تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والشّاصر في اللّغة الظّبي الشّادن، يقال ذلك إذا نَجَمَ قرنُه، وبلغ أن ينطح، ويقال له أيضاً: الشّصر، ولعلّ اسم هذا الجنِّيّ مشتقّ من هذا، وقد يقرب ذلك زعمهم أنّ الظّباء من مراكب الجنّ.

(شهاب) روي في بعض الآثار أنّ شهاباً اسم شيطان، والشِّهاب في اللّغة شعلة من النّار ساطعة، ويقال للكوكب الذي ينقضّ باللّيل على إثر شيطان: شِهاب، قال الله عزّ وجلّ:] فأَتْبَعَه شِهابٌ ثاقِب [. ولعلّهم سمّوا الشّيطان به من هذا المعنى، ولأنّ الشّيطان والجنّ مخلوقة من النّار.

(شيطان العقبة) قيل: هو أزبّ العقبة، وقد تقدم في موضعه من هذا المبحث، والعَقَبة اسم موضع، وقيل: شيطان العقبة هو الخيتعور، وهو كلّ شيء يضمحلّ ولا يدوم على حالةٍ واحدة، أو لا تكون له حقيقة، كالسّراب و نحوه.

(عَزَازيل) قيل: هو اسم إبليس حيث كان مع الملائكة، وكان من الملائكة ذوي الأجنحة الأربعة، ثم أبلس بعد ذلك فسمّى ((إبليس)).

ويبدو أنّه اسم معرب من العبرية كإسرائيل وجبرائيل، وهو مُرَكَّب من (عزاز) و (إيل) يفسره علماء العربية بمعنى: ((الذي أعزّه الله)) فهو العزيز بالله، وكأنّ اللّعين حين أقسم بعزّة الله:] قال فبعزّتك لأغويَنَّهم أجمعين [كان يُورّي باسمه هو، يقسم بنفسه، لا بعزّة الله عزّ وجلّ.

وقد يكون من الألفاظ المشتركة التي وقعت لبعض اللّغات السّاميّة من اللّغة الأمّ القديمة.

(عِكَبٌّ) يقال للمارد من الجنّ والإنس: عِكَبّ، على مثال: ((فِطَحْل)). قال ابن منظور: ((وجدت في بعض نسخ الصّحاح المقروءة على عِدّة مشايخ، حاشية بخطّ بعض المشايخ: وعِكَبّ: اسم إبليس)).

ونقله الزّبيدي في: ((التّاج)) وعَقّب عليه قائلاً: وهو قول ابن الأعرابيّ، نقله القزاز في جامِعِهِ، وأنشد:

رأيتُكَ أكذبَ الثّقلين رأياً أبا عمرو وأعصى من عِكَبِّ

فليتَ اللهَ أبدلني بزيدٍ ثلاثة أَعْنُزٍ أو جَرْوَ كَلْبِ.

واشتقاق عِكَبّ من ((العَكْب)) وهو الشّدّة في الشّر والشّيطنة.

(القازّ) روى الأزهري عن الفَرَّاء أنّ القازّ من أسماء الشّيطان. وهو اسم فاعل من القزّ، وهو الوَثب، ومنه التّقزُّز وهو التّنطّس، ورجل قَزٌّ؛ أي: لا يسكن إلى كلّ شيء.

(قِتْرة) ورد في اللّغة بكسر القاف وأنّه علم للشّيطان. وجاء في الحديث: ((نعوذ بالله من قِتْرَةَ وما ولد)).

وهو علم منقول من ((قِترة)) وهي حية صغيرة تنطوي ثم تنْزو في الرأس.

(قزح) اسم شيطان، وروى بعض المحدِّثين: ((لا تقولوا: قوس قُزَح، فإن قُزَح من أسماء الشياطين)).

واشتقاقه من ((القَزَح))، وهي الطرائق والألوان التي في القوس، الواحدة: قُزْحة، والجمع: ((قُزَح))، فكأنه سمّي بلفظ الجمع، أو هو من قَزَحَ الشيءُ؛ إذا ارتفع، فكأن النبي كره ما كانوا عليه من عادات الجاهلية، وأحب أن يقال: قوس الله، فيُرْفَع قدرُها، كما قال لزمخشري. ويقال: سُمّي به الشيطان لتسويله للناس، وتحسينه إليهم المعاصي، من التقزيح، وهو التحسين.

(لُبَيْنَى) ذكر اللّغويّون أنّ لُبَيْنَى اسم ابنة إبليس، وبها كُنِّيَ: أبا لُبينى، أو أبا لُبينة، وهو تصغير لُبْنَى، وقد سُمّي به نساء الإنس مكبراً ومصغراً.

(مارج) ذكروا أنّه من أسماء الشّيطان، قال الفراء: ((يقال: هو الشّيطان والمارد والمارج والأجدع)).

والمارج في اللّغة الخِلْط، وهو أيضاً: الشُّعلة ذات اللّهب الشّديد، أو اللّهب المختلط بسواد النّار، وقوله تعالى:] خَلَقَ الجانَّ مِن مّارجٍ مّن نار [، قيل معناه: الخِلْط، وقيل معناه: الشّعلة. قال الجوهريّ: ((وقيل: نارٌ لا دخان لها، خلق منها الجانّ)).

(مَرْقَس) قال الخليل: ((مَرْقَس اسم لإبليس، جاهليّ، عليه لعنة الله، وسُمّي امرؤ القيس بذلك، لأنه كان يقول الشّعر على لسان إبليس، ولا ينبغي أن يقولوا: امرؤ القيس، ولكن امرؤ الله، ولكن جرى هذا على ألسنتهم)).

وهو رباعيّ مرتجل، كجعفر، على وزن (فَعْلَل) وليس ثلاثيّاً مزيداً بالميم، لعوز (رقس)، غير أنّ الصّغانيّ جعله من هذا الثّلاثيّ (رقس).

(منظور) زعموا أنّه اسم جنّيّ، قال ابن سيده نقلاً عن ابن جنّيّ: ((حَبّة امرأة عَلِقها رجل من الجنّ يقال له منظور، فكانت حَبّة تتطبّب بما يعلِّمها منظور)).ونقله ابن منظور، والفيروزابادي، والزَّبيدي، وأنشدوا قول الشّاعر:

أعينيَّ ساءَ اللهُ من كانَ سَرَّه ... بُكاؤكما أو من يُحِبُّ أذاكما

ولو أنّ منظوراً وحَبَّةَ أُسْلِما ... لِنَزْعِ القَذَا لم يُبرِئا لي قذاكما

ومنظور اسم مفعول من قولهم: نُظِر الصّبيّ فهو منظور، من النّظرة، وهي العين والغشية أو الطّائف من الجنّ، ويقتضي هذا المعنى أن يكون الجنّيّ ناظراً، اسم فاعل، والإنسيّ منظوراً، اسم مفعول.

(نُهْم) قيل: هو اسم شيطان، واسم صنم، وبه سُمّي الرّجل: عبد نُهْم.

ولا أعرف اشتقاقه إلاّ أن يكون من النَّهْم، وهو صوتٌ وتوعّد وزجر.

(هَياه) قالوا: إنّه من أسماء الشّياطين، وضُبط في ((المحكم)) بسكون الهاء ((هياهْ)) وفي ((اللّسان)) بالضّمّ والتّنوين ((هياهٌ))، وفي ((القاموس)) بالضّم دون تنوين، ولم يبيّنه شارح القاموس، وأحسب أنّ اختلافهم فيه مردود لغرابته وندرته في الاستعمال، ولعله اسم مرتجل للشّيطان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير