[فوائد مقتطفة من شرح صحيح مسلم للعلامة العثيمين ..]
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[25 Feb 2009, 11:04 م]ـ
(التعليق على صحيح مسلم) المجلد < 1 > .... للعلامة العثيمين .. رحمه الله تعالى _ _ _
= لا يصلح الاستدلال بآية (ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) على ترك السؤال عن مسائل العلم؛ لأن آخر الآية يرد على هذا الفهم يقول تعالى (وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن) فالنهي وقت نزول القرآن؛ لئلا يحرم الشيء من أجل مسألتهم، أو يجب من أجلها، أما الآن فقد استقرت الشريعة، ولو سأل أحد فلا يمكن أن يجب شيء بسبب سؤاله ولا يحرم.
= دين الإسلام صالح لكل زمان ومكان، ولكن احذر أن تفهم من هذه العبارة أن الدين كالعجينة تلينه كما شئت!، وأنه خاضع لكل زمان ومكان وأمة!، هو ليس بخاضع، بل هو صالح ومصلح لكل زمان ومكان وأمة، لو أنه أتي على وجهه.
= أحوال إنكار المنكر أربع:
1_ أن يزول المنكر بالكلية فهنا يجب الإنكار. / 2_ أن يخفف المنكر فهنا يجب الإنكار. / 3_ أن يكون إنكاره لا يزيد من المنكر ولا ينقصه فهو مخير والإنكار أولى. / 4_ أن يكون إنكاره سببا في زيادة المنكر فهنا يحرم الإنكار.
= من فرق بين الأصول والفروع بأن الأصول هي العقيدة والفروع هي عمل الجوارح، فتفريقه فيه نظر؛ بل نقول حتى أعمال الجوارح لابد أن يصحبها عقيدة، وهي من المسائل العملية لا العلمية لكن لابد من عقيدة، تعتقد الحلال حلالا والحرام حراما.
= قوله تعالى (فلا أقسم بمواقع النجوم، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم، إنه لقرآن كريم) أقسم الله بمواقع النجوم لمناسبتها للمقسم عليه وهو القرآن؛ لأن القرآن نزل منجما بآجال وأوقات.
= في حديث (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟!) كان صلى الله عليه وسلم متكئا عندما ذكر الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وجلس حينما تكلم عن شهادة الزور؛ لأن ضررها أعظم إذ إن ضررها يقتضي حل الدماء وحل الفروج وحل الأموال، فالمسألة عظيمة!.
= حديث (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة) أي تكليم رضوان، وإلا فإن الله تعالى يكلم أهل النار وهم في النار (قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون) وهذا خطاب لهم ولكن لا على سبيل الرضا!.
= كل ما في الدنيا فهو عرض لقوله تعالى (تريدون عرض الدنيا) وسمي عرضا؛ لأنه يعرض ويزول مهما كان، فكل ما في الدنيا زائل!.
= لا تضاعف السيئة في مكة مضاعفة كمية، لكنها تضاعف مضاعفة كيفية ودليل ذلك قوله تعالى (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون) وهذه الآية نزلت في مكة لأن سورة الأنعام كلها مكية.
= هارون عليه السلام هو أخو موسى من أبيه وأمه، وليس كما ظن بعض الناس أنه أخوه من أمه؛ لقوله (قال ياابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي) فقوله: ياابن أم من باب التلطف والتحنن؛ لأن الأم أشد حنانا من الأب.
= إن لموسى عليه السلام فضلا على هذه الأمة حيث كان سببا في التخفيف عنهم من خمسين صلاة إلى خمس صلوات.
= إن فرض الصلاة خمسين صلاة، يدل على محبة الله لاشتغال الناس بها لولا أن رحمته سبقت تعسيره حتى خفف ذلك بخمس صلوات بالفعل ولكنها في الميزان خمسون صلاة.
= إن وقوع المعراج من بيت المقدس ليس دليلا على أن بيت المقدس أفضل من الكعبة، إنما أسري به إلى بيت المقدس لأن غالب الأنبياء هناك، فأسري به إليه من أجل أن يصلي بهم عليه الصلاة والسلام.
= اختلف العلماء لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال: يارسول الله ادع الله أن يجعلني منهم (السبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب) فقال له: (سبقك بها عكاشة)؟ فقيل لأن النبي علم أنه ليس أهلا لذلك، وقيل إنه أراد بذلك سد الباب حتى لا يقوم ثالث ورابع وهلم جرا وهذا الاحتمال الثاني أولى؛ لأنه دفع سوء الظن بهذا القائل لأنه ما طلب هذا إلا وهو من المؤمنين الموقنين بالجنة وبيوم الحساب.
= قال الله تعالى عن أهل الجنة (حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها) فدل العطف على أن هناك مسافة بين مجيئهم وبين فتح أبوابها، أما النار فقال (حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها) فليس هناك مسافة فيتساقطون فيها والعياذ بالله!.
= قال صلى الله عليه وسلم (حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه) أي أن الله عزوجل محتجب عن الخلق بالنور وهي حجب عظيمة من النور لا يعلم قدرها إلا الله!، فلو كشف هذا النور الذي بينه وبين العباد لاحترق العباد كلهم، فإذا كانت الحجب العظيمة وهي أوسع وأعظم من السموات والأرض لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه (أي البهاء والعظمة التي لا يقام لها) أحرقت ما انتهى إليه بصره من خلقه، فسبحان الله العظيم! عظمة عظيمة لا يدركها الإنسان لا تفكيرا ولا تصويرا، ولذا قال عزوجل (ليس كمثله شيء)!.
¥