تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[فوائد من تعليق الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على صحيح مسلم]

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Mar 2009, 06:14 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فاستكمالاً لما تم الشروع فيه من استخراج فوائد من كتب العلامة الشيخ محمد بن عثيمين عليه رحمات رب العالمين وكانت البداية بكتاب رياض الصالحين ثم بكتاب الأربعين النووية، وهذا هو الكتاب الثالث وهو تعليق للشيخ على صحيح مسلم على مؤلفه و المعلق عليه رحمة الله. .

التعليق على صحيح مسلم تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته، لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين، اعتناء الشيخ الدكتور عمر المقبل، الطبعة الأولى 1427هـ، مكتبة الرشد.

فوائد من المجلد الأول:

1 ـ قال ابن سيرين: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم. فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم).

هذه المسألة في الرواية عن أهل البدع، وهي تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: أن تكون البدعة مكفرة، فهذا لا يروى عنه، ولا يقبل خبره.

القسم الثاني: أن تكون البدعة مفسقة، أي لا تصل إلى حد الكفر، فهذا قد اختلف فيه العلماء: فمنهم من رد روايته مطلقاً، ومنهم من قال بالتفصيل:

إن روى ما يقوي بدعته فإنه لا يقبل لأنه متهم، وإن روى ما لا يقوي بدعته فإنه يقبل، ولا سيما أهل التأويل الذين يتأولون ما مشوا عليه من البدع وليسوا يشاقون الله ورسوله.

فإن قال قائل: إن البخاري ومسلماً أخرجا لبعض من عرفوا بالبدع، فما الجواب عن هذا؟

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ في الجواب عن ذلك ـ: إنهم قد توثقوا لما نقل من أجل شواهد علموها، أو يسوقونها في نفس الباب.

وينبغي التنبه هنا إلى أن البدعة قد تكون مكفرة، وينسب إليها بعض الرواة، لكن تكفير الراوي بعينه يحتاج إلى تثبت. ص 38 ـ 39.

2 ـ هنا مسألة لها صلة بموضوع الأخذ عن أهل البدع يسأل عنها بعض الطلبة، وهي أخذ العلم عن عالم معروف ببدعة من البدع، لكنه متقن لفن من الفنون كالنحو أو الفرائض، فما الحكم؟

الجواب: أن الأخذ عن هؤلاء وأمثالهم يخشى منه أمران:

الأول: أن هؤلاء المبتدعة عندهم ذكاء وفطنة، وغالبهم عندهم بيان، فيخشى أن يستجروا هؤلاء إلى بدعتهم، ولو على الأقل بالأمثلة إذا كانوا يدرسون في النحو مثلاً.

الثاني: أنه إذا تردد إليهم الإنسان الموثوق اغتر الناس بذلك فظنوا أنهم على حق.

فلهذا يجب الحذر بقدر الإمكان، والعلم الذي عندهم ـ بحمد الله ـ قد يكون عند غيرهم من أهل السنة. ص39 ـ 40.

3 ـ قال محمد: سمعت علي بن شقيق يقول: (سمعت عبد الله بن المبارك يقول على رؤوس الناس: دعوا حديث عمرو بن ثابت فإنه كان يسب السلف).

إن قال قائل: هل من سب السلف يكفر؟

فالجواب:

إن هذا يختلف بحسب الحال، فمن سب شخصاً واحداً ممن لم تتفق الأمة على الثناء عليه، فليس هذا بالمكفر قطعاً، وأما إذ سب الجميع، كأن يقول: كل الصحابة غير عدول، ولا يوثق بهم، فهذا كفر لأن هذا يؤدي إلى رد الشريعة كلها. ص 43.

4 ـ (حدثني محمد بن أبي عتاب قال: حدثني عفان عن محمد بن يحيى بن سعيد القطان عن أبيه قال: لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث.

قال ابن أبي عتاب فلقيت ـ أنا ـ محمد بن يحيى بن سعيد القطان، فسألته عنه فقال: ـ عن أبيه ـ لم تر أهل الخير في شيء أكذب منهم في الحديث).

هذا فيه مبالغة عظيمة، والمراد كما سيأتي في كلام المصنف ـ أنهم ـ أي الصالحين، وهم: العباد تغلب عليهم الغفلة، وسلامة القلب، والثقة بالناس، فيروون عمن ليس أهلاً للرواية.

ثم إن الصالحين ـ أيضاً ـ إذا جاء في باب الترغيب والترغيب ـ لحبهم للخير ـ لا يحترزون كثيراً، وفي باب الترهيب كذلك لا يحترزون كثيراً، فلذلك كَثُر فيهم الضعف، أما كونهم أكذب الناس في الحديث ـ كما قال يحيى القطان ـ فهذا فيه مبالغة، وتوجيهه بما ذكرنا. ص 47.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير