تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تنبيهات ابن تيمية الضرورية .. على حادثة اغتيال كعب ابن اليهودية]

ـ[شاكر]ــــــــ[12 Mar 2009, 07:09 ص]ـ

بسم الله والحمد لله

والصلاة والسلام على رسول الله

وعلى آله وصحبه ومن والاه.

المكان: أرض الحرمين الشريفين مهبط الوحي.

الزمان: السنة الثالثة من الهجرة.

الحدث: عمليةاغتيال كماسمّاها من أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم.

الغيلة: فعلة من الاغتيال.

والغيلة في كلام العرب: ايصال الشر والقتل اليه من حيث لايعلم ولا يشعر.

وقُتل غيلة: أي في خُفية واغتيال.

الآمربالعملية: نبي الحق .. بعد أن أصدر حكما بالحق , بإقامة حد من حدود الله , وهو حد من سب الله ورسوله

الجاني: كعب ابن الأشرف .. طاغوت يهودي كما سمّاه ابن عباس رضي الله عنه

وكعبٌ هذا من بني النضير .. ادرك الإسلام ولم يسلم .. اختار العمى على الهدى .. وهو عربي من أم يهودية.

التهمة: آذى الله ورسوله.

مُنفذ عميلة الاغتيال: محمد بن مسلمة على راس خلية من خمسة .. أرهبت بني النضير ودانت بعدها يهود.

محمد بن مسلمة: رضي الله عنه أنصاري بدري شهد المشاهد كلها , وفاتته تبوك.

التقييم الاجمالي: عملية اغتيال ناجحة نوعية وعينية.

ووصفها " بعينية " لأن رسول الله أمر باغتيال كعب بن الأشرف بعينه .. وبه قال شيخ الاسلام كما سيأتي عند نقل كلامه وسرده.

وفيه أيضا توضيحا لما هوالمقصود بأذى النبي والله تعالى ذكره.

فإن كنت أخي للعلم طالبا .. وللحق عاشقا متّشوقا له .. فابقى معي نتدارسه .. و بالدليل من شرعنا نستلهمه .. واصبر ان وجدت في المقال طولا .. فلا تملّ منه ولا تسكثره ..

الأمر هام في فهم المسألة وقد تُفيد أو تستتفيد بعلم قد يكون أحدنا يجهله.

وبعد،

فإن حادثة اغتيال كعب بن الأشرف اثارت جدلا فقهيا منذ القرن الأول للإسلام , تنوع الفقهاء في تبويبها بكتبهم كما اختلفوا في أوجه الاستدلال بها , فمنهم من ادرجها تحت باب " الحرب خدعة " ومنهم من أدرجها تحت باب " الكذب في الحرب " ومنهم من أدرجها في أبواب " العهود"، وآخرون في أبواب متفرقة من أبواب الفقه.

وكذلك اختلفوا في الاستدلال بها , فذهب بعضهم الى جواز الخديعة بعد إعطاء العهد , بينما ذهب آخرون الى جواز التلفظ بالكفرـ دون إكراه ـ من أجل الخديعة , مستدلين في ذلك بما قاله محمد بن مسلمة رضي الله عنه لكعب بن الأشرف قبل اغتياله.

وظروف الحادثة هي الأخرى ما خلت من الخلاف , فكانت مثارا للجدل من عدة أوجه منها:

الكلام الذي كلموه به هل كان فيه شيئا من الكفر؟

هل كان ابن الأشرف معاهدا ساعة اغتياله أم لا؟

الكلام الذي أوهموه به, هل كان فيه عقدا جديدا للأمان أمنّوه به؟

الأمر باغتياله هل كان خاصٌا بكعب ومن فعل فعله أم أنه شمل قومه؟

ما هي العلة التي استوجبت اغتياله؟ أهي كونه كافرا حربيا؟ أم ناقضا للعهد؟

أم أن هناك علة أخرى فوق هذه وتلك؟

حيي بن الأخطب هو أيضا طاغوت يهودي اشترك مع كعب ابن الأشرف في نقض العهد مع رسول الله وفي تحريض القبائل على قتاله , وفيهما معا نزلت آية الجبت والطاغوت , لماذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم باغتيال حُيي بن الأخطب كما أمر باغتيال كعب ابن الأشرف؟

العلة في اغتياله: آذاه لله ورسوله , ما المقصود بأذى الله ورسوله؟

أوليس كل من قال ان الله ثالث ثلاثة وقال عزير بن الله وقال يد الله مغلولة ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ يكون قد آذى الله ورسوله فلماذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم باغتيالهم جميعا؟

ما علاقة قصة اغتيال ابن الأشرف بموضوع كتاب الصارم المسلول لابن تيمية؟

على أي وجه استدل شيخ الاسلام بها؟

ما هي الشُبه التي أُثيرت حول الحادثة وما الرد عليها؟

كل هذه الاسئلة وغيرها ما سنحاول بإذن الله أن نجيب عليه من أقوال أهل العلم.

فأقوالهم و تعليقاتهم مهمة كي نعرف ماينبني على تلك الحادثة من أحكام في واقعنا المعاصر. خاصة إذا علمنا أن حادثة اغتيال كعب ابن الأشرف استدل بها المعاصرون أيضا في مسائل العهود والأمان , وهم أيضا اختلفوا عند انزالها على مناطها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير