تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[بمناسبة الحرب على غزة: تذكرة بكلمة مفتي البوسنة الأسبق وقت الحرب الصليبية الصربية]

ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[04 Feb 2009, 03:53 م]ـ

هذه تذكرة بكلمة مفتي البوسنة الأسبق - الشيخ صالح أحمد صالح جولاكوفيتش – في ندوة مناصرة البوسنة بنقابة المهندسين بمدينة شبين الكوم - بمصر - في شهر يوليو 1992 م، في بداية الحرب الصليبية الصربية على جمهورية البوسنة المسلمة؛ نعيد نشرها نظراً لأوجه الشَبه الكثيرة بين تلك الحرب و بين الحرب الصهيونية على غزة المجاهدة المرابطة، المؤذنة بفجرٍ جديد من النصر و تحرير الأرض المقدسة بإذن الله، ما دام الجهاد هو السبيل المطروق لاسترداد الحقوق، و ما دام الاستشهاد هو الثمن المدفوع لحياة الأوطان و أهلها، حياة عزيزة كريمة.

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}

[ق: 37]

و قد كان الكاتب من الحضور لهذه الندوة، و أرسل كلمة مفتي البوسنة هذه إلى مجلة " المختار الإسلامي "، و نُشِرت في العدد (133) منها، عدد شهر رجب 1414 هـ / ديسمبر 1993 م

و إليكم نصّ كلمة مفتي البوسنة:

الصليبية الجديدة في البوسنة

((بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين – سيدنا محمد – وعلي آله وصحبه أجمعين.

أيها الأخوة والأخوات: سلام الله عليكم 0

أنا مسرور كثيراً لوجودي بين إخوتي في هذه المدينة الجميلة العزيزة 0

وفيما يتعلق بقضية المسلمين في البوسنة والهرسك، فأود أن أقول لكم بأننا كمسلمين في البوسنة بدأنا حياتنا فيها قبل أكثر من خمسة قرون – سنة 1463م – فمنذ ذلك الوقت – لما دخل البوسنة السلطان العثماني محمد الفاتح، ونشر الاسلام في تلك البلاد – نحن بدأنا حياتنا هناك 0

فكيف بدأنا حياتنا في البوسنة والهرسك؟

نحن بدأنا حياتنا في البوسنة بكلمة طيبة في تلك البلاد: {ألَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} هكذا بدأنا حياتنا في البوسنة، وفتحنا أبوابنا لأي انسان أراد أن يحترم المسلمين، سواء كانوا هؤلاء الصرب، أو كاثوليك، وأي أحد كان 0

وهكذا كنا نعيش في تلك البلاد كمسلمين إلي وقتنا هذا، ولدينا ديننا الإسلامي، ولدينا لغتنا البوسنية، التي هي مزاج من الكلمات العربية والفارسية والتركية والإنجليزية وغيرها، ولدينا عاداتنا الإسلامية وثقافتنا الإسلامية، ولدينا كيان، ولدينا شرف، ولدينا كرامة في تلك البلاد، كما لدينا المشيخة الإسلامية،ولدينا المدارس الإسلامية، ولدينا الجامعة الإسلامية، كلية الدرسات الإسلامية، ولدينا الصحف الإسلامية سواء كانت شهرية أونصف شهرية أو أسبوعية، ولدينا - 1500ألف وخمسمائة - ممسجد في تلك البلاد 0

كما أُعترِف بها - بعد كل هذا – ككيان سياسي مستقل منذ 3 أشهر كدولة مستقلة معترف بها في هذا العالم 0

وطبعا - لما صار كل ذلك - ما صبر أعداء الإسلام أن تكون هناك البوسنة والهرسك، هذه الجماعة الإسلامية، هذه الجمهورية،هذا الكيان الإسلامي في تلك البلاد، فقرروا 000 ماذا قرروا؟

قرروا ألا يكون للمسلمين هناك دينهم، ولا لغتهم، ولا ثقافتهم، ولا عاداتهم، ولا كيانهم، ولا شرفهم في تلك البلاد.

وفي ظل هذه الظروف: ماذا قرر الشعب المسلم هناك؟

لما فهموا هذه الخطة وهذا القرار من صربيا ومَن وراء صربيا، ورفض المسلمون الاستسلام، رفضوا أن يكونوا جزءاً من صربيا العظمي، ورفضوا أن يكونوا عبيداً لصربيا، لأنهم إذ سيكونون عبيدا فسوف يكونون عبيداً لله سبحانه، ورفضوا أن يسجدوا لصربيا العظمي، وإذا سجدوا فسوف يسجدون فقط لله رب العالمين 0

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير