ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 06:35 ص]ـ
هذا زياد بن أبي سفيان!!!
كانت سُميّة أم زياد بن أبيه بغيّا، وكان أبو سفيان بن حرب يقول:
أنا واللّه وضعتُه في رحم أمّه سميّة وما له أبٌ غيري.
فلما وُلِّيَ معاوية الخلافة صعد المنبر وأمر زيادًا فصعد معه، ثم قال: أيها الناس، إني قد عرفتُ شَبَهَنَا أهلَ البيت في زياد، فمن كانت عنده شهادة فَلْيُقِمْها.
فقام الناس فشهدوا أنه ابن أبي سفيان، وجمع له معاوية الكوفة والبصرة. وكان رجل من بني مخزوم أعمى يُكنى أبا العُريان، فمرَّ به زياد في موكبه، فقال الأعمى:
مَن هذا؟ قالوا: زياد بن أبي سفيان. قال: ما ولد أبو سفيان إلا فلانًا وفلانًا، فمَن هذا، فواللّه لرُبَّ أمرٍ قد نقضه اللّه، وبيتٍ قد هدمه اللّه، وعبدٍ قد ردَّه اللّه إلى مواليه.
فبلغ معاوية قوله، فأرسل إلى زياد:
ثكِلَتْك أمّك، اقطَعْ لسانَ أعمى بني مخزوم!!
فبعث إليه زياد بألف دينار، وقال لرسوله: أقرئْه السلام، وقل له: يقول لك ابن أخيك أَنْفِقْ هذه حتى يأتيك مثلُها.
ومرّ به زياد من الغد، فسلّم، فقال قائل: مَن هذا؟ فقال الأعمى المخزومي: هذا زياد بن أبي سفيان!!
وجعل يبكي ويقول: واللّه إني لأعرف منه حَزْم أبي سفيان ونُبْله!!
(من كتاب:
"محاضرات الأدباء"؛ للراغب الأصفهانيّ)
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 10:09 ص]ـ
تبارى شاعران أمام بشار، فلم يعجبه أحدهم، فقال له: أنت -لا شك- من بيت النبوة. ففرح الرجل ظنا أن تلك إجازة له لفصاحة النبي صلى الله عليه وسلم. لكن بشارا عنى عدم معرفة الشاعر المزعوم بالشعر استنادا لقوله تعالى" وما علمناه الشعر وما ينبغي له"
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 06:04 ص]ـ
هلاّ وَسِعَك ما وَسِعَهم!!؟
كان القاضي أحمد بن أبي دواد من رءوس المعتزلة، وكان معظَّماً عند المأمون، يقبل شفاعتَه ويُصغي إلى كلامه. وهو الذي دسَّ للمأمون القول بخلْق القرآن، وحسّنه عنده، وصيّره يعتقده حقّا مبيناً، إلى أن أجمع رأيه على الدعاء له، وامتحان العلماء فيه.
ثم سار المعتصم فالواثق سيرة المأمون في هذه الفتنة. ويُروى أن الخليفة الواثق أُتِيَ إليه بشيخ مقيّد يقول بقدم القرآن ليمتحنه. فلما أُدخل قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال الواثق: لا سلَّم الله عليك. قال الشيخ: يا أمير المؤمنين، بئس ما أدّبك به مؤدبك.
قال الله تعالي: (وإذا حُيِّيتم بتحيَّة فحيُّوا بأحسنَ منها أو رُدُّوها). والله ما حيَّيتني بها ولا بأحسن منها. فقال ابن أبي دواد: يا أمير المؤمنين، هذا رجل متكلم. قال الواثق: كَلِّمْه.
فقال: يا شيخ، ما تقول في القرآن: مخلوق هو أو غير مخلوق؟ قال الشيخ: أنا أسألك قبل: فقال له: سَلْ. قال الشيخ: ما تقول في القرآن؟ فقال: مخلوق. قال الشيخ: هذا شيء عَلِمَه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعليّ، أم شيء لم يعلموه؟ قال ابن أبي دواد: شيء لم يعلموه. فقال: سبحان الله! شيء لم يعلمه النبي ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا عليّ، عَلِمْتَه أنت؟! فخجل ابن أبي دواد، وقال: أَقِلْني.
قال: والمسألة بحالها؟ قال: نعم. قال: ما تقول في القرآن. قال: مخلوق.
قال: هذا شيء عَلِمه النبي والخلفاء الراشدون أم لم يعلموه؟ قال: علِمُوه. قال: هل دعوا الناس إليه كما دعوتهم أنت أو سكتوا؟ قال: بل سكتوا.
قال الشيخ: فهلاّ وَسِعَكَ ما وَسِعَهم من السكوت؟! فقام الواثق ودخل مجلس الخَلوة واستلقى على قفاه، ووضع إحدى رجليه على الأخرى وهو يقول: هذا شيء لم يعلمه النبي ولا الخلفاء الراشدون، علمته أنت؟ سبحان الله، هذا شيء علمه النبي والخلفاء الراشدون ولم يدعوا الناس إليه، أفلا وسعك ما وسعهم؟! ثم دعا الحاجب، وأمره أن يرفع عن الشيخ قيوده، ويُعطيَه أربعمائة دينار. وسقط من عينه ابن أبي دواد، ولم يمتحن بعد ذلك أحداً.
(من كتاب:
"تاريخ بغداد"؛ للخطيب البغداديّ)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 06:14 ص]ـ
وَجَبَ الحدُّ عليه:
كان عندنا في بلدنا بإشبيلية رجلٌ يبيع الخبز اسمه جمعة. وكان أطراف الناس يتحاكمون إليه.
¥