تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الدجالون الجدد .. !!]

ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[19 Feb 2009, 07:44 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أن يصدر الخطر والضرر من أهله فهذا متوقع، وأن تعرف الخطر والضرر قبل وقوعه وتتجنبه فهذا طريق السلامة ..

لكن المصيبة العظيمة أن تثق بمصدر الضرر، بل وتأتي إليه طوعا .. طالبا للسلامة والعافية ... !!

هذا ليس من غرائب الخيال التي تحكى، بل هو حال كثير من دهماء الناس بل ومن عقلاءهم ممن ضعف يقينهم وتوكلهم على الله جل وعلا.

فإنه لايخفى على مسلم أن طلب الشفاء ورفع الضر هو من الله وحده كما قال سبحانه (وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو .. " يونس آية (107)

والتداوي من فعل الأسباب وهي من الواجبات المأمور بها شرعا، جاء في الحديث عن رسولنا عليه الصلاة والسلام: " تداووا فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله " السلسلة الصحيحة

وكمال الأمر كله ترك بعض المباحات والمكروهات في التداوي والتوكل على الله سبحانه كما جاء في حديث السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب قال عليه الصلاة والسلام: " هم الذين لايسترقون، و لايكتوون، ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون .. " متفق عليه

وهذا الكمال مندوب إليه وليس بواجب، و محل تفصيل مثل هذه المسائل، في مظانها التي لاتخفى على من أرادها.

كان مجتمعنا البسيط إذا مرض الواحد وأصابه الضروالمرض ذهب إلى معالج القرية أو الحي، رجل بسيط لايكاد يُعرف .. ، لايملك وسائل الدعاية والاعلان تقي نقي يفعل السبب بقلب مليء بالتوكل على الله دون شرط أو قيد، إن أعطي رضي وإن لم يعط بذل ذلك يرجوا ثواب الله سبحانه ويحتسب النفع لأخيه، مستحضراً قوله صلى الله عليه وسلم: " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل " رواه مسلم

فتجده يبذل الحرص والعناية في طريقة العلاج ويتحرى الصواب مستظلنا بخشية الله في ذلك.ولا أبالغ إن قلتُ: إنه لم تسجل حادثة واحدة في موضوع الابتزاز سواء كان ماديا أو في العرض والشرف ...

وفي عصرنا الحاضر نرى كثيرا ممن ابتلوا بالأمراض يطوون الأرض أياماً وليالي للبحث عن أشخاص في أدغال القرى، واستراحات في المدن أعدت لغرض التداوي .. لماسمعوا عنهم من الدعاية الجذابة، - التي لايملكون غيرها -، زحام على الأبواب، مستشفيات من نوع آخر، تشابه في مداخل العيادات، واختلاف في الكشف والدواء .. !! والفرق الأهم في نوعية المعالجين، ليسوا هم حملة الشهادة والمهارة والأمانة، هم الدجالون الجدد .. !!، جهلة من الرجال والنساء يمتهنون الرقية والمداواة بالطرق الشعبية، يتظاهرون بالقدرة على شفاء عسير الأسقام، وبالمجان – لمدة محدودة – لايحملون العلم ولا الأمانة، يستغلون حاجة الناس وضعفهم ... ليس هذا فحسب بل ويمثلون بالخدع و الدجل على جمهور الحاضرين في مشهد متكرر، فبعد بصقة واحدة على الحضور تضفي السكينة على جو الحاضرين ... !!! يسمع الصراخ من بعض الحاضرين والحاضرات، وتبدأ مشاهد من الفصل الأول من مسرحية الدجل، بالصرع والتكشف ... وبعد دقائق يأت الفصل الثاني فترى رجلاً مشلول الأطراف يكون سليما بعد دقائق من العلاج الآني .. !! كل هذا من أقارب لهم ومتعاونين معهم بقصد جذب الانتباه، وزيادة الإقبال عليهم، والنتيجة ثمنٌ يخرج من قلوب المساكين الى جيوب الدجالين الجدد ... الكشف على المريض بـ 50 ريال .. !! المياه المعبأءة تقل عن ريال واحد فتكون بخمسة أضعاف .. !! زيت، وعسل لايصلح العلاج إلا به .. !! ومن أراد الرقية الخاصة في غرفة خاصة، أو في منزله فالحجز أولاً ...

ليس هذا فحسب بل ووقاحة وسوء أدب في التعامل مع هؤلاء الضعفاء، تمادي في التحرش، والمحاولة في مواقعة الردى بحجة الشفاء ... ولاحول ولاقوة إلا بالله، وماأكثر الوقائع المسجلة والمشهودة لمثل هؤلاء الذين شوهوا سمعة الدين وهيئة الأخيار بمظاهرهم الخداعة وأفعالهم القبيحة!!، وفي النهاية نتج عن هذا كله اختلاط الحق بالباطل فلا تكاد تعرف الصادق من الكاذب فالكل في المظهر سواء ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير