تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

آمَ بمعنى قاصد كصيام جمع صائم ومعناه قاصدين لهم مُقتدين بهم.

وقال ابن عاشور

"ووقع الإخبار ب (إماماً) وهو مفرد عن ضمير جماعة المتكلمين لأن المقصود أن يكون كل واحد منهم إماماً يُقتَدى به، فالكلام على التوزيع، أو أريد من إمام معناه الحقيقي وجرى الكلام على التشبيه البليغ. وقيل إمام جمع، مثل هِجان وصِيام ومفردهُ: إمٌّ."

ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 10:48 م]ـ

مازال هناك متسع للنقاش

قول الرازى إفراده إشارة إلى أنهم في التولية كنفس واحدة، فلا يتخلف أحد عن الجمع ولا يثبت أحد للزحف فهم كانوا في التولية كدبر واحد صريح أنه مقصود أن يقال دبر واحد لا تحكم لفاصل الآية ولا يقصد به الجمع للأسباب الآتية كما أستنبطها من كلامه وأضيف عليه 1 توليهم كنفس واحدة 2 - لا يتخلف أحد عن الجمع 3 - يتولون في اتجاه واحد كأنه انسحاب كامل مبرمج لجميع الأفراد دون اعتراض من أحد أو تذمر 4 سبب التولية واحد أنه نصر الله للمؤمنين فلم ينسحب أحدا شفقة علي قريب أو لغير ذلك

أما الأدبار فتفيد أن كل واحد يتصرف علي هواه أو وفق ما تمليه عليه ظروف موقعه وأيضا دافعه لتولية الدبر

وطالما أنه لا قاعدة تحكم الأمر فالبلاغة تقتضى أن يكون هناك توافق فلا يطلق مفرد ويراد به الجمع لأن هذا يسبب لبس غير خافٍ

الضمائر في " وعباد الرحمن .... " الذين يمشون ... يبيتون ... و ... ولا يقتلون ولا يزنون ... و ... " ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب .. " فلما جاء الضمير مفرد رغم أن الكلام عن جموع؟ فالغرض البلاغي ممتنع خاصة وأن السياق عاد لضمير الجمع "فأولئك يبدل الله سيئاتهم .. "ولكن الغرض الدلالي مازال مطروحا حيث دل علي أن فعل مثل القتل أو الزني يصدر من آحاد الناس وحتي دعاء إلها آخر فعل فردي وإن ظهر في صورة جمع أما الطاعات فمن فضل الله علي المؤمنين أن يجزيهم بأحسن ما كانوا يعملون

" (واجعلنا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) الغاية واحدة والمنهج واحد والصراط واحد والمأمومين فئة واحدة - المتقين- وفي الآية إذا اعتبرنا السياق حاكم فهو إمام في هذه المسألة التي في الآية " ... هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين .. "

وكلام بن عاشور"ووقع الإخبار ب (إماماً) وهو مفرد عن ضمير جماعة المتكلمين لأن المقصود أن يكون كل واحد منهم إماماً يُقتَدى به، فالكلام على التوزيع أراه صحيحاً،وأضيف أنه إذا دعا واحد منهم أن يكون للمتقين إماما فلا يدعو به للإحتكار- إن جاز التعبير -بل قد يؤثر به عالما أعلم منه أو عابداً أعبد منه ليجتمع الجميع علي إمام واحد.

ويظل اطلاق المفرد مقصودا ولا يراد به الجمع والله أعلم

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[28 - 10 - 2007, 02:50 ص]ـ

أحسن الله إليك أخي الفاضل مصطفى

(إطلاق لفظ المفرد مع إرادة الجمع) صورة إسلوبية وقعت في لغة العرب وأشعارهم ونص على وقوعها في القرآن أيضا بعض أهل العلم وقد سبق ما عرضته من كلام العلامة الشنقيطي في أضواء البيان وقد وفقني الله فوقفت اليوم على مجموعة من النصوص منها نص رائع للزجاج في إعراب القرآن ونص للزركشي في البرهان ونص للسيوطي في الإتقان هذا بخلاف ما ذكره المفسرون عند الآيات القرآنية التي تمثل هذه الظاهرة الأسلوبية.

(إطلاق لفظ المفرد مع إرادة الجمع) خروج على الأصل وهو: أن يُعبر عن المفرد بالمفرد وعن الجمع بالجمع فما العلة وراء ذلك الخروج هذا ما بحث عنه المفسرون فمنهم من اكتفى بالعلة اللغوية وهي وقوع ذلك الأسلوب في لغة العرب واستشهد لها بأشعارهم ونثرهم

ومنهم من أبصر خلف هذا الخروج عللا بلاغية رائعة نقف على كثير منها عند تفسيرهم للآيات القرآنية التي تمثل تلك الصور الأسلوبية

(إطلاق لفظ المفرد مع إرادة الجمع) صورة أسلوبية أعتقد وقوعها وثبوتها في لغة العرب ونص على وقوعها في القرآن بعض أهل العلم والمفسرين

فمناط الخلاف والنقاش حول التطبيق العملي على الأمثلة هل يصح أن يكون المثال شاهدا على القاعدة أم لا يصح؟ وهذا الخلاف ليس بيني وبينك أيها الأخ الحبيب مصطفى فقد اختلف حول هذه الأمثلة المفسرون أنفسهم

فمثلا قوله تعالى (إن المتقين في جنات ونهر)

بعد أن ذكر الرازي توجيه الرائع لوجه الإفراد في لفظة نهر أورد هذا النص

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير