[خطرة وجدان (خاطرة أدبية)]
ـ[علي جاسم]ــــــــ[21 Mar 2009, 10:48 ص]ـ
هي خطرة نبضت في الوجدان , ثم خفقت في القلب خفوق جنين سرت فيه نفخة الرحمن , هي ليست في شيء من علوم القرآن , بل هي نفحة من قلب إنسان , طويت عليها الفؤاد , فأبت إلا أن تتكلم , فنشرت صفحة الفؤاد .. فقالت .. [
أنا أعلم أن سيوافيني يوم يُسدلُ فيه الستار , ويُختم العمر ..
وستغادرني الروح التي صحبتني العمر إلى غير رجعة ..
وسأطبق جفنيّ عن آخر مشهد من الدنيا .. وأمضي في الدرب المجهول .. وأترك عندكم جسدا باردا لا حياة فيه ..
سيبكيني أحبتي بدموع حرّى ..
أمي ستذبل عينها من حُرقة العبرات عليّ ..
وسيصدع الأسى المرير فؤادها المفجوع ..
وسأوضع في حفرتي .. ويحثو أحبتي عليّ التراب .. وتسوى الأرض من فوقي ..
سأثوي هناك ويثوي معي خوفي وضعفي .. في ظلمة موحشة .. ومضيق خانق ..
أثوي هناك .. حيث لا أسمع هينمة الريح .. ولا أحس برد النسيم .. ولا أكحل عيني بضوء الصباح ككل يوم ..
ومع هذا ..
ستمر الساعات تنفض عن الأحياء تراب الأسى .. وسينجلي ليل الحزن .. ويبزغ في الكون فجر جديد .. ويتنفس الصباح وتشرق الأرض بنور ربها ككل يوم ..
دِيَكَةُ الحي ستؤذن الفجر ككل يوم .. وستسقسق العصافير على أغصان شجرتنا .. وسينهض الناس لشأنهم .. وتحبل ساعات النهار بضجيج الحياة ككل يوم .. وتمضي الدنيا بأبناءها الأحياء .. تمضي الدنيا بمسراتها وأحزانها .. تمضي بأماني أبناءها وأحلامهم ..
تمضي .. غير شاعرة بي وأنا مندرج في حفرتي .. كأنها ما عرفتني يوما .. وكأني أمس لم أكن من أبناءها ..
فيا رحمة الله تغمديني .. إذا نُسِيتُ من الدنيا وصرت من أهل القبور ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Mar 2009, 02:30 م]ـ
هي خطرة نبضت في الوجدان , ثم خفقت في القلب خفوق جنين سرت فيه نفخة الرحمن , هي ليست في شيء من علوم القرآن , بل هي نفحة من قلب إنسان , طويت عليها الفؤاد , فأبت إلا أن تتكلم , فنشرت صفحة الفؤاد .. فقالت .. [
أنا أعلم أن سيوافيني يوم يُسدلُ فيه الستار , ويُختم العمر ..
وستغادرني الروح التي صحبتني العمر إلى غير رجعة ..
وسأطبق جفنيّ عن آخر مشهد من الدنيا .. وأمضي في الدرب المجهول .. وأترك عندكم جسدا باردا لا حياة فيه ..
سيبكيني أحبتي بدموع حرّى ..
أمي ستذبل عينها من حُرقة العبرات عليّ ..
وسيصدع الأسى المرير فؤادها المفجوع ..
وسأوضع في حفرتي .. ويحثو أحبتي عليّ التراب .. وتسوى الأرض من فوقي ..
سأثوي هناك ويثوي معي خوفي وضعفي .. في ظلمة موحشة .. ومضيق خانق ..
أثوي هناك .. حيث لا أسمع هينمة الريح .. ولا أحس برد النسيم .. ولا أكحل عيني بضوء الصباح ككل يوم ..
ومع هذا ..
ستمر الساعات تنفض عن الأحياء تراب الأسى .. وسينجلي ليل الحزن .. ويبزغ في الكون فجر جديد .. ويتنفس الصباح وتشرق الأرض بنور ربها ككل يوم ..
دِيَكَةُ الحي ستؤذن الفجر ككل يوم .. وستسقسق العصافير على أغصان شجرتنا .. وسينهض الناس لشأنهم .. وتحبل ساعات النهار بضجيج الحياة ككل يوم .. وتمضي الدنيا بأبناءها الأحياء .. تمضي الدنيا بمسراتها وأحزانها .. تمضي بأماني أبناءها وأحلامهم ..
تمضي .. غير شاعرة بي وأنا مندرج في حفرتي .. كأنها ما عرفتني يوما .. وكأني أمس لم أكن من أبناءها ..
فيا رحمة الله تغمديني .. إذا نُسِيتُ من الدنيا وصرت من أهل القبور ..
صورة قاتمة لمشهد الحياة والموت، ولكنها حقيقة المشاعر الإنسانية.
والسؤال:
هل الحقيقة هي كما يراها الإنسان، ويعبر عنها بمثل هذا الأسى والعبارات التي تفيض بمشاعر الحزن؟
فمثلاً: الكاتب في الأسطر الأخيرة هل هو يعبر عن أساه عن مفارقته لهذه الحياة بحلوها ومره؟
أم يعبر عن أن الحياة لن تتوقف عند موته وستمضى دون الالتفات إلى الراحلين عنها؟
وعلى أي حال؛ ألا يمكن أن ننظر بغير هذا المنظار القاتم؟
ننظر إلى أن الحياة جميلة ونعمة على ما يشوب صوفها من أكدار، وننظر إلى الانتقال عنها إنما هو إلى الأفضل والأرحب والأسعد، إلى حياة بلا كدر وبلا خوف وبلا حزن.
ونستند في هذه النظرة إلى القرآن الكريم وسنة المصطفى الحبيب صلى الله عليه وسلم فهما يبشران بكل خير وسعادة ويدعوان إلى النظرة المتفائلة.
يقول الحق تبارك وتعالى:
¥