[صور من العزة في غزة ...]
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[12 Jan 2009, 11:37 م]ـ
الحمد رب العالمين ..
إن أمتنا الإسلامية تمرُّ في هذا الزمان بساعاتٍ رهيبة .. ومحَنٍ عظيمة .. ونوازلَ شديدة .. وأزَمات كثيرة .. ونكَبات متلاحقة ..
لقد تغيَّر حالُ الأمة .. وتبدّل واقعها، وانتكست في حمأة هزيمة قاسيةٍ ثقيلة، كدوحةٍ تآكلت جذورها .. ونُخِر جذعها .. فغدت أمة الأمجاد أمة الإخلاد .. لقد أضحت أمتنا فرقاً مبعثرة متناحرة .. والأمة لا تخرج من نكبة إلا وتُصعَق بأخرى .. وماذا أعظم من اغتصاب الأرض وسلب الحقوق .. والاعتداء على المقدسات .. وقتل الأبرياء .. ؟ ّّّّ!!
صورٌ من البشاعة:
لقد تقرحت أكباد الصالحين كمدًا مما يجرى في الأرض المباركة في فلسطين الحبيبة .. أطفال يصرخون .. وشيوخ يئنون .. ومرضى يتوجَّعون .. ورجال حائرون ..
إنه مشهد من مشاهد الحصار .. وصورة من أثره وآثاره ..
إن منظر البنات الخمس وهن يلفظن أروحهن الطاهرة البريئة .. وتسيل دماؤهن الزكية .. والتي ستبقى شاهدًا على تفرج عالم بأكمله على مأساة لا تصدق .. وإن هذا المنظر من الصعب أن ينسى ..
إن كل نفس مؤمنة أبية حرة حق لها أن تتساءل إلى متى هذا الذل؟! وماذا بإمكاننا أن نفعل نصرة لإخواننا الفلسطينيين؟! ومتى يأتي الوقت الذي يخلى بين المسلمين وعدوهم ليشفي الله صدور قوم مؤمنين؟!
لا يدري ماذا يقول المسلم وبماذا يبدأ .. والمجازر الدموية على أرض غزة قد تعدت الشيوخ والنساء والآمنين حتى وصلت الأطفال الصغار!!
ومع ذلك كله فالعالم كله يتفرج .. وكأن الأمر لا يعنيه .. فهذا العالم كله شرقاً وغرباً في موقف المتفرج الذي يلوم المعتدى عليه ولا يجرؤ أن يعاتب المجرم فضلاً أن يوقفه عند حده .. فلاحول ولاقوة الإبالله ..
يقول الرسول: ((لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على لله من أن يراق دم امرئ مسلم)). وفي رواية: ((لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)) [رواه الترمذي والنسائي].
وبالرغم من غلاء دم المسلم فإن المجازر باتت تقام للمسلمين في كل مكان .. وأصبح الدم المسلم رخيصاً لا يقام لإراقته وزن ..
إنّ مما لايخفى على أحدٍ ما يتعرض له إخواننا في القدس وفلسطين وهم يذودون عن حياض الإسلام ومقدساته، وكيف يتعرضون للقتل بوحشية وهمجية من اليهود المعتدين ..
رأينا فيها دماءنا التي أهدرت .. رأينا فيها كرمتنا التي مرغت .. رأينا بيوتنا تحرق وتهدم .. وأشجارنا تجتث .. رأينا نساءنا تهان كرامتهن ..
الحديث المتجدد:
أيها الأحبة .. حديثنا يتجدد عن فلسطين .. فلسطين التي يدمى جرحها كل يوم، فماذا فعلنا لها، ماذا قدمنا من تضحيات .. وماذا حققنا من التنازلات .. وهل أدينا أقل الواجبات؟! أمام صيحات أمهاتنا وأخواتنا المكلومات؟! نداءات استغاثة يقدمها إخواننا كلَّ يوم في أرض الإسراء والمعراج، قدموا دماءهم وبذلوا أرواحهم وهدمت منازلهم وحوصروا في ديارهم؟! فهل قمنا بأبسط أدوار النصرة لهم؟ إنها فلسطين .. الأرض المقدسة .. قبلة الأمة الأولى وبوابة السماء ومهد الأنبياء وميراث الأجداد .. مسؤولية الأحفاد .. معراج محمدي .. وعهد عمري .. إلى مسجدها تشد الرحال ومن قبله تشد الأبدان والنفوس والأفئدة.
الأرض المقدسة:
إنها الأرض المقدسة .. فتحها المسلمون بعد وفاة الرسول بست سنوات .. وكتبت تاريخها بدماء الصحابة، وطهرت بعد فضل الله بسيوفهم. تسلَّمها أبو حفص عمر ثم تتابعت حكومات الإسلام في أرضها وتعالت رايات الإيمان في ساحاتها،، وحكموه قروناً طويلة ثم احتله الصليبيون تسعين عاماً فأخرجهم صلاح الدين رحمه الله ..
حاول الصليبيون كسرها فجاسوا خلال الديار، لكن المسلمين وقفوا لهم بالمرصاد ..
وإن احتله اليهود هذه الأيام فإنهم لن يخرجوا إلا بأمثال عمر وصلاح .. إنها فلسطين المشرفة .. وقدسها المقدسة ..
صورٌ من العزة:
لقد أبانت لنا غزة صور من العزة .. لقد أتى على مسلمي فلسطين قرابة قرن من الزمن مرابطين في ثغور الإباء .. مدافعين بأموالهم وأنفسهم عن واسطة العقد في بلاد الشام .. قدموا الشهداء .. وسالت منهم الدماء .. وفقدوا الأبناء والبنات!!
¥