[فوائد من كتب الإمام ابن الجوزي رحمه الله]
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Mar 2009, 05:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
فيطيب لي أيها المباركون أن أقدم لكم شيئاً مما جمعته من فوائد من كتب الإمام ابن الجوزي رحمه الله رحمة واسعة وغفر له، وهذا الجمع يأتي استكمالاً لم تم الشروع فيه من جمع الفوائد من كتب الأئمة وإيفاءً بالوعد الذي وعدته بجمع الفوائد منها.
والأصل أن فوائد كل كتاب تعرض في حلقة واحدة إلا إن طالت فوائد الكتاب فتعرض في جملة من الحلقات.
وفي الختام أقول كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (والله أسأل أن لا يجعل ما علمنا علينا وبالا، وأن يرزقنا العمل بما يرضيه سبحانه وتعالى).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكتاب الأول: صيد الخاطر:
الطبعة التي يتم منها النقل، طبعة دار ابن خزيمة، تحقيق وتعليق عامر بن علي ياسين، الطبعة الثانية 1419هـ. (مجلد واحد، عدد الصفحات 773).
الفوائد.
1 ـ قد يعرضُ عند سماع المواعظ للسامع يقظة، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القسوة والغفلة!
فتدبرت السبب في ذلك فعرفته.
ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك:
فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظة عند سماع الموعظة وبعدها لسببين:
أحدهما: أن المواعظ كالسياط، والسياط لا تُؤلم بعد انقضائها إيلامها وقت وقوعها.
والثاني: أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاحُ العلة، قد تخلى بجسمه وفكره عن أسباب الدنيا، وأنصت بحضور قلبه، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها فكيف يصح أن يكون كما كان؟!.
إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر:
فمنهم من يعزم بلا تردد، ويمضي من غير التفات فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا كما قال حنظلة عن نفسه: نافق حنظلة.
ومنهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً، ويدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحياناً، فهم كالسنبلة تُميلها الرياح.
وأقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه كماء دحرجته على صفوان. ص37 ـ 38.
2 ـ كان الفضيل بن عياض يقول: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي.
واعلم وفقك الله أنه لا يُحس بضربةٍ مُبنج، وإنما يعرفُ الزيادة من النقصان المحاسِبُ لنفسه.
ومتى رأيتَ تكديراً في حال، فاذكر نعمةً ما شُكِرت أو زلةً قد فُعلت. ص49.
3 ـ تأملت حرص النفس على ما مُنِعت منه، فرأيتُ حرصها يزيد على قدر قوة المنع.
وفي الأمثال: المرء حريصٌ على ما مُنع، وتواق إلى ما لم ينل.
ويقال: لو أُمر الناس بالجوع لصبروا، ولو نهوا عن تفتيت البعر لرغبوا فيه وقالوا: ما نهينا عنه إلا لشيء.
وقد قيل: أحب شيء إلى الإنسان ما مُنعا.
فلما بحثت عن سبب ذلك وجدت سببين:
أحدهما: أن النفس لا تصبر على الحصر فإنه يكفي حصرها في صورة البدن فإذا حُصِرت في المعنى بمنعٍ زاد طيشها. ولهذا لو قعد الإنسان في بيته شهراً لم يصعب عليه، ولو قيل له: لا تخرج من بيتك يوماً طال عليه.
والثاني: أنها يشق عليها الدخول تحت حُكمٍ، ولهذا تستلذ الحرام، ولا تكاد تستطيب المباح.
ولذلك يسهل عليها التعبد على ما ترى وتؤثره لا على ما يُؤثر. ص 87 ـ 88.
(علق المحقق بقوله: أي: تتعبد كما تشاء بالبدع والأهواء، ولكن الالتزام بما يؤثر من السنن صعب ويحتاج إلى صبر ومعاناة).
4 ـ قال أبو بكر المروذي: سمعت أحمد بن حنبل يرغبُ في النكاح، فقلت له: قال ابن أدهم. فما تركني أتمم حتى صاح علي وقال: أذكُرُ لك حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتأتيني ببنيات الطريق؟! ص 120.
بقية الفوائد تأتي تباعاً.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Mar 2009, 05:48 م]ـ
حصل سبق قلم في العنوان والعنوان الصحيح هو (فوائد من كتب الإمام ابن الجوزي رحمه الله).
[تم تعديل العنوان، مع الدعاء لك بالتوفيق. المشرف: أبومجاهدالعبيدي]
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[14 Mar 2009, 05:30 م]ـ
5 ـ أصل الأصول العلم، و أنفع العلوم النظر في سِيَرِ الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده). ص127.
¥