزاعي " (تذكرة الحفّاظ 1/ 244).

4 - رحمَ اللهُ امرءاً أقبلَ على شأنِه

" هؤلاء المُسَمَّوْنَ في هذه الطبقة (يعني الذهبي الطبقة الثامنة من الأعلام المترجمين في تذكرة الحفّاظ) هم ثقاتُ الحُفّاظ , ولعلّ قد أهملنا طائفةً مِن نُظرائهم , فإنّ المجلسَ الواحدَ في هذا الوقت كان يجتمعُ فيه أزيد من عشرة آلاف محبرةٍ , يكتبُون الآثارَ النّبويّة , ويعتَتنُونَ بهذا الشّأن , وبينهم نحو من مائتي إمامٍ قد برزُوا وتأهّلُوا للفُتيا , فلقد تفَانَى أصحابُ الحديث وتلاشَوْا , وتبدّل النّاسُ بطلبةٍ يَهْزَأُ بهم أعداءُ الحديث والسُّنَّة , ويسخرُون منهم , وصار علماءُ العصر في الغالب عاكفين على التّقليد في الفرُوع من غير تحريرٍ لها , ومُكبِّين على عقليّاتٍ من حكمة الأوائل وآراء المتكلّمين , من غير أن يتعقّلوا أكثرها , فعمّ البلاءُ , واستحكمت الأهواءُ , ولا حت مبادئُ رفعِ العلم وقبضِه من النّاس , فرحم اللهُ امرءاً أقبل على شأنِه , وقصرَ من لسانه , وأقبل على تلاوة قُرآنِه , وبكى على زمانِه , وأدمن النّظرَ في الصّحيحين , وعبدَ الله قبل أن يبغتَهُ الأجلُ , اللّهمّ فوفّق وارحم ".

إي والله صدقَ

قال الفضيل بن عياض:" يا مسكين , أنتَ مُسيئٌ وتََرى أنّك مُحسِنٌ , وأنت جاهلٌ وترى أنّك عالمٌ , وتبخلُ وترى أنّك كريمٌ , وأحمقُ وتَرى أنّك عاقلٌ , وأجلُك قصيرٌ , وأملُك طويلٌ ".

قال الحافظُ الذّهبيُّ معلٍّقاً:

" قلتُ: إي – والله – صدقَ , وأنتَ ظالمٌ وتَرى أنّك مظلومٌ , وآكِلٌ للحرام وترى أنّك مُتَورِّعٌ , وفاسِقٌ وتعتقدُ أنّك عَدْلٌ , وطالبُ العلمِ للدُّنيا وتَرى أنّك تطلبُه لله " (سير أعلام النبلاء 8/ 440)

ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[11 - 07 - 08, 03:04 ص]ـ

دِماغٌ طاشَ وفاشَ وبقيَ قرعةً!

قال ابن هلالة:" جلستُ عنده في الخلوة مراراً , وشاهدتُ أموراً عجيبةً , وسمعتُ من يخاطُبني بأشياءَ حسنةٍ ".

قال الحافظُ الذَّهبيُّ ومعلقاً:

"قلتُ: لا وجودَ لِمَنْ خاطبك في خلْوَتك مع جُوعك المُفرط , بل هو سماعُ كلامٍ في الدِّماغ الذي قد طاشَ وفاشَ وبقي قَرْعَةً كما يتِمُّ للمُبَرسَمِ

والمغمُور بالحُمّى والمجنون , فاجزم بهذا , واعبُد الله بالسّنن الثابتة تفلح " (سير أعلام النبلاء22/ 112).

آهٍ واحسرتاهُ على قلّة من يعرفُ دين الإسلام كما ينبغي

قال سفيان الثّوريُّ:"ليس طلبُ الحديث من عدّة الموتِ ولكنه علّةٌ يتشاغلُ بها ".

قال الحافظُ الذَّهبيُّ معلقاً:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير