امراً خفي يكشفه الامام ابن رجب لطلاب العلم ...
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[20 Mar 2009, 08:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الامام الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه (جامع العلوم والحكم):
ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين وكثر تفرقهم كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم وكل منهم يظهر أنه يبغض لله وقد يكون في نفس الأمر معذورا وقد لا يكون معذورا بل يكون متبعا لهواه مقصرا في البحث عن معرفة ما يبغض عليه فإن كثيرًا من البغض كذلك إنما يقع لمخالفة متبوع يظن أنه لا يقول إلا الحق وهذا الظن خطأ قطعا وإن أريد أنه لا يقول إلا الحق فيما خولف فيه فهذا الظن قد يخطئ ويصيب وقد يكون الحامل على الميل مجرد الهوى والألفة أو العادة وكل هذا يقدح في أن يكون هذا البغض لله فالواجب على المؤمن أن ينصح لنفسه ويتحرز في هذا غاية التحرز وما أشكل منه فلا يدخل نفسه فيه خشية أن يقع فيما نهى عنه من البغض المحرم.
وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له وهو أن كثيرًا من أئمة الدين قد يقول قولًا مرجوحا ويكون مجتهدا فيه مأجورا على اجتهاده فيه موضوعا عنه خطؤه فيه ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ولا انتصر له ولا والي من يوافقه ولا عادي من خالفه ولا هو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه وليس كذلك فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده وأما هذا التابع فقد شابه انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته وأنه لا ينسب إلى الخطأ.
وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق فافهم هذا فإنه مهم عظيم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم قوله ولا تدابروا قال أبو عبيد التدابر المصارمة والهجران مأخوذ من أن يولي الرجل صاحبه دبره ويعرض عنه بوجهه وهو التقاطع.
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[20 Mar 2009, 11:35 م]ـ
بارك الله فيك أخي / ماجد ونفعنا الله بما نقلت
ـ[عقد اللؤلؤ]ــــــــ[24 Mar 2009, 09:30 م]ـ
يكتب بماء الذهب
رحم الله القائل رحمة واسعة ووسع مسكنه.
جزى الله الناقل خير الجزاء وبارك في رزقه
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[05 Apr 2009, 03:17 م]ـ
الاخ سلمان الخوير والاخت عقد اللؤلؤ حياكم الله وجزاكم كل خير
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 Apr 2009, 12:02 م]ـ
< p> سلمت يمينك ... وضعت المرهم على الجرح! و ذكرني هذا بقول الإمام الجهبذ ابن تيمية رحمه الله: كم تفعل النفوس ما تهواه ظانة أنها تفعله طاعة لله!!؟