تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم]

ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[10 Mar 2009, 09:07 ص]ـ

[عظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم]

إن قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الله لعظيم! وأن كرامته عند الله لكبيرة! فهو المصطفى وهو المجتبى فلقد اصطفى الله من البشرية الأنبياء واصطفى من الأنبياء الرسل واصطفى من الرسل أولي العزم واصطفى من أولي العزم الخمسة إبراهيم ومحمداً صلى الله عليه وسلم، واصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم ففضله على جميع خلقه، شرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه وزره واصطفاه في كل شيء: اصطفاه في عقله فقال سبحانه: ?مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى? (سورة النجم: 2).

اصطفاه في صدقه فقال: ?وَمَا يَنطِقُ عَن الهوىَ ? (سورة النجم: 3).

اصطفاه في صدره فقال:? أَلم نَشْرح لَكَ صَدْرَكَ ? (سورة الشرح: 1).

اصطفاه في فؤاده فقال:? مَا كَذَبَ الفُؤادُ مَارَأىَ ? (سورة النجم: 11).

اصطفاه في ذكره فقال:? وَرَفعنَا لَكَ ذكْرَكَ ? (سورة الشرح: 4).

اصطفاه في علمه فقال: ? عَلَّمَهُ شَديدٌ القُوىَ ? (سورة النجم: 5).

اصطفاه في حلمه فقال:? بِالمؤمِنينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ? (سورة التوبة:128).

اصطفاه فقال: ? وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ? (سورة الشرح: 2).

اصطفاه وأرضاه فقال: ? وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى? (سورة الضحى:5)

اصطفاه في خلقه فقال: ? وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلقٍ عَظِيمٍ? (سورة القلم: 4).

ولا يعرف قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الله وهو الذي يشفع للبشرية لفصل القضاء في ذلك الوقت العظيم الذي كل الأنبياء يقول فيه نفسي، نفسي، وقد بلغ بالبشرية ما بلغ من الهول والغم والكرب، فالزحام حينذاك يخنق الأنفاس، والشمس فوق الرؤوس بمقدار ميل، والناس غرقى في عرقهم كل بحسب عمله وبحسب قربه من الملك القدير ويزيد المشهد الرهيب غماً فوق الغم وكرباً فوق الكرب بإتيان جهنم والعياذ بالله، قال تعالى: ? وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي، فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ، وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ? (سورة الفجر: 23 - 26)، وعن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ".

أخرجه مسلم رقم (2842) 4/ 2184، والترمذي رقم (2573) 4/ 701، وابن أبي شيبة رقم (34117) 7/ 48، والطبراني في الكبير رقم (10428) 10/ 192، والبزار رقم (1754) 5/ 162، والحاكم في المستدرك رقم (8758) 4/ 637.

وهو اليوم الذي تجثوا جميع الأمم على الركب، قال الله تعالى: ? وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ? سورة الجاثية (28).

ففي هذا الكرب العظيم ينطلق بعض الناس ويقول بعضهم لبعض: ألا ترون ما نحن فيه؟ ألا ترون ما قد بلغنا ألا تنظرون من يشفع لكم عند ربكم ليقضى بينكم فلا يتقدم للشفاعة يومئذ إلا صاحبها سيد ولد آدم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وحينها يقول كل نبي نفسي، نفسي،ويقول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أنا لها، أنا لها وقد وصفه الله عز وجل بالرأفة والرحمة بالمؤمنين فقال تعالى:? لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ? سورة التوبة (128) ووعده الله عز وجل بأنه سيرضيه في أمته ولا يسوءه فيها فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم " تلا قول الله عز وجل في إبراهيم ? رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ? وقال عيسى عليه السلام ? إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ? فرفع يديه وقال: اللهم أمتي، أمتي وبكى فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير