تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لا تلعنه]

ـ[د/ إبراهيم السماعيل]ــــــــ[09 Mar 2009, 03:56 م]ـ

لا تلعنه!

قال ابن تيمية – رحمه الله – " وكثير من الناس لا يستحضر عند التوبة إلا بعض المتصفات بالفاحشة أو مقدماتها، أو بعض الظلم باللسان أو باليد، وقد يكون ما تركه من المأمور الذي يجب لله عليه في باطنه وظاهره من شعب الإيمان وحقائقه أعظم ضرراً عليه مما فعله من بعض الفواحش، فإن ما أمر الله به من حقائق الإيمان التي بها يصير العبد من المؤمنين حقاً أعظم نفعاً من نفع ترك بعض الذنوب الظاهرة؛ كحب الله ورسوله – r– فإن هذا أعظم الحسنات الفعلية، حتى ثبت في الصحيح: أنه كان على عهد النبي – r– رجل يدعى حماراً، وكان يشرب الخمر، وكان كلما أتي به إلى النبي - r– جلده الحد، فلما كثر ذلك منه أتي به مرة فأمر بجلده فلعنه رجل فقال النبي - r– : " لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله "، فنهى عن لعنه مع إصراره على الشرب؛ لكونه يحب الله ورسوله، مع أنه - r– لعن في الخمر عشرة: " لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وساقيها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومبتاعها، وآكل ثمنها "، ولكنّ لعنَ المطلق لا يستلزم لعن المعيَّن الذي قام به ما يمنع لحوق اللعنة له " [الفتاوى 10/ 329]

عليك صلوات الله وسلامه يا نبي الرحمة، كيف سموتَ فرأيت الأمر السامي في ذلك الرجل العاصي، رأيت أن شارب الخمر ممكن أن يحب الله ورسوله! ورحمك الله يا شيخ الإسلام على هذا الفهم النفيس! إذن فلماذا العجلة في الأحكام؟ وتراشق الاتهامات؟ والحكم بمنظار (الأبيض أو الأسود) فحسب! وكأنه لا مكان للعاصي في عالم الطاعات السامي المنير؟! وبحفظ الله دمتم.

أخوكم د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل

ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[09 Mar 2009, 04:18 م]ـ

جزاك الله خيراً فائدة متميزة وتعليق جميل ..

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[09 Mar 2009, 06:29 م]ـ

جزاك الله خيرا.

ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[09 Mar 2009, 08:08 م]ـ

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

بارك الله فيك ...

ما أحوجنا لهذ1 التذكير و أمثاله ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير