[تصحيحات , وترخيصات لغوية]
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 01:38 ص]ـ
تصحيحات، وترخيصات لغوية
مقال للعلامة (أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري)
قل بديهياً ولا حرج
قال أبو عبدالرحمن: مذهب جمهور النحاة حذف ياء فعيلة - بفتح الفاء، وكسر العين -، وحذف تاء التأنيث معها، وفتح عين الكلمة (وهي ما قبل الياء المحذوقة) ,, وذلك اذا كانت عين الكلمة غير مضاعفة، وان تكون مع لام الكلمة صحيحتين، فيقال في النسبة الى حنيفة حنفي,, وزعموا شذوذ ما سوى ذلك مثل سليقي,, بيد ان الراهب انستاس الكرملي اثبت في مجلة المقتطف عدد يوليو عام 1955م ص 136: ان الاصل (فعيلي) بدون تغيير، واورد ثلاثة ومئة من الشواهد المسموعة - على غير وجه التقصي - ,, واحتج بقول ابن قتيبة في أدب الكاتب: (اذا نسبت الى فعيلة من اسماء القبائل والبلدان، وكان مشهوراً: ألقيت عنه الياء مثل ربيعي,, واذا لم يكن الاسم مشهوراً - علما كان، او نكرة - لم تحذف الياء) ,, اذن الحذف قديما لم يكن الا للمشهور شهرة فياضة,, وفي الصحاح للجوهري: (إذا نسبت الى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم قلت: مدني,, والى مدينة المنصور قلت: مديني) ,, ثم ان الحذف في المشهور جائز لا واجب,, ولقد ايده الاستاذ عباس حسن، وذكر ان لجنة الاصول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة اخذت به كما في مجلة المجمع ص 246 عن الدورة الخامسة والثلاثين في سنة 1968م - 1969م,, انظر النحو الوافي 4/ 729 - 730,, قال أبو عبدالرحمن: وسبق لي ان صححت استعمالا للامام ابن حزم بكتابي نوادر ابن حزم.
* * *
على الرغم، وبالرغم,,,,, الخ:
ذهب ابن فارس في مقاييس اللغة ص 411 - 412 الى ان اصل المادة معنيان:
احدهما: التراب مثل (أرغم الله أنفه) ,, اي الصقه بالتراب، ثم حمل عليه (يعني بالمجاز) فقال الخليل: الرغم ان يفعل ما يكره الانسان.
وثانيهما: المذهب والمهرب كما في قوله تعالى: (يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة) سورة النساء/100,, وقال الراغب في المفردات ص 359: (الرغام التراب الدقيق، ويعبر بذلك عن السخط كقول الشاعر:
إذا رغمت تلك الانوف لم ارضها
ولم اطلب العتبي ولكن ازيدها
فمقابلته بالارضاء مما ينبه دلالته على الاسخاط، ثم تستعار المراغمة للمنازعة,, قال الله تعالى: (يجد في الارض مراغما كثيرا) ,, اي مذهبا يذهب اليه اذا رأى منكرا يلزمه ان يغضب منه,, وفي تاج العروس 16/ 294 - 297: (الرغم الكره - ويثلث -، وفي الحديث بعثت مرغمة,, اي هوانا وذلا للمشتركين عن كره، وهو مجاز,, وفعله رغماً، ولانفه الرغم والمرغمة,, وقد رغمه كرهه,, والرغم القسر، والذل عن كره، وهو مجاز,, ويقال: رغم انفا: فعله على رغمه,, والرغم منه,, وأرغمه الذل ألصقه بالرغام,, هذا هو الاصل، ثم استعمل بمعنى الذل والانقياد على كره.
والرغام من الثرى، وقيل: تراب لين وليس بدقيق,, او رمل مختلط بتراب,, وقال الاصمعي: الرغام من الرمل ليس بالذي يسيل من اليد,, وقال أبو عمرو: هو دقاق التراب,, والرغام اسم رملة بعينها,, والذي حكى ابن بري: عن ابي عمرو: الرغام رمل يغشى البصر,, فليس فيه ما يدل على انه اسم رمل بعينه، فتأمله,, ومن المجاز المراغمة بمعنى الهجران والتباعد والمغاضبة، وهو مأخوذ من الرغام,, وعلى رغمه,, اي كرهه وغضبه ومساءته).
وقال محمد العدناني في معجم الاغلاط اللغوية المعاصرة ص 265: (يخطئون من يقول: فعلت كذا رفما عن فلان,, ويقولون: ان الصواب هو: فعلت كذا على الرغم منه، او برغمه,, ولكن جاء في الجزء الخامس والعشرين من مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة: ان مؤتمر المجمع المنعقد في كانون الثاني عام 1969م اقر المسألة الآتية التي عرضتها لجنة الاصول عليه: يستعمل الكتاب هذا التعبير: فعلت كذا رغم كذا، أو رغما عن كذا,, والمسموع الفصيح في مثل هذا: فعلت كذا على الرغم من كذا، او برغم كذا.
ويمكن ان يعلل استعمال فعلت كذا رغم كذا، او رغما عن كذا: بان (رغم) هنا حال مصدر بمعني اسم الفاعل، او منصوب على نزع الخافض,, كذلك يمكن استعمال (عن) مكان (من)، بأن الاولى تنوب مناب الاخرى، فان (عن) توافق (من) وترادفها، وتكون بمعناها كما صرح بذلك النحاة).
قال أبو عبدالرحمن: ها هنا وقفات:
¥