تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نظرة معجمية ودلالية على عدد من الألفاظ القرآنية]

ـ[معمر العاني]ــــــــ[15 - 12 - 2007, 07:03 م]ـ

نظرة معجمية ودلالية

على

عدد من الألفاظ القرآنية

الجزء الأول

معمر العاني

تقع المعاني المعجمية للكلمة في سياقات دلالية متغيرة. وهذه التغييرات تحدث في اللغة دائما لأنها نظام للتواصل بين الناس مرتبطة بأحوالهم وظروفهم الاجتماعية والثقافية والعقلية، وهذه الأحوال والظروف لا تسير على وتيرة واحدة. ومتى توفرت الأسباب حدثت تلك التغييرات. وتتجلى ظاهرة اكتساب الكلمة دلالة خاصة ومختلفة في مواضع معينة في القرآن الكريم. ومن هذه الكلمات:

الَّسبْت:

يطلق الآن على يوم خاص من أيام الأسبوع، وكان يطلق على الدهر، جاء في المعجم السبت الراحة والدهر وحلق الرأس وضرب العنق ومنه يسمى يوم السبت لانقطاع الأيام عنده. وورد في القران الكريم في مواضع عدة منها قوله تعالى ?وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ? (65) سورة البقرة.

الطهارة: ويقصد بها النظافة، و تطلق على الختان، وفي المعجم طهر الشيء بفتح الهاء وضمها يطهر بالضم طهارة فيهما والاسم الطهر بالضم و طهره تطهيرا و تطهر بالماء وهم قوم يتطهرون أي يتنزهون من الأدناس ورجل طاهر الثياب أي منزه وثياب طهارى بوزن حيارى على غير قياس كأنه جمع طهران و الطهر بالضم ضد الحيض والمرأة طاهر من الحيض و طاهرة من النجاسة ومن العيوب. قال تعالى ?وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ? (125) سورة البقرة وقوله ?وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ? (222) سورة البقرة وقوله ?وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ? (42) سورة آل عمران.

الرَّيحان:

كل شجر طيب الرائحة كالورد والنعناع والآس،ويختص معناها الآن على الآس، وذكرت المعاجم بأن الريحان نبت معروف وهو الرزق أيضا،تقول خرجت ابتغي ريحان الله أي رزقه، أما موقع الكلمة في القران فقوله تعالى ?وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ? (12) سورة الرحمن، العصف ساق الزرع والريحان ورقه.

اليقطين:

كل شجر ينبسط على الأرض كالقثاء والخيار والبطيخ، ويطلق في مجتمعنا على القرع، قال المعجميون: القرع حمل اليقطين الواحدة قرعة و اليقطين ما لا ساق له من النبات كشجر القرع ونحوه و اليقطينة القرعة الرطبة و القيطون المخدع بلغة أهل مصر، قال تعالى ?وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ? (146) سورة الصافات.

الغنم: الضأن والمعز، ويطلق الآن على الضأن فقط، وفي المعجم الغنم اسم مؤنث موضوع للجنس يقع على الذكور والإناث وعليهما جميعا وإذا صغرتها ألحقتها الهاء فقلت غنيمة لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين، فالتأنيث لها لازم يقال له خمس من الغنم ذكور فتؤنث العدد وإن عنيت الكباش إذا كان يليه الغنم؛ لأن العدد يجري في تذكيره وتأنيثه على اللفظ لا على المعنى، قال تعالى. ?وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ? (146) سورة الأنعام.

وقد تتغير دلالة الكلمة التي تُطلق على فرد معين لتصبح تطلق على أفراد كثيرين أو على الجنس كله ومنه الكلمات:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير