تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإذا قلت: من قاموا وقعد إخوتك، ضعف، لأنك قد انتحيت بالجمع على المعنى، وانصرفت عن اللفظ. فمعاودة اللفظ بعد الانصراف عنه تراجعٌ، وانتكاث. فاعرفه وابن عليه، فإنه كثيرٌ جداً. انتهى.

ومنهم الزمخشري في كشافه قال عند قوله تعالى: " ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ": فإنه وحد السمع مع جمع القلوب، كما وح الشاعر البطن مع جمع كلوا.

ومقتضى الظاهر أسماعهم وبطونكم، لكن لما كان المراد سمع كل واحد منهم وبطنٍ كل واحدٍ مع أمن اللبس جاز، فإنه من المعلوم أن لكل واحدٍ منهم سمعاً واحداً وبطناً.

وقد أورد البيت في عدة مواضع من الكشاف، وأورده أيضاً في المفصل في باب التمييز، ولم يقل شراحه كابن يعيش: إنه ضرورة.

ومنهم صاحب اللباب، قال: وقد يقع الواحد موقع الجمع نحو قوله تعالى: " فإن طبن لكم عن شيءٍ منه نفساً ".

ونظيره:

كلوا في بعض بطنكم تعفوا

وقوله: " كلوا في بعض بطنكم "، قال صاحب الكشاف: أكل في بعض بطنه، إذا كان دون الشبع، وأكل في بطنه، إذا امتلأ وشبع. وأراد بعض بطونكم. وقوله: " تعفوا " مجزوم بحذف النون في جواب الأمر.

قال ابن السيرافي: الخميص: الجائع. والخمص: الجوع. أراد بوصفه الزمن بخميص أنه جائعٌ من فيه، فالصفة للزمن والمعنى لأهله.

يقول لهم: اقتصروا على بعض ما يشبعكم ولا تملؤوا بطونكم من الطعام فينفد طعامكم، فإذا نفد احتجتم إلى أن تسألوا الناس، أن يطعموكم شيئاً. وإن قدرتم لأنفسكم جزءاً من الطعام عففتم عن مسألة الناس. انتهى.

قال شارح اللباب، وبعض فضلاء العجم في شرح أبيات المفصل تعفوا: من العفة.

ويروى: تعيشوا. كانوا يتلصصون ويتغاورون، لأنهم في زمن قحط، فقال لهم ذلك.

والمعنى: كلوا قليلاً تكونوا أعفاء لا يصدر منكم فعل قبيح كالإغارة والتلصص. أو تعيشوا، ولا تموتوا، فإن زمانكم زمن قحط أهله جائعون. انتهى.

والبيت من أبيات سيبويه الخمسين التي لم يعلم قائلها. والله أعلم.

ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[24 - 08 - 2010, 05:25 م]ـ

الإتقان للسيوطي

العشرون: الاستغناء بالإفراد عن التثنية

نحو (فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى)

جزاكم الله خيرا

سمعت من إحدى الأخوات أن في قوله تعالى (فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى) دليل على أن الرجل هو من يشقى لا المرأة، حيث جاء الفعل بالإفراد ولم يأتِ للمثنى.

فبحثت عن صحة هذا الكلام والحمد لله عثرت على هذا الموضوع وهذا التفصيل.

فشكر الله لكم.

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[24 - 08 - 2010, 07:04 م]ـ

جزاكم الله خيرا أستاذة ينابيع على إحياء هذا الموضوع القديم

سمعت من إحدى الأخوات أن في قوله تعالى (فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى) دليل على أن الرجل هو من يشقى لا المرأة، حيث جاء الفعل بالإفراد ولم يأتِ للمثنى.

لم أسند إلى آدم وحده فعل الشقاء دون حواء مع اشتراكهما في الفعل؟

الجواب من وجهين: أحدهما: أن في ضمن شقاء الرجل وهو قيم أهله وأميرهم شقاءهم كما أن في ضمن سعادته سعادتهم فاختص الكلام بإسناده إليه دونها مع المحافظة على رعاية الفاصلة. الثاني: أريد بالشقاء التعب في طلب القوت وذلك على الرجل دون المرأة، وروي أنه أهبط إلى آدم ثور أحمر وكان يحرث عليه ويمسح العرق عن جبينه اهـ الرازي

ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[26 - 08 - 2010, 03:57 ص]ـ

لم أسند إلى آدم وحده فعل الشقاء دون حواء مع اشتراكهما في الفعل؟

الجواب من وجهين:

أحدهما: أن في ضمن شقاء الرجل وهو قيم أهله وأميرهم شقاءهم كما أن في ضمن سعادته سعادتهم فاختص الكلام بإسناده إليه دونها مع المحافظة على رعاية الفاصلة.

الثاني: أريد بالشقاء التعب في طلب القوت وذلك على الرجل دون المرأة، وروي أنه أهبط إلى آدم ثور أحمر وكان يحرث عليه ويمسح العرق عن جبينه اهـ الرازي

شكر الله لك أستاذ أبا سهيل على هذا التوضيح.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير