[فضائل الأنصار]
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[03 Mar 2009, 09:51 ص]ـ
[فضائل الأنصار]
قال الغساني: " لا خلاف بين أهل العلم بالأنساب أن العرب كلها يجمعها أصلان:عدنان وقحطان فإلى هذين الأصلين ينتمي كل عربي في الأرض، ولا خلاف بين أهل العلم بالنسب وأيام العرب أن عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وإنما الخلاف في قحطان، فمنهم من ينسبه إلى إرم بن سام بن نوح عليه الصلاة والسلام، ومنهم من ينسبه إلى إسماعيل عليه الصلاة والسلام " ().
قلت: ومما يدل على أن قحطان وسائر العرب من ذرية إسماعيل ما بوب عليه البخاري وفقه البخاري في تراجمه، قال في صحيحه: باب نسبة اليمن إلى إسماعيل منهم أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة، وذكر حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً ارموا وأنا مع بني فلان قال فأمسك أحد الفريقين بأيديهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما لكم لا ترمون قالوا كيف نرمي وأنت معهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارموا فأنا معكم كلكم " ().
قال الحافظ ابن عبد البر: يشهد لقول من قال قحطان وسائر العرب من ولد إسماعيل عليه السلام قول الرسول صلى الله عليه وسلم لقوم من أسلم: " ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً " وقول المنذر بن حرام جد حسان بن ثابت حيث يقول:
ورثنا من البهلول عمرو بن عامر ** وحارثة الغطريف مجداً مؤثلا
مآثر من نبت بن نبت بن مالك ** ونبت بن إسماعيل ما إن تحولا ().
قال ابن كثير:" فأسلم قبيلة من الأنصار والأنصار أوسها وخزرجها من غسان من عرب اليمن من سبإ نزلوا بيثرب لما تفرقت سبأ في البلاد حين بعث الله عز وجل عليهم سيل العرم ونزلت طائفة منهم بالشام وإنما قيل لهم غسان بماء نزلوا عليه قيل باليمن وقيل إنه قريب من المشلل كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه: أما سألت فإنا معشر نجب ** الأزد نسبتنا والماء غسان" ().
قال أبو هريرة في قصة هاجر وهو يخاطب الأنصار " فتلك أمكم يا بني ماء السماء " ().
قال القاضي عياض: " الأظهر عندي أن المراد بذلك الأنصار خاصة ونسبتهم إلى جدهم عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد وكان يعرف بماء السماء وهو المشهور بذلك والأنصار كلهم من ولد حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر المذكور والله اعلم " ().
قال العيني: " فيه حجة لمن يدعي أن العرب كلهم من ولد إسماعيل ويقال أراد به ماء زمزم إذ أنبطها الله تعالى لهاجر فعاشوا بها فصاروا كأنهم أولادها" ().
قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد: " النسب الصحيح في قحطان الرجوع إلى إسماعيل عليه الصلاة والسلام وهو الحق وقول المبرزين من العلماء " ().
قال أبو القاسم السهيلي: " القول في العرب العدنانية والقحطانية بانتسابهم إلى إسماعيل عليه الصلاة والسلام أظهر وأصح " ().
قال أبو حاتم ابن حبان: " كل من كان من ولد هاجر يقال له ولد ماء السماء لأن إسماعيل من هاجر وقد ربي بماء زمزم وهو ماء السماء الذي اكرم الله به إسماعيل حيث ولدته أمه هاجر فأولادها أولاد ماء من السماء ().
قال النووي: قال كثيرون المراد ببني ماء السماء العرب كلهم لخلوص نسبهم وصفائه وقيل لأن أكثرهم أصحاب مواش وعيشهم من المرعى والخصب وما ينبت بماء السماء " ().
قال بهاء الدين يوسف الكندي: " اختار السهيلي أن العرب كلها من ولد إسماعيل الذبيح قال: إذ هم بنو نبت وبنو أيمن ابني إسماعيل فالعدنانية بنو نبت والقحطانية بنو أيمن " ().
قال ابن خلدون: " أصح ما قيل في نسب قحطان إنه قحطان بن يمن بن قيدر ويقال الهميسع بن يمن بن قيدار وأن يمن هذا سميت به اليمن وقال ابن هشام أن يعرب بن قحطان كان يسمى يمناً وبه سميت اليمن، فعلى القول بأن قحطان من ولد إسمعيل تكون العرب كلهم من ولده لأن عدنان وقحطان يستوعبان شعوب العرب كلها" ().
قال ابن عبد البر: روي عن عروة وغيره أن عمر بن الخطاب قال: إنما ننتسب إلى عدنان وما وراء ذلك لا أدري ما هو وقال العدوي: لا أعلم أحداً من الشعراء بلغ في شعره عدنان إلا لبيد بن ربيعة وعباس بن مرداس السلمي.
¥