تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[برنامج الحصانة الفكرية]

ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 02:28 ص]ـ

[برنامج الحصانة الفكرية]

أجوبة على أسئلة من بريدة

أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري

مقالتي (هذا الفكر قدري) استقطبت تساؤلات (1) كثيرة منها الأسئلة الغاطية، وقد مضى الجواب عليها، وهذا سآل (2) آخر من أخ فاضل ببريدة لمست من رسالته أنه يريد إجابة خاصة على عنوان بريده؛ لهذا أذكر نص سآله، ولا أذكر اسمه، وأشفع بإجابته في البريد؛ ليتحقق مقصوده، ولتكون إجابتي عامة النفع إن شاء الله,, قال حفظه الله: أستاذنا وشيخنا الجليل أبا عبدالرحمن بن عقيل,, حياك الله والسلام عليكم ورحمة الله,, قرأت مقالك الصادر يوم السبت بتاريخ 13/ 11/1420ه بجريدة الجزيرة، وقد حشدتَ أسماأً كثيرة متناقضة ومتشابهة في آن,, إلا أن السمة العامة لها النقد السلبي الذي ينبىء (3) عن الضرر أكثر من النفع إزاأَ تلك الكتابات الفكرية، والتي (4) يتمتع أهلها بشعبية جارفة، وكذلك (5) لأن السوق فارغ إلا من كتاباتهم,, هنا احتواني شعور بالعبث؛ حيث نتلقى ما لا ينفع، أو ما نفعه قليل,, لكن كل ما أرجوه أن تختار ما تراه مناسباً لتشكيل عقلٍ واعٍ، وبناإ صيغة صَلبة من الكتب والأسماإ؛ حيث إني مبتدىء، وأريد أن أنطلق من وعي حقيقي يتأثر بقراءاته (6) الأولى,, وأرجو منك ألا تذكر كتب الحديث والفقه البحتة، وإنما الفكر الذي يشكل الملكة العقلية الجيدة,, وإذا أردت أن تجيبني أرجو أن يكون في رسالة خاصة مستعجلة لئلا (7) أُضيِّع وقتك,, تحياتي لك، وتمنياتي لك، ودعواتي بطول العمر والعمل الصالح).

قال أبو عبدالرحمن: جزى الله السائل خير الجزاإِ على شعوره الكريم، وحسن ظنه بي، ثم دعواته الصالحة وأنا أحوج ما أكون إليها في هذا الزمن الهائج المائج,, ويقلقني أكثر أنني أكثرتُ النسل تنفيذاً لوصية المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ فكثر أولادي (8) وأحفادي وأسباطي، ثم روَّعتني هذه الفتن العالمية المقبلة في الدين والعقل والنفس والفكر، وكادت تصيبني بغشاوة وأنا ابن المدينة السلفية، والنشأة العلمية، والعبِّ والنهل من مصادر الحقائق,, فكيف سيكون حال من بعدي من صلبي,, اللهم رحماك,, الله الله ربي لا أشرك بربي شيئاً.

والأسماأُ التي حشدتُها حفظك الله لم أحشدها عن شهوة في الرصد، أو رغبة في إظهار التمعلم، وإنما هي الواقع الذي نعيشه,, تزمجر أصداأُه (9) العفنة من كل جهة، وهي المصادر والمُأَهِّلات (10) لمن يوصفون بمثقفي العصر,, ومن عداهم: إما عالم في مختبره يخسأون عن مناغاتهم بالهرطقة، وإما مفكرون متوجهون من دين ربهم شريعة وعقيدة؛ فهم ينبزونهم بكل ألقاب الذم والاستضعاف من رجعية وتخلف وتزمت,, وهي الطريقة نفسها التي عيَّر بها مستكبرو الكفار جيل الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، وهم الذين مهروا الرقعة الإسلامية بالهويّة العربية بعد أن مصّروا الأمصار؛ فلا يغررك تقلب الذين كفروا في البلاد.

وعصرنا اليوم عصر الحريات الأربع ينعم بحماية حقوق الأديان والأقليات إلا الدين الإسلامي والأقلية المسلمة؛ فهم لا يرقبون فيهم إلاًّ ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون,, وكل هاجم على دين ربه مرفوع له لواأُ التلميع بالتقدميّة والفكر، والمسلمون غثاأُ كغثاإ السيل لا يثأرون لدين ربهم: لا بتطبيق أحكامه في المرتدين وشاتمي الدين ومنتقضيه، ولا بالضغوط التي تُطالب بحقهم من الديمقراطية المزعومة,, وإن غضبوا فصوتهم مبحوح.

والذي طلبه مني الأخ الكريم وبوصفه لنفسه: بأنه مبتدِأُ (11) - شاق عسر استيعابه في مقالة؛ ولهذا سأحسن إن شاء الله ضغط أمهات المطالب؛ فأقول: أهم شياءٍ أن تفهم مقاصد القائلين بلحن خطابهم,, سواأٌ أكان الخطاب بالفصحى، أم بالعامية، أم بلغة أجنبية,, ولا تحكم في شيإٍ حتى تفهمه مجرداً، ثم تفهمه على مراد قائله بملاحن خطابه,, وأنت الآن بحكم النشأة تتعامل بلغة العرب؛ فأوصيك في تلقي لغة العرب بالتتلمذ على مقاييس اللغة لابن فارس، والصاحبي له، والمفردات للراغب، وأساس البلاغة للزمخشري,, ثم إن كان عندك جلَد فتوسَّع بالتهذيب للأزهري,, وفي تصفُّحك قمِّش بكنَّاشتك كل ما تلتقطه من تعليل فكري لأي أداإٍ لغوي,, ثم انتخب من كتب أصول الفقه أجمع وأيسر كتاب في علم الدلالة وأرشح لك كتاب تفسير النصوص في الفقه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير