تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الطريقة الصحيحة لدراسة المعجمات العربية]

ـ[النظام الأعرج]ــــــــ[02 - 01 - 2008, 11:22 م]ـ

:::

ما الطريقة الصحيحة لدراسة المعاجم اللغوية واستخراج ما فيها من كنوز؟

وكيف السبيل إلى إثراء الثروة اللفظية؟

وما المعاجم التي لا غنىً عنها وما منهجها؟

وأعتذر عن الإطالة .. ولكني طمع في كرمكم وكرم شيخنا أبي مالك ..

ـ[النظام الأعرج]ــــــــ[02 - 01 - 2008, 11:56 م]ـ

وأذكر أن أبا مالك - وفقه الله - قد تكلم عن المعجم الوسيط بكلام يخالف فيه بعض اللغويين.

فليته يتحفنا بمختصر عن المآخذ على هذا المعجم.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 06:54 ص]ـ

وفقك الله

ابتداء يمكنك الرجوع إلى الدروس الصوتية في شرح المنتقى من المصباح المنير، فقد تجد فيها شيئا من بغيتك.

الطريقة الصحيحة لدراسة المعجمات، بل هي الطريقة الصحيحة لدراسة أي علم من العلوم هي التدرج، وآفة هذا العصر هي التسلق!!

لأن طريق العلم طويل، وتحتاج إلى سنوات طويلة من الطلب حتى تصل إلى بغيتك، فلهذا نجد كثيرا من الناس يختصر على نفسه الزمن (بزعمه!) فيقفز إلى قمة السلم مباشرة، ويظن بذلك أنه قد أحاط بالعلم خبرا، وصار متحققا بمسائله.

وفائدة التدرج تظهر في أن العلم عند الإنسان تراكمي، متراكب بعضه فوق بعض، فإن كل مسألة تحصلها تعتمد على ما سبق أن حصلته من قبل، ولذلك تكون المسائل الأولى في غاية الصعوبة والمسائل الأخيرة في غاية السهولة.

وهنا تظهر فائدة التدرج؛ ومثالا على ذلك انظر إلى من يبتني بيتا؛ فإنك تراه يحفر الأرض أولا لأسفل، مع أنه يريد أن يصعد بالبناء لأعلى!! وهذا الأمر عند أصحاب النظر القاصر خلاف الحكمة، ولكنه عند أصحاب النظر الصحيح هو الحكمة بعينها.

وبعد أن يحفر في الأرض تراه يضع الأساسات والأعمدة، وإذا نظرنا إلى الأعمدة وجدناها لا تمثل إلا نسبة ضئيلة من المادة المستعملة في بناء البيت، ولكنها هي في الحقيقة الدعامة والأصل الذي لا يقوم البيت إلا عليه، ولذلك تجد البيت الذي يبتنى على أساس يعيش طويلا، والبيت الذي يبتنى على غير أساس سريع الزوال!

انظر إلى تحقيقات المعاصرين، يندر أن تجد واحدا منهم لا يستفيد من المعجمات في بحثه، ولذلك يملأ حواشي كتبه بـ (انظر اللسان) (انظر القاموس) ... إلخ إلخ.

ولكن إذا تأملت في صنيعه وجدته مضحكا أحيانا؛ لأنه تطفل على هذه المعجمات من غير أن يعرف مناهجها وأساليبها، ولن يمكنه أن يعرف ذلك بمجرد أن يقرأ كتابا معاصرا مختصرا في ذلك؛ بل لا بد من التدرج والترقي خطوة خطوة، وأخذ العلم مع الأيام والليالي حتى يكتسب ملكة تمكنه من حسن النظر والاستخراج والانتفاع بما في هذه المعجمات من الدرر، والتحرز من إساءة فهم ما فيها من المواضع المشكلة.

فالخلاصة يا أخي الكريم أن الطريقة الصحيحة للدراسة أن تبدأ بمعجم مختصر تدرسه حتى تنتهي منه، ثم بعد ذلك تنظر فيما هو أكبر منه، وهكذا، وبذلك تكتسب الملكة ويصير الرجوع إلى هذه المعجمات بعد ذلك سهلا جدا، تصل إلى بغيتك بسهولة.

وأصغر المعجمات حجما لا يصلح أيضا للمبتدئ، ولذلك ينصح أهل العلم بدراسة مختصر في اللغة قبل ذلك، مثل (فصيح ثعلب) أو نظمه لابن المرحل.

متن فصيح ثعلب وحده يقرب من 60 صفحة، ودراسة مثل هذا المتن لا يستغرق مدة طويلة من طالب العلم، ولكنه إذا أتمه فسيستفيد فوائد كثيرة جدا:

- منها أنه يفرح بإتمام متن مختصر جامع في هذا الفن.

- ومنها أن كثيرا من مسائل الفن ترسخ في رأسه بحيث يستطيع البناء عليها بسهولة.

- ومنها أنه يصير له أنس بكثير من عبارات أهل العلم فيسهل عليه بعد ذلك فهمها.

- ومنها أنه يكتسب شجاعة ورغبة في مواصلة السير في طلب العلم بعد أن تعنى الطلب ووجد له لذة، أما لو بدأ بالمطولات مباشرة فغالبا يكسل ويضعف.

- ومنها أن دراسته للمتون بعد ذلك ستكون أسرع جدا؛ لأنه قد اكتسب ملكة جزئية.

والمعجمات التي ينصح أهل العلم بالنظر فيها ابتداء (أي بعد المرحلة السابقة) هي (المصباح المنير) و (مختار الصحاح) والثاني أفضل من الأول للغويين، والأول أفضل للفقهاء.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.

ـ[النظام الأعرج]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 11:57 م]ـ

وربي ما أجمل كلام هذا الشيخ الفاضل ... وما أكثر جمائله علي .. فقد استفدت منه في كثير من المنتديات ..

يقول عليه الصلاة والسلام ( ... ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه) وإن شاء الله سندعو له.

لكن يا شيخ كيف أدرس مختار الصحاح مثلا؟ يعني كتب المعاجم وكتب الرجال دائما يكثر السؤال عن كيفية دراستها وليس سؤالي - وإن كان متضمنا له - عن أيهم يبدأ به؟

وقد أثقلنا عليك فتحملنا ابتغاء الأجر.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 02:35 ص]ـ

أحسن الله إليك يا أخي الكريم، وأسأل الله أن يستعملنا في طاعته.

إذا وجدته سهلا فابدأ به مباشرة، اقرأ المقدمة وتأملها جيدا حتى تعرف طريقته في الكتاب، فهي طريقة مفيدة، أكثر فائدة من طريقة أصله الجوهري، ثم اقرأ مر على الكتاب كاملا، واقرأ المواد المشهورة أولا، وبعد الانتهاء أعد قراءة الكتاب مرة أخرى كاملا، وبذلك تحصل على فائدة ترسيخ المعلومات المهمة.

وإن لم تجده سهلا، فابدأ بفصيح ثعلب أولا، واقرأه بتأمل وتدبر فهو صغير الحجم، ويعطيك ألفة وملكة تحفزك على المضي قدما في هذا العلم.

ولم تثقل علي يا أخي الكريم، وأتمنى أن أفيدك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير