ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[21 - 03 - 2008, 11:03 ص]ـ
"إنّ إلهَكمْ لَوَاحِدٌ"!!!
قال بنان الطّفيلي: دخلتُ يوماً على بعض بني هاشم فإذا أمامه لَوْزِينجَ من النَّشا وبياض البيض، حشوة اللوز المقشّر مع السكر والعسل الأبيض، ومندّى بالماورد، إذا أُدخِلَ الفم سُمِعَ له نَشِيش كَنَشيش الحديد إذا أخرجته من النار وغمستَه في الماء. فلم يزل يأكل ولا يطعمني.
فقلت: يا سيدي: "إنّ إلهَكُمْ لوَاحِدٌ". فأعطاني واحدة. فقلت: "إذْ أرسلنا إليهم اثنين". فأعطاني ثانية. فقلت: "فَعَزَّزْنَا بثالث". فأعطاني ثالثة.
فقلت: "فَخُذْ أربعةً من الطَّير فَصُرْهُنَّ إليك". فأعطاني رابعة. فقلت: "خمسةٌ سادسُهم كلبُهم". فأعطاني خامسة. فقلت: "خَلَق السموات والأرض في ستة أيام". فأعطاني سادسة.
فقلت: "سبع سمواتٍ طِباقاً". فأعطاني سابعة. فقلت: "ثمانيةَ أزواجٍ من الضَّأن اثنين ومن المعز اثنين". فأعطاني ثامنة. فقلت: "تسعةُ رَهْط يُفسِدون في الأرض". فأعطاني تاسعة. فقلت: "تلك عَشَرةٌ كاملة". فأعطاني عاشرة. فقلت: "يا أبَت إني رأيت أحَدَ عشر كوكباً". فأعطاني الحادي عشر. فقلت: "إن عِدَّةَ الشهور عند الله اثنا عَشَر شهراً في كتاب الله". فأعطاني الثاني عشر.
فقلت: "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين". فقذف بالطبق إليّ وقال: كُل يا ابنَ البغيضة!!!
فقلت: والله لئن لم تُعْطيِنِه لقُلتُ: "وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون"!!!
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[21 - 03 - 2008, 11:07 ص]ـ
أبو حنيفة وتلميذه أبو يوسف: مرض أبو يوسف مرضًا شديدًا، فعاده أستاذه أبو حنيفة مرارًا. فلما صار إليه آخر مرة، رآه ثقيلاً، فاسترجع، ثم قال: لقد كنتُ أُؤَمّله بعدي للمسلمين، ولئن أُصيبَ الناسُ به ليموتَنّ علمٌ كثير.
ثم رُزق أبو يوسف العافية، وخرج من العِلَّة. فلما أُخبِر بقول أبي حنيفة فيه، ارتفعت نفسُه، وانصرفت وجوه الناس إليه، فعقد لنفسه مجلسًا في الفقه، وقصَّر عن لُزوم مجلس أبي حنيفة.
وسأل أبو حنيفة عنه فأُخبر أنه عقد لنفسه مجلسًا بعد أن بلغه كلام أستاذه فيه. فدعا أبو حنيفة رجلاً وقال له: صِرْ إلى مجلس أبي يوسف، فقل له: ما تقول في رجل دفع إلى قَصَّار ثوبًا ليصبغه بدرهم، فصار إليه بعد أيام في طلب الثوب، فقال له القصار: ما لك عندي شيء، وأنكره.
ثم إن صاحب الثوب رجع إليه، فدفع إليه الثوب مصبوغًا، أَلَه أجرُه؟ فإن قال أبو يوسف: له أجره، فقل له: أخطأت. وإن قال: لا أجرَ له فقل له: أخطأت!!!
فصار الرجل إلى أبي يوسف وسأله، فقال أبو يوسف: له الأجرة. قال الرجل: أخطأت. ففكر ساعة، ثم قال: لا أجرة له.
فقال له: أخطأت! فقام أبو يوسف من ساعته، فأتى أبا حنيفة. فقال له: ما جاء بك إلا مسألةُ القصَّار. قال: أجل.
فقال أبو حنيفة: سبحان اللّه! من قعد يُفتي الناس، وعقد مجلسًا يتكلم في دين اللّه، لا يُحسن أن يجيب في مسألة من الإجارات؟! فقال: يا أبا حنيفة، علِّمني.
فقال: إنْ صبغه القصار بعدما غَصَبه فلا أجرة له، لأنه صبغ لنفسه، وإن كان صبغه قبل أن يغصبه، فله الأجرة، لأنه صبغه لصاحبه.
ثم قال: مَن ظن أن يستغني عن التعلُّم فَلْيَبكِ على نفسه.
(من كتاب "تاريخ بغداد"؛ للخطيب البغدادي).
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[21 - 03 - 2008, 11:09 ص]ـ
أَتَعْرِفُني!!؟
خرج الحجاج يوماً إلى ظاهر الكوفة منفردا، فرأى رجلاً أعرابياً فقال له: ما تقول في أميركم؟ قال: الحجاج؟ قال: نعم.
قال الأعرابي: عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين! فقال الحجاج: أتعرفني؟ قال: لا.
قال: أنا الحجاج. فقال الأعرابي: وأنت، أتعرفني!!؟ قال: لا.
قال: أنا مولى بني عامر، أُجَنُّ في كل شهر ثلاثة أيام،
وهذا اليوم هو أَشَدُّها!!!
فضحك الحجاج من قوله وتركه.
(من كتاب "سرح العيون"؛ لابن نُباتة).
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[27 - 03 - 2008, 08:33 م]ـ
والحديث ذو شجون ..
ولنلاحظ قول العلامة النسابة؛
أبو سعد السمعاني:
الولادة: 505 هجرية
الوفاة: 561 هجرية
في كتابه الموسوعيّ: الأنساب:
((في دكر جماعة لم يعرفوا الأنساب وقبحها:
أخبرنا أبو محمد يحيى بن علي بن الطراح المدير بقراءتي عليه ببغداد عن أبي بكر
أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ ثنا منصور بن ربيعة الزهري بالدينور قال:
سمعت بعض القضاة يحكي أن رجلاً قال:
دخلت حمص وفي فمي درهم لعلي أرى شيئاً فأشتريه به فإذا رجل جالس بباب الجامع على كرسي وعلى رأسه عمامة متحنك بها وقد ترك فوقها قلنسوة وقد لبس فروة مقلوبة بلا سراويل وقد تقلد بسيف وفي حجره مصحف يقرأ منه وعنده كلب رابض وقد تمسك بمقوده فسلمت عليه فرد السلام فقلت: أترى القوم قد صلوا!! ?
قال: أفأنت أعمى ما تراني قاعداً!! ? قلت: من أنت? فقال:
أنا أبو خالد إمام الجامع وكلبي أبو جعفر، قلت: أتحفظ القرآن?? قال: نعم، قلت: ما هذه الضوضاء والجلبة? قال:
قد ورد رجل زنديق يقرأ السبع الطوال ويشتم أبا بكر الصناديقي وعمر القواريري وعثمان بن أبي شيبة ومعاوية بن غسان الذي هو من حملة العرش وزوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته عائشة في زمن الحجاج بن يوسف فاستولدها الحسن والحسين، فقلت: ما أسخن عينك!!!
ما أعرفك بالمقالات والأنساب! قال: وما خفي عليك أكثر، قلت:
فاقرأ شيئاً من القرآن، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم:
وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تقصص رؤياك على أخوتك فيكيدوا لك كيداً وأكيد كيداً فمهل الكافرين أمهلهم رويداً، فرفعت يدي وصفعته صفعة سقطت عمامته وبقي التحنك في عنقه، فصاح بالناس فلببوني وقال: احملوه إلى المحتسب، فكل من لقيني قال: ما فعل? قالوا: صفع إمام الجامع، قال: يا مسكين أهلكت نفسك، فقلت: كذا حكم الله فصبراً عليه ويزمعون هم أيضاً "?"
حتى وصل بي إلى المحتسب فإذا رجل حاسر حاف قد لبس دراعة بلا سراويل فقدمت إليه فقالوا:
هذا صفع إمام الجامع، فقلت: نعم، قال: يا مسكين أهلكت نفسك، قلت: كذا حكم الله فصبراً عليه، قال: أيما أحب إليك:
سمل العين أو قطع اليد أو أن تدفع نصف درهم!! ?
فرفعت يدي وصفعت المحتسب صفعة ثم أخرجت الدرهم من فمي وقلت:
خذ يا سيدي! نصف درهم لك ونصف ردهم لإمامك وانصرفت ... )).
¥