[يكفي هذا التنحوي]
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 01:42 ص]ـ
[يكفي هذا التنحوي]
مقال للعلامة (أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري)
قال أبو عبد الرحمن: مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن ترك المراء وإن كان محقاً، ووعده بالأجر الجزيل,, بيد أن الدكتور عبد الرزاق فراج الصاعدي من طيبة الطيبة ألح على المراء، وكان هو المبتدىء، ولم يكن محقاً، بل كان والله - قسماً براً - مخطئاً مخطئاً,, وفي كل مرة يستدل يأتي بخطأ جديد,, ولعله أراد بهذا الإلحاح التعمية على الطلاب حتى لا يكون مهزوماً في نظرهم، فلا يفقد إعجابهم,
قال أبو عبد الرحمن: ومسألة النحوي، والمتنحوي قد طبخت ونضجت واحترقت وأكلت حتى صارت رجيعاً!! وبياني فيها كان جلياً واضحاً,, لا شبهة ألبتة في استعمال المتنحوي بمعنى المتعمق في علم النحو حقيقة، أو المتكلف علمه ادعاء,, وليس ترك المراء من جانبي، لأكون مشكوراً شرعاً في تركه، بل أنا أمام شغب يتجدد ويتنوع، ولا يسعني إلا جلاء الشغب استجابة لمطالب العلم، وأداء لأمانته، فقد بليت بمن يقول: 5 x5=10,, والعلامة علامة ضرب!! وكان الصاعدي يتنقل بردوده من جريدة المدينة,, إلى المجلة العربية,, الى مجلة المنهل؛ لعلي لا أطلع على آخر كلمة منه، فيقول الطلاب: سكت الظاهري، فهو محجوج!! ,
ومقالته الأخيرة في مجلة المنهل عدد ذي الحجة سنة 1418ه ص 122 - 123 قدم له بربع المقالة تقديما لا تقتضيه ضرورة، ولا يسوغه جمال أدبي!! ,
قال الدكتور الصاعدي عن أغلوطات جديدة وقعتُ فيها بزعمه: منها أنه ينكر أن يكون تنحى دالاً على التعمق في النحو؛ لأنه ينكر أن يكون تنحى مشتقاً من النحو الذي هو العلم المصطلح عليه,, وهو يرى أنه لا سبيل إلى تأدية المعنى الذي أراده إلا بأن يقال: تنحوى فهو المتنحوي,, وهذه من غرائب الشيخ، لأن تنحى يؤدي المعنى,, وفوق ذلك هو القياس,, كما يؤديه تفقه من الفقه، وتأدب من الأدب,, والفقه والأدب مصطلحان مستجدان كالنحو,
أما من يفهم أن تنحى بمعنى ابتعد فحسب ففقهه قاصر، لأن الصيغة الصرفية الواحدة تؤدي عدداً من المعاني المختلفة,, ولا يمكن أن يصاغ من كلمة النحو صيغة تنحوى إلا عن طريق الإلحاق الذي بينته فيما سبق، فالقياس أن يقال من النحو: تنحى,, كما يقال من الأدب تأدب,, فإن أراد صيغة الإلحاق من الأدب قال: تأدبب!! ,, وكذلك يقول من النحو: تنحوى,, وأصلها: تنحوو,, ثم تقلب الواو ألفاً على النحو الذي فصلته سابقاً ,
قال أبو عبد الرحمن: التسوية بين الفقه والأدب والنحو في الاشتقاق المعنوي تسوية بين مختلفين,, وعلى لغة الأصوليين قياس مع الفارق، ولذلك حديث يأتي ان شاء الله,, والجواب العاجل هاهنا من وجوه: أولها: ان الصاعدي كحصان الجرف العزوم الغاضب على اللجام,, جلَّح تجليحة صلعاء عندما قال: لأن الصيغة الصرفية الواحدة تؤدي عدداً من المعاني المختلفة ,, قال ذلك تسويغاً لتحويل صيغة متكلف النحو من الفعل تنحى!! ,, والغلط الشنيع في هذا هو ظن الدكتور أن معنى الصيغة يحول معنى المادة الى معنى آخر؛ فوارحمتاه بلغة العرب إن كان هذا هو فقه بعض المعاصرين المدعين التخصص بها!! ,, وواضيعة الأعمار إذ خلف الثعالبي وابن فارس وأبا علي الفارسي وابن جني من يفهم لغة العرب بهذا الفكر المرسل البريء من معهود الإعجاز والفروق!! ,
قال أبو عبد الرحمن: الصواب في هذا أن لغة العرب: مفردات مواد، وأوزان صيغ، وروابط حروف معان,, وتركيب جمل يحكمها علم النحو، وعلم البلاغة، ثم دلالات السياق، والقرائن، ومعهود خطاب المتكلم,, ويتدخل في كل ذلك استنباط العقل، واستقراء الحس,
فالصيغة مثل فاعول - مهما تعددت معانيها من الاسمية المحضة، أو الوصف، أو الآلة، أو المبالغة -: لا تجعل ساطوراً بمعنى فاروق، ولا تجعل كافوراً بمعنى ماطور ودافور وهما من موجدات الحضارة الحديثة,, هذا عند تعدد المواد من ماطور، وساطور، وفاروق,, إلخ على صيغة واحدة هي الفاعول ,, كما أن الصيغة الواحدة - مهما تعددت معانيها - لا تنقل معنى من معاني المادة الواحدة الى معناها الآخر؛ فالبار بتشديد الراء صيغة اسم فاعل لا تجعل البر بضم الباء بمعنى البر بكسر الباء,
¥