تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هموم وشجون حول فلسطين للدكتور زاهر الألمعي]

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Jan 2009, 11:04 م]ـ

ما يجري في (غزة) من قتل وتدمير على أيدي الصهاينة جريمة نكراء ووحشية بكل ما يتحمله هذا اللفظ، فالنساء والأطفال والعجزة تطبق على رؤوسهم المباني وتمزق أجسادهم أشلاء على مرأى ومسمع من العالم الذي يدعي الحضارة ويتمظهر بحماية حقوق الإنسان. والحقيقة أن اجتياح (غزة) اليوم هو امتداد لنكبات الشعب الفلسطيني على أيدي الصهاينة بمساعدة الدول الظالمة منذ ستين عاماً.

لكن حرب الإبادة في (غزة) اليوم جاءت دفعة واحدة باستخدام جميع الأسلحة براً وبحراً وجواً بأحدث ما وصلت إليه تقنية الأسلحة المتطورة.

وما حدث قبل ذلك في (جنين) و (نابلس) و (الخليل) وغيرها من مدن الضفة الغربية خير دليل على ما أقول .. فلم يتوقف العدوان الإسرائيلي عن القتل والأسر والتدمير حتى في ظل اتفاق (أوسلو) الذي انتهى بمحاصرة رئيس السلطة الفلسطينية (ياسر عرفات) والتآمر على قتله قتلاً بطيئاً حتى الموت.

وإسرائيل لا تحترم المواثيق الدولية فقد هاجمت سجن (أريحا) في الضفة الغربية واقتادت (أحمد سعدات) ورفاقه من سجن السلطة الفلسطينية وأكملت بهم عشرات الآلاف من الفلسطينيين في سجون إسرائيل! فالعدوان مستمر، وبناء المستوطنات متواصل، وتهويد القدس على قدم وساق، وتقطيع أوصال الضفة الغربية بالجدار الفاصل لا يتوقف، والمسجد الأقصى أولى القبلتين ومسرى رسولنا الأمين -صلى الله عليه وسلم- تدنسه الصهاينة ويمنعون المصلين من دخوله متى شاءوا وكيف شاءوا!

إذاً: أين السلام الذي يتحدثون عنه؟ وأين نتائج المؤتمرات واللقاءات لحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً؟ إنها معضلة كبرى وعار وشنار! .. ما الذي حل بالعالم من بؤس وشقاء عندما يرى الأبرياء من النساء والأطفال والعجزة تمزقهم آلة الحرب الإسرائيلية وتدمر بيوتهم وتنتهك أعراضهم؟!

إنه لا يسرنا أن نرى هذه المظاهر الوحشية البشعة حتى في مواطني إسرائيل من النساء والأطفال والشيوخ، فكيف بإخواننا الذين تربطنا بهم رابطة الدين والوطن والجوار! فهل يصحو العالم من غفلته وتواطئه أمام هذه الأحداث؟!

هناك وقفات لابد منها:

الأولى: موقف الدول العربية والإسلامية مما يجري في (غزة) اليوم:

أقول: بكل أسف إنها حتى الآن أقل مما يجب فعله، فما الذي يضر بعض الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل أن تستدعي سفراءها على الأقل وتبين انزعاجها من هذا العدوان الإسرائيلي، وتطلب بقية الدول سفراءها في الدول المنحازة لإسرائيل للتشاور معهم، وهذا أقل ما يمكن من النصرة والتأييد للفلسطينيين في (غزة).

نعم: دعم جامعة الدول العربية للاجتماع الطارئ وتمخض الاجتماع عن إرسال وفد رفيع المستوى لمطالبة (مجلس الأمن) بإصدار قرار ملزم بوقف العدوان الإسرائيلي فوراً.

وبقي الوفد مشكوراً يترجى ويناشد أهل الحل والعقد من الدول ذات التأثير والنفوذ على (مجلس الأمن) حتى انعقد المجلس، وامتنع عن التصويت من امتنع!

وصدر القرار بالأغلبية بصيغة مملوءة بالمحاذير والمفاجآت .. وانتظرنا تطبيق القرار بوقف العدوان، فإذا قادة إسرائيل لهم رؤية أخرى وفهم آخر للقرار غير ما فهمه الآخرون، إنهم يقولون قرار (مجلس الأمن) قرار سياسي وينبغي أن يتعامل معه السياسيون الذين يحسنون الدخول في دهاليز السياسة! فأما قادة الجيش فلهم مهمات محددة لابد من إنجازها بعيداً عن القرارات الدولية!!

إذاً: فلما الضجة والتعب طالما أن القرار غير ملزم وليس له قوة تحميه وتفرضه على المعتدي.

من هنا نعلم أهمية الموقف العربي الموحد الصامد قبل التعامل مع (هيئة الأمم أو مجلس الأمن) لتكون النتيجة فاعلة محترمة.

فأما طلب النجدة وبعثرة الجهود من غير إرادة قوية نافذة فإن هذا العمل لا يرفع ظلماً ولا يرد عدواناً .. لقد قلت قبل ثلاثين عاماً.

لا مجد للعرب مادامت حناجرهم * في كل أمر تنادي هيئة الأمم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير