[الجلوس والقعود والاتكاء]
ـ[انس قرقز]ــــــــ[02 - 01 - 2008, 08:09 م]ـ
الأعزاء الكرام
سلام من الله عليكم
من يسعفنا بتوضيح الفروق (الفرق) بين الجلوس والقعود والاتكاء، مع المرجع ولكم جزيل الشكر.
ـ[ايام العمر]ــــــــ[02 - 01 - 2008, 08:52 م]ـ
بحثت في الفروق اللغوية ولم أجد شيئًا!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 07:31 ص]ـ
وفقك الله
التفريق بين (الجلوس) و (القعود) مشهور عند أهل العلم تجده في كثير من الكتب، وخاصة في شرح حديث (وكان متكئا فجلس)، ويقولون: القعود من قيام والجلوس من اتكاء أو نوم، وهذا الفرق قد يعنون به في الأصل ولكن الاستعمال يتوسع فيه في وضع كل منهما مكان الآخر.
والاتكاء بعيد عن اللفظين فمعناه الاستناد إلى شيء، والاعتماد عليه، وهذا يختلف عن القعود وعن الجلوس.
والله أعلم
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 11:54 ص]ـ
الأعزاء الكرام
سلام من الله عليكم
من يسعفنا بتوضيح الفروق (الفرق) بين الجلوس والقعود والاتكاء، مع المرجع ولكم جزيل الشكر.
قال الرازى في تفسيره الشهير عند تفسير قوله تعالى:
في مقعد صدق عند مليك مقتدر (55)
المسألة الثانية: قوله: {فى مقعد صدق} يدل على لبث لا يدل عليه المجلس، وذلك لأن قعد وجلس ليسا على ما يظن أنهما بمعنى واحد لا فرق بينهما بل بينهما فرق ولكن لا يظهر إلا للبارع، والفرق هو أن القعود جلوس فيه مكث حقيقة واقتضاء، ويدل عليه وجوه الأول: هو أن الزمن يسمى مقعدا ولا يسمى مجلسا لطول المكث حقيقة ومنه سمي قواعد البيت والقواعد من النساء قواعد ولا يقال لهن: جوالس لعدم دلالة الجلوس على المكث الطويل فذكر القواعد في الموضعين لكونه مستقرا بين الدوام والثبات على حالة واحدة ويقال للمركوب من الإبل قعود لدوام اقتعاده اقتضاء، وإن لم يكن حقيقة فهو لصونه عن الحمل واتخاذه للركوب كأنه وجد فيه نوع قعود دائم اقتضى ذلك ولم يرد للإجلاس الثاني: النظر إلى تقاليب الحروف فإنك إذا نظرت إلى ق ع د وقلبتها تجد معنى المكث في الكل فإذا قدمت القاف رأيت قعد وقدع بمعنى ومنه تقادع الفراش بمعنى تهافت، وإذا قدمت العين رأيت عقد وعدق بمعنى المكث في غاية الظهور وفي عدق لخفاء يقال: أعدق بيدك الدلو في البئر إذا أمره بطلبه بعد وقوعه فيها والعودقة خشبة عليها كلاب يخرج معه الدلو الواقع في البئر، وإذا قدمت الدال رأيت دقع ودعق والمكث في الدقع ظاهر والدقعاء هي التراب الملتصق بالأرض والفقر المدقع هو الذي يلصق صاحبه بالتراب. وفي دعق أيضا إذ الدعق مكان تطؤه الدواب بحوافرها فيكون صلبا أجزاؤه متداخل بعضها ببعض لا يتحرك شيء منها عن موضعه الوجه الثالث: الاستعمالات في القعود إذا اعتبرت ظهر ما ذكرنا قال تعالى:
{لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر} [النساء: 95] والمراد الذي لا يكون بعده اتباع وقال تعالى: {مقاعد للقتال} [آل عمران: 121] مع أنه تعالى قال: {إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص} [الصف: 4] فأشار إلى الثبات العظيم. وقال تعالى: {إذا لقيتم فئة فاثبتوا} [الأنفال: 45] فالمقاعد إذن هي المواضع التي يكون فيها المقاتل بثبات ومكث وإطلاق مقعدة على العضو الذي عليه القعود أيضا يدل عليه، إذا عرفت هذا الفرق بين الجلوس والقعود حصل لك فوائد منها ههنا فإنه يدل على دوام المكث وطول اللبث، ومنها في قوله تعالى: {عن اليمين وعن الشمال قعيد} [ق: 17] فإن القعيد بمعنى الجليس والنديم، ثم إذا عرف هذا وقيل للمفسرين الظاهرين فما الفائدة في اختيار لفظ القعيد يدل لفظ الجليس مع أن الجليس أشهر؟ يكون جوابهم أن آخر الآيات من قوله: {حبل الوريد} [ق: 16] {والدى عتيد} [ق: 23] وقوله: {بجبار عنيد} [هود: 59] يناسب القعيد، ولا الجليس وإعجاز القرآن ليس في السجع، وإذا نظرت إلى ما ذكر تبين لك فائدة جليلة معنوية حكمية في وضع اللفظ المناسب لأن القعيد دل على أنهما لا يفارقانه ويداومان الجلوس معه، وهذا هو المعجز وذلك لأن الشاعر يختار اللفظ الفاسد لضرورة الشعر والسجع ويجعل المعنى تبعا للفظ، والله تعالى بين الحكمة على ما ينبغي وجاء باللفظ على أحسن ما ينبغي، وفائدة أخرى في قوله تعالى: {ياأيها الذين ءامنوا إذا قيل لكم تفسحوا فى المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا} [المجادلة: 11] فإن قوله: {فافسحوا} إشارة إلى الحركة، وقوله: {فانشزوا} إشارة إلى ترك الجلوس فذكر المجلس إشارة إلى أن ذلك موضع جلوس فلا يجب ملازمته وليس بمقعد حتى لا يفارقونه .... أ. هـ
والله أعلم
ـ[انس قرقز]ــــــــ[11 - 01 - 2008, 11:43 م]ـ
أيام العمر، أبا مالك، أبا محمد: بارك الله بكم وبعلمكم وزادكم منه ما ينفعنا وينفعكم، هذا ما كنت أبحث عنه أخي أبا محمد.
¥