تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الإمام عبدالله بن المبارك.]

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 Jan 2009, 07:27 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

عبد الله بن المبارك

الإمام العالم والفارس المجاهد

[118 - 181 هـ]

[736 - 797 م]

* مولده:

{يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]

كان الوقت وقت جني الثمر في مدينة مرو الجميلة إحدى مدن خرسان، في هذه الأثناء طلب أحد أصحاب

البساتين من عامل في بستانه أن يأتيه برمان حلو

وكلما أحضر له رمانة تبين له أنها حامضة

فغضب عليه وقال له:

ألا تعرف الحلو من الحامض؟

قال: نعم، لأني ما أكلت من ثمر البستان شيئا حتى أعرفه.

فقال: ولماذا لم تأكل؟

قال: لأنك لم تأذن لي.

فقرر صاحب البستان أن يزوج ابنته من هذا العامل لدينه وأمانته وعلمه.

فكان ماذا؟

ولد ابن المبارك.

ولد الإمام عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي (بالولاء) التميمي المروزي.

يتبع بإذن الله ...

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 Jan 2009, 07:33 م]ـ

نشأته:

{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} (الحديد:16)

نشأ عبد الله بن المبارك بمرو أعظم مدن خرسان، مدينة العلم والعلماء في أحضان أسرة طيبة ورعة محبة للعلم، ولكن ابن المبارك كما هو حال أكثر الشباب في سنه تأثر في فترة من الفترات بما يشغل الشباب اليافع في ذلك الزمان، فقد كان عصره عصر فتن ومحن وعدم استقرار، فانتشرت بعض أمور اللهو فيه بشدة، لكنه ما لبث أن عاد إلى الله تعالى، وقد روى بنفسه قصته قائلا:

" كنت مولعا بضرب العود والطنبور، ونمت سحرا فرأيت طائرا فوق رأسي على شجرة يقول:

{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} (الحديد:16)

قلت: بلى.

فانتبهت، وكسرت عودي وخرقت ما كان عندي .. ." أهـ

يتبع بإذن الله تعالى .....

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 Jan 2009, 07:36 م]ـ

طلبه للعلم:

{َاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (البقرة:282)

كانت مدينة عبدالله بن المبارك مدينة العلم والعلماء، وفيها من المكتبات العلمية ما لا يوجد في مدينة غيرها، ويصف ذلك ياقوت الحموي بعد أن أقام مدة فيها بقوله:

" ولولا ما عرا من ورود التتر إلى تلك البلاد وخرابها لما فارقتها إلى الممات، لما في أهلها من الرفد ولين الجانب، وحسن العشرة وكثرة كتب الأصول المتقنة بها .. فكنت أرتع فيها و أقتبس من فوائدها وأنساني حبها كل بلد وألهاني عن الأهل والولد " أهـ

في هذه المدينة بدأ ابن المبارك طلبه للعلم، فبدأ يتردد على الكتاب منذ صغره، وقد لوحظ في هذه الفترة نبوغه فقد كان آية في الحفظ والذكاء كما ذكر على لسان أحد أقرانه ورفيقه في الطلب، لكن ابن المبارك ترك العلم لفترة بعد ذلك كما ذكرنا سابقا، ليعود بعدها وبقوة، فقد خرج من بلده راحلا لطلب العلم كما هو حال أهل عصره، ليعوض ما فاته، وذلك في بداية العقد الثالث من عمره، وكان جادا في طلبه للعلم حتى قال الإمام أحمد بن حنبل:

" لم يكن في زمن ابن المبارك أطلب للعلم منه "

وقال يحي بن آدم:

" إذا طلبت الدقيق من المسائل فلم أجده في كتب ابن المبارك أيست فيه "

هم الرجال وعيب أن يقال لمن ... لم يتصف بمعاني وصفهم رجل

يتبع بإذن الله تعالى ....

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 Jan 2009, 07:38 م]ـ

أخلاقه:

{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة:11)

أعز العلم المبارك ابن المبارك وصانه من أن يكون بضاعة للكسب والتجارة، وعظم العلم فعظمه، وصانه فصانه.

وقيل لابن المبارك من سفلة الناس؟

فقال: الذين يأكلون الدنيا بالدين.

وكان يحب العزة للعلم والعلماء.

لذلك فقد احترف ابن المبارك التجارة، وقد من الله تعالى عليه في رحلاته ففتح له أبواب العلم وأبواب الرزق، فصار من الأثرياء، ولكنه لم يتخذ المال سببا للفخر على عباد الله والتعالي عليهم، بل وضع المال رصيفا يدوس عليه معينا له للوصول إلى العروس التي مهرها غال غال، وهي جنة الخلد، وقد نقل لنا أهل العلم مواقفه مع المحتاجين والغارمين ما يجعلنا نعجب، ولا عجب.

ومع المكانة العلمية العالية والثروة التي ملكها ابن المبارك كان متواضعا لين الجانب مع أهل الإسلام يكثر من الدعاء لهم ونصحهم جميعا.

وكان يحب أخوانه ويجالسهم ويلاطفهم، وكان شديد المحبة لهم، فكان يقول:

ألذ الأشياء مجالسة الإخوان .. والمودة الدائمة في الله.

ويقول من استخف بالإخوان ذهبت مروءته.

وهو القائل:

وإذا صحبت فاصحب صاحبا ... ذا حياءٍ وعفافٍ وكرم.

يتبع بإذن الله تعالى .....

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير