تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عود الضمير في " وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ "

ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[11 - 11 - 2007, 11:14 م]ـ

علي ماذا يعود الضمير- هُوَ -في الآية {وَهُوَ ?لَّذِى يَبْدَؤُاْ ?لْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} علي الخلق أم علي الإعادة

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[12 - 11 - 2007, 03:32 ص]ـ

في تفسير الألوسي

"قوله تعالى: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} الضمير المرفوع للإعادة وتذكيره لرعاية الخبر أو لأنها مؤولة بأن والفعل وهو في حكم المصدر المذكر أو لتأويلها بالبعث ونحوه، وكونه راجعاً إلى مصدر مفهوم من {يُعِيدُ} وهو لم يذكر بلفظ الإعادة لا يفيد على ما قيل لأنه اشتهر به فكأنه إذا فهم منه يلاحظ فيه خصوص لفظه والضمير المجرور لله تعالى شأنه"

وقد نص على ذلك أغلب المفسرين

لكنهم اختلفوا في الضمير المجرور (عليه) هل يعود على (الله) أم (الخلق)

يقول أبو حيان في البحر المحيط

" {وهو أهون عليه}: أي والعود أهون عليه، وليست أهون أفعل تفضيل، لأنه تفاوت عند الله في النشأتين: الإبداء والإعادة، فلذلك تأوله ابن عباس والربيع بن خيثم على أنه بمعنى هين، وكذا هو في مصحف عبد الله. والضمير في عليه عائد على الله. وقيل: أهون للتفضيل، وذلك بحسب معتقد البشر وما يعطيهم النظر في المشاهد من أن الإعادة في كثير من الأشياء أهون من البداءة، للاستغناء عن الروية التي كانت في البداءة؛ وهذا، وإن كان الاثنان عنده تعالى من اليسر في حيز واحد. وقيل: الضمير في عليه عائد على الخلق، أي والعود أهون على الخلق: بمعنى أسرع، لأن البداءة فيها تدريج من طور إلى طور إلى أن يصير إنساناً، والإعادة لا تحتاج إلى هذه التدريجات في الأطوار، إنما يدعوه الله فيخرج، فكأنه قال: وهو أيسر عليه، أي أقصر مدة وأقل انتقالاً. وقيل: المعنى وهو أهون على المخلوق، أي يعيد شيئاً بعد إنشائه، فهذا عرف المخلوقين، فكيف تنكرون أنتم الإعادة في جانب الخالق؟ قال ابن عطية: والأظهر عندي عود الضمير على الله تعالى، ويؤيده قوله تعالى: {وله المثل الأعلى}، كما جاء بلفظ فيه استعاذة واستشهاد بالمخلوق على الخالق، وتشبيه بما يعهده الناس من أنفسهم، خلص جانب العظمة، بأن جعل له المثل الأعلى الذي لا يتصل به، فكيف ولا تمثال مع شيء؟ انتهى. "

ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[12 - 11 - 2007, 09:02 م]ـ

نعم أخي الكريم. وقد قرأت ما نقلت عن الألوسي وكذلك ابن عادل وابن عاشور ولكني لاحظت قضية هامة في الضمير الذي تنص القاعدة علي عوده علي أقرب مذكور ولما كان الضمير -هو - معرفة فأقرب مذكور معرفة في الآية هو الخلق وليس الاعادة. فهل توافقني علي هذا؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 11 - 2007, 12:49 م]ـ

وهل يمكن أن يعود على (الخلق) أصلا؟

المقصود أن الإعادة أهون من الخلق، وهذا يقتضي أن يكون عائدا على الإعادة.

فإذا جعلناه عائدا على الخلق، فكيف سيكون المعنى؟!

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[13 - 11 - 2007, 08:42 م]ـ

السلام عليكم

بالإضافة إلى كلام شيخنا أبو مالك العوضي

أنقل هذا النص من النحو الوافي لعباس حسن

"فالأصل فى مرجع الضمير أن يكون سابقًا على الضمير وجوبًا. وقد يُهْمل هذا الأصل لحكمة بلاغية ستجئ. ولهذا التقدم صورتان.

الأول: التقدم اللفظى أو الحقيقى؛ وذلك بأن يكون متقدمًا بلفظه وبرتبته. معًا؛ مثل: الكتابُ قرأته، واستوعبت مسائله. والأخرى: التقدم المعنوى ويشمل عدة صور؛ منها:

(1) أن يكون متقدمًا برتبته مع تأخير لفظه الصريح، مثل نسق حديقتَه المهندسُ. فالحديقة مفعول به، وفى آخرها الضمير، وقد تقدمت ومعها الضمير على الفاعل مع أن رتبة الفاعل أسبق.

أن يكون متقدمًا بلفظه ضمنًا، لا صراحة، ويتحقق ذلك بوجود لفظ آخر يتضمن معنى المرجع الصريح، ويرشد إليه؛ ويشترك معه فى ناحية من نواحى مادة الاشتقاق. مثل قوله: تعالى: {اعْدِلوُا؛ هو أقربُ للتقوى} فإن مرجع الضمير: "هو" مفهوم من "اعدلوا"؛ لأن الفعل يتضمنه، ويحتويه، ويدل عليه، ولكن من غير تصريح كامل بلفظه؛ إنه "العدل" المفهوم ضمنًا من قوله: "اعدلوا" واللفظان: "اعدلوا" و "العدل" مشتركان فى المعنى العام. وفى ناحية من أصل الاشتقاق. ومثل هذا: "من صدق فهو خير له، ومن كذَب فهو شر عليه" فمرجع الضمير فى الجملة الأولى "الصدق وهذا المرجع مفهوم من الفعل: "صَدَق". كما أن مرجع الضمير فى الجملة الثانية هو: "الكذب وهو مفهوم من الفعل: "كَذَب" وكلا الفعلين قد اشتمل على المرجع ضمنًا لا صراحة، لاشتراكهما مع المرجع الصريح فى معناه وفى ناحية من أصل الاشتقاق ... ومن ذلك أن تقول للصانع: أتقنْ؛ فهو سبب الخير والشهرة. أى: الإتقان، وتقول للجندى: اصبِرْ؛ فهو سبب النصر، أى: الصبر."

وما أعنيه من هذا النقل أن أقرب مذكور هو الإعادة وهو مفهوم ضمنا من (يعيده)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير