[دموع اليوم:: سلاح الغد!]
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[24 Jan 2009, 10:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دموع اليوم:: سلاح الغد
هدأت النار ولم يكسر الحصار؛ هذه حال إخواننا في غزة الأبية , ويأبى الله جل جلاله إلا أن تكون العزة لأوليائه!
دخلت المكتبة فسألني القائم عليها (بيقولوا ما تقاوموا .. أيش رأيك؟) ولو لا معرفتي بأن سؤاله ليس استخباراً بقدر ما هو ازدراء لأولئك القوم!
فقلت له: عدم المقاومة يعني الرضا بالحال , ومن ينادي بإيقافها راضٍ بما يجري , وعدم الرضا أقل درجات المقاومة؛ لكن هذا لمن هذه قدرته أما من بمقدوره أن يعمل ولا يعمل فإن فعاله تكذب أقواله!
ثقافة المقاومة - كما يقال – ليست لبني البشر فضلاً عن أن تكون للمسلمين!
التدافع سنة من سنن الله الكونية فالحيوان مثلاً يقاوم , النبات يقاوم , الجماد يقاوم! نعم يقاوم؛ أليس في علم الفيزياء ما يعرف بالتمدد والانكماش أو التقلص! هذه مقاومة!
كما أن المقاومة لا تختص بالقوي بل حتى الضعيف يقاوم؛ ألا ترى العنكبوت والنحل كيف يقاوم؟!
وفي تاريخ الأمم المقاومة حاضرة تقوى وتضعف؛ لكن لا توأد! وقد كتب معالي الشيخ صالح الحصين في موقع الإسلام اليوم مقالاً رصيناً في هذا الباب بعنوان " انتصار الإسلام " يحسن الرجوع إليه.
والأمم المستهدفة على إحدى مراتب ثلاث:
1) مقاومة 2) سلام 3) استسلام
أما الأخيرة فلا يمكن لذي عقل مخلص لقضيته أن يقبل بها!
وأما الثانية فمن المحال لها الدوام!
وأما الثالثة فلابد فيها من دماء قبل الانتصار!
وهذا هو الجواب لمن يتكلم عن عدد شهداء غزة؛ وكأنه يلمز بهم المقاومة! الحرب لابد فيها من أرواح تزهق وأجساد تجرح , وإلا لما صح تسميتها بالحرب.
ثم إن المسلمين لهم ما يميزهم عن غيرهم فقتلاهم في الجنة وقتلى عدوهم في النار؛ زد على ذلك أنهم لم يخلقوا إلا لعبادة رب العباد وكفى بالجهاد عبادة , والجنة تحت ظلال السيوف كما ورد في الأثر!
يحزن المرء عندما يرى إخوانه يُقتلون ولا يستطيع نصرتهم – والإثم باء به من منعهم – لسنا بأغير من الله ولا أرحم , ولا أرحم من نبيه صلى الله عليه وسلم عندما كان يرى آل ياسر رضي الله عنهم!
والله جل جلاله قد حمى بيته يوم أن تخلّت قريش عنه وصعدت رؤوس الجبال , ولا يعجزه أن يحمي أوليائه؛ لكنه يبتلي لينظر من يشكر ويصبر ومن يكفر , وليميز الخبيث من الطيب , وإنا والله على ثقة بموعوده الآتي سواء أدركناه أم لا , وكم والله من البشائر في هذه الحرب فقد استيقن الشاك وازداد يقيناً المتيقن أن المقاومة هي الحل وأن من وقف ضدها عثرة في طريق نصرتها!
فقد أراد العدو إنهاء المقاومة وصد الناس عنها فإذا به يصنع في كل بيت مقاومة! صنع لنا هذا العدو أكثر من 6000 ألاف بيت مقاوم لا يمكن أن يتنازل؛ ووقف في صفها عقلاء العالم!
أراد هذا العدو ومن ورائه خلال سنين مضت تغييب بعض أسس العقيدة والضغط على العالم الإسلامي كالولاء والبراء والجهاد فإذا بها تخرج وتظهر بأقوى مما كانت عليه وعلى جميع الأصعدة!
إن في تدبير الله وحسن صنعه ما يزيل خوف الخائف وينزل السكينة على قلبه مترقباً وعد الله جل جلاله ومستحضراً (ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد)
إن الدماء والدموع التي سالت في تلك الأيام هي سلاح الغد وهي رصاصها وقنابلها؛ ولتعلمن نبأه بعد حين!
**
أعطتنا غزة متسعاً من الوقت لنكتب وندون؛ وخير ما يختم به المرء كتابته وكلامه فائدة ذكرها بعض أهل العلم في قوله تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) أن الكلام الطيب لا يصعد إلى الله إلا إذا كان للمتكلم به عمل صالح لأن العمل الصالح هو الذي يرفع هذا الكلم فلا ينفع الكلم من دون عمل! فربي رحماك بنا إنا ضعاف إنا ضعاف إنا وربي ضعاف ضعاف ..