تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[11 - 04 - 2008, 05:43 م]ـ

من نوادر الشاعر بشار بن برد (1):

وُلد بشار بن بُرد أعمى. وكان ضخماً طويلاً عظيم الوجه فظيع المنظر. وكان إذا أراد أن يُنْشِد شعراً صفق بيديه وتنحنح، وبَصَقَ عن يمينه وشماله ثم ينشد، فيأتي بالعجب وكان يُشَبِّه الأشياء بعضَها ببعض في شعره فيأتي بما لا يقدِرُ البُصَرَاءُ أن يأتوا بمثله.

فقيل له يوما وقد أنشد قوله:

كأن مُثارَ النَّقيع فوق رءوسنا = وأسيافَنا، ليلٌ تَهَاوَى كواكبُه

"ما قال أحدٌ أحسن من هذا التشبيه، فمن أين لك هذا ولم تر الدنيا قط ولا شيئاً فيها؟ ".

فقال: إن عدم النظر يُقَوِّي ذكاءَ القلب، ويقطع عنه الشغلَ بما يُنْظَرُ إليه من الأشياء، فيتوفّر حِسُّه، وتذكو قريحتُه.

(من كتاب:

"الأغاني"؛لأبي الفرج الإصبهانيّ)

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[11 - 04 - 2008, 05:47 م]ـ

من نوادر الشاعر بشار بن برد (2):

كان بشار بن برد يُنْسَبُ إلى المجون والزندقة والميل إلى الإلحاد، وكان يقول: "لا أعرف إلا ما عاينتُه أو عاينتُ مثلَه".

وكان بعض أصحابه يقومون إذا حضرت الصلاة ويقعد بشار، فيجعلون حوله ترابا لينظروا هل يصلي، فيعودون والتراب بحاله.

قال له صديقه سعد بن القَعْقَاع وهو ينادمه: ويحك يا بشار!!

قد نَسَبَنَا الناسُ إلى الزندقة، فهل لك أن تَحُجَّ بنا حِجَّةً تنفي ذلك عنا!!؟

قال: نِعْمَ ما رأيت!!!

فاشتريا بعيرا ورَكبا. فلما مرَّا بالكوفة، قال له سعد: ويحك يا بشار!!! ثلاثمائة فرسخ نقطعها إلى مكة!!؟

مِلْ بنا إلى الكوفة نتنعّم فيها، فإذا عاد الحُجَّاج قابلناهم بالقادسية، وحلقنا رءوسنا، فلم يشُكّ الناسُ أننا جئنا من الحج.

فقال بشار: نِعْمَ ما رأيت!!

فمالا إلى الكوفة، فمازالا يشربان الخمر ويفسُقان.

فلما نزل الحُجَّاج بالقادسية راجعين، جزّا رءوسهما وأقبلا، وتلقّاهما الناسُ يهنئونهما بالحج!!

(من كتاب:

"الأغاني"؛ لأبي الفرج الإصبهانيّ)

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[11 - 04 - 2008, 05:49 م]ـ

من نوادر الشاعر بشار بن برد (3):

مرَّ بشار بواعظ بالبصرة فسمعه يقول في قصصه:

من صام رجباً وشعبان ورمضان بنى الله له قصراً في الجنة

صَحْنُه ألف فرسخ في مثلها، وعُلْوُه ألف فرسخ،

وكلّ باب من أبواب حجراته عشرةُ فراسخ في مثلها.

فالتفت بشارٌ إلى قائده وقال: بِئْسَتْ والله الدار هذه في كانون الثاني!!!

(من كتاب:

"الأغاني"؛ لأبي الفرج الإصبهانيّ)

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[11 - 04 - 2008, 05:53 م]ـ

من نوادر الشاعر بشار بن برد (4):

كان بشار جالساً في دار المهدي والناس ينتظرون الإذن للدخول عليه،

فقال أحد موالي المهدي لمن حضر:

ما تفسيركم لقول الله عزَّ وجلَّ:

(وأوحى ربُّك إلى النحل أن اتّخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر)!!؟

قال بشار: النحل التي يعرفها الناس.

قال: هيهات!!

النحل بنو هاشم.

وقوله تعالى:

(يَخْرُجُ من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانُه فيه شفاء للناس)؛

يعني العِلْم.

فقال له بشار:

جعل الله طعامك وشرابك وشفاءك؛

فيما يخرج من بطون بني هاشم!!!

(من كتاب:

"الأغاني"؛لأبي الفرج الإصبهانيّ)

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[11 - 04 - 2008, 08:27 م]ـ

من نوادر الشاعر بشار بن برد (5):

كانت النساء يأتين فيدخلن إلى بشار في مجلسه ليسمعن شعره. فعشِق امرأةً منهن، وقال لغلامه:

عَرِّفها محبتي لها، واتبعها إذا انصرفتْ إلى منزلها.

ففعل الغلام، وأخبرها بما أمره فلم تُجِبْه إلى ما أحبّ. فتبعها إلى منزلها وظل يتردّد إليه حتى شكته إلى زوجها، فقال لها زوجها:

أجيبيه وعِديه إلى أن يجيئك إلى هاهنا. ففعلتْ. وجاء بشار فدخل وزوجُها جالسٌ وهو لا يعلم. فجعل يحدّثها ساعة، وقال لها:

ما اسمُك بأبي أنتِ!!؟ قالت: أُمامة.

فقال: أُمامةُ قد وُصِفْتِ لنا بِحُسْنٍ وإنّا لا نراك فَأَلْمِسِينا. فأخذت يده فوضعتها على لحية زوجها.

ففزع بشار ووثب قائماً فقبض زوجها عليه وقال: والله لأفضحنّك!!!

فقال بشار:

كفاني ما فعلتَ بي، ولستُ والله عائدا إليها أبدا!!!

(من كتاب:

"الأغاني"؛ لأبي الفرج الإصبهانيّ)

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[11 - 04 - 2008, 08:30 م]ـ

من نوادر بشار بن برد (6):

هجا بشار المهدي فجيء به إليه، وأَمر بضربه بالسوط فضُرِب بين يديه.

فكان بشار إذا أوجعه السوط يقول:

حَسِّ!!!

وهي كلمة تقولها العرب للشيء إذا أوجع.

فقال بعضهم للخليفة:

انظر إلى زندقته يا أمير المؤمنين، يقول: حَسِّ،

ولا يقول: باسم الله.

فالتفت إليه بشار وقال: ويلك!!!

أطعامٌ هو فأُسَمِّيَ اللهَ عليه!!؟

فلما ضُرِب سبعين سوطا بان الموتُ فيه، فأُلقي في سفينة؛

حتى مات، فجاء بعضُ أهله فحملوه إلى البصرة فدُفن بها.

من كتاب:

"الأغاني"؛ لأبي الفرج الإصبهانيّ)

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 04 - 2008, 06:46 م]ـ

عن كتاب ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي:

نقلت من درة الغواص أن عروة بن أذينة الشاعر وفد على هشام بن عبد الملك في جماعة من الشعراء فلما دخلوا عليه عرف عروة فقال له ألست القائل:

لقد علمتُ وما الإسرافُ من خُلقي= أن الذي هو رزقي سوف يأتيني

أسعى إلهي فيعييني تطلبهُ = ولو قعدت أتاني لا يعنيني

وأراك قد جئت من الحجاز إلى الشام في طلب الرزق فقال له يا أمير المؤمنين زادك الله بسطة في العلم والجسم ولا رد وافدك خائبا والله لقد بالغت في الوعظ وأذكرتني ما أنسانيه الدهر وخرج من فوره إلى راحلته فركبها وتوجه راجعا إلى الحجاز فلما كان في الليل ذكره هشام وهو في فراشه فقال رجل من قريش قال حكمة ووفد إلي فجبهته ورددته عن حاجته وهو مع ذلك شاعر لا آمن ما يقول فلما أصبح سأل عنه فأخبر بانصرافه وقال: لا جرم ليعلم أن الرزق سيأتيه ثم دعا مولى له وأعطاه ألفي دينار وقال الحق بهذه ابن أذينة وأعطه إياها قال: فلم أدركه إلا وقد دخل بيته فقرعت الباب عليه فخرج إلي فأعطيته المال فقال أبلغ أمير المؤمنين قولي سعيت فأكديت ورجعت إلى بيتي فأتاني رزقي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير