[قصيدة: طال اغترابي]
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[11 Apr 2009, 02:20 م]ـ
قصيد: طال اغترابي
للداعية الكبير الأستاذ: عصام العطار حفظه الله
طال اغترابي وما بيني بمقتضب=والدهر قد جدّ في حربي وفي طلبي
والشوق في أضلعي نار تُذَوِّبُني=ما أفتكَ الشوق في أضلاع غترب
أين الأحبة ما بيني وبينهم=لج البحار وأطراف القنا السلب
عزَّ اللقاء فلا لقيا ولا نظر=ولا حديث على بعد ولا قرب
كم ذا أحن إلى أهلي .. إلى بلدي=إلى صحابي وعهد الجدّ واللعب
إلى المنازل من دين ومن خلق=إلى المناهل من علم ومن أدب
إلى المساجد قد هام الفؤاد بها=إلى الأذان كلحن الخلد منسكب
الله أكبر هل أحيا لأسمعها=إن كان ذلك يا فوزي ويا طربي
إني غريب، غريب الروح منفرد=إني غريب، غريب الدار والنسب
ألقى الشدائد ليلي كله سهر=وما نهاري سوى ليلي بلا شهب
أكابد السقم في جسمي وفي ولدي=وفي رفيقة درب هدّها خيي
قال الطبيب وقد أعيته حالتنا=ولم يغادر لما يرجوه من سبب
كيف الشفاء بعيش جد مضطرب=والفكر في شغل والقلب في تعب؟!
ما دمت في بهرة الأيام منتصبا=للطعن والضرب لا رجوى لمرتقب
ولو ملكت خياري والدّنا عرضت=بكل إغرائها في فنها العجب
لما رأت غير إصراري على سنني=وعادها اليأس بعد الجهد والنصب
قلبي خلّيٌّ عن الدنيا ومطّلبي=ربي فليس سراب الأرض من أربي
وطالبين هلاكي حشوهم ضغن=وقد بدا غدرهم لي غير منتقب
يتابعون خطا ليث أضرّ به=ريب الزمان بجرح الدهر مختضب
يتابعون خطا ليث عزائمه=على نوازله-- أورى من اللهب
ألفاظهم: عرب، والفعل مختلف=وكم حوى اللفظ من زور ومن كذب
إن العروبة ثوب يخدعون به=وهم يرومون طعن الدين والعرب
واحسرتاه لقومي غرّهم قرم=سعى إليهم بجلد المنقذ الحدب
حتى إذا أمكنته فرصة برزت=حمر المخالب بين الشك والعجب
ومزّق الجلد عن وحش أضالعه=حقداً كَلَيْلٍ رهيبٍ قاتم السحب
وأعمل الناب لا شرع ولا خلق=في الجسم والنفس والأعراض والنشب
وحارب الدين، والإسلام قاهره،=وكم خلا مثله في سالف الحقب
إذا قضى الله أن أحيا حييت iله=وإن قضى الموت لم أخسر ولم أخب
يا سائرين على درب اليقين كما=تمشي الأسود بقلب غير مضطرب
وطالعين على (الأعواد) خاشعة=وقد رَنا الكون في شك وفي رهب
وراحلين وعين الله ترمقهم=وجنة الخلد في شوق وفي رغب
وتاركين على الأيام من دمهم= (معالماً) لطريق الحق لم تغب
وخالدين على رغم الطغاة بما=جادوا من الروح أو صاغوا من الكتب
كم قد طوت لجة النسيان طاغية=وساطع الفكر لم يشجب ولم يجب
أواه يا راحل الأحباب من كبدي=لم يبق منها على شجوي سوى الوصب
أبكي عليكم وهذا منتهى عجبي=والقلب من ذكركم في نشوة الطرب
أحنّ شوقاً إلى أيامنا .. ومضت=قد أقوت الدار من أصحابيَ النُّجُب
ما غاب وجهُكُمُ عن عين مدَّكرٍ=ولا رقا جرحكم في قلب محتسب
تجري الدموع بعين الليث ساكبة=وعين ريم بستر الصوت محتجب
والطفل في المهد لم يعلم لم انقلبت=حياته بعد بشر شر منقلب
والليل من رقة تندى جوانحه=ولا يرق لشكوى العاشق الوصب
أرض الشهادة! لا يأس ولا وهن=فلا تبيتي على يأس iوتنتحبي
كم أنبتت دوحة الإسلام من (حسن) =وأطلعت في بهيم الليل من (قطب)
ماذا أعدد من شجوي ومن ألمي=والدهر مستلئم في جيشه اللجب
إذا رمى السهم بالبأساء أقصدني=وإن رمى السهم بالنعماء لم يصب
في كل يوم على الأحباب ختضب=من مدمع القلب يجري إثر مختضب
والمُدَّعون هوى الإسلام سيفهم=مع الأعادي على أبنائه النجب
يخادعون به، أو يتقون به=وما له منهمُ رفد سوى الخطب
أعمالهم حجة الأعداء إن ضربوا=كانت بكفهم أمضى من القضب
فدتك نفس (أبا الأعلى وهل سلمت=نفسي لأفديك من (أهل) ومن (صحب)!
أما استحى السجن من شيخ ومفرقه=نور، بغير طلاب الحق لم يشب
أنت المنارة للإسلام إن خبطت=سفينة الفكر في داج من الريب
إيهٍ أبا زاهد يا قمة شمخت=بالعلم والفضل يا كنزاً لمكتسب
ماذا عن الصحب والإخوان في حلب=يا طول سهدي على الإخوان في حلب
ما قرّ جنبي وقد أقوت مضاجعكم=كأن جنبيَ مطويُّ على قضب
ماذا تعانون من عسر ومن رهق=ماذا تقاسون من سجن ومن حَرَبِ
يا أوفياء وما أحلى الوفاء على=تقلب الدهر من معط ومستلب
أفديكمُ عصبةً لله قد خلصت=فما تَغَيَّرُ في خصب ولا جدب
ربي لك الحمد لا أحصي الجميل إذا=نَفَثْتُ يوماً شكاة القلب في كربي
فلا تؤاخذ إذا زلّ اللسان وما=شيء سوى الحمد في الضراء يَجْمُلُ بي
لك الحياة كما ترضى، بشاشتها=فيما تحب، وإن باتت على غضب
رضيت في حبك الأيام جائرة=فعلقم الدهر -إن أرضاك- كالضَرَّب
شكراً لفضلك إذ حمّلت كاهلنا=مما وثقت بنا ما كان من نُوب