[أعمال يغفل عن احتساب أجرها]
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[09 Apr 2009, 01:59 م]ـ
[أعمال يغفل عن احتساب أجرها]
كثير من الناس لا يرى من الأعمال الصالحة التي يحتسب أجرها إلا ما كان قربة محضة كالصلاة والزكاة والصيام والحج، ونحو ذلك.
بل إن منهم من لا يخطر بباله احتساب بعض الأعمال الصالحة التي يفعلها على سبيل العادة دون مشقة أو عناء.
كما أن منهم من لا يحتسب الوسائل الموصلة إلى القربات؛ لظنه _كما مر_ أن الأجر لا يكون إلا على فعل القربة المحضة دون نظر إلى أن الوسائل لها أحكام المقاصد.
وهذا مما يفوت أجوراً كثيرة لو احتسبها الإنسان لكانت سبباً لمضاعفة ثوابه، ورفعة درجاته.
وفيما يلي تذكير ببعض الأمثلة على ما مضى، دون ترتيب أو ربط لها بنظائرها، مما يقع فيه الخلل.
فمن ذلك بر الوالدين، وإكرام الجار، والقيام على العيال، وصلة الأرحام.
ومن ذلك _أيضاً_ ما يلقاه الإنسان من نصب ومشقة وهو في طريق الحج أو العمرة، أو من جَرَّاء تنقله بين المشاعر، فربما ضاق صدره، وغاب عنه أن ذلك من جملة العمل الصالح.
ومن ذلك: المروءاتُ من نحو الوفاء، وإغاثة الملهوف، وتنفيس الكرب، وإكرام الضيف؛ فقد لا تخطر تلك الأعمال ببال من يقوم بها، وقد يغفل عن احتساب أجرها؛ مع أنها من أعظم أسباب اكتساب الثواب، ومضاعفة الأجورِ، واستشعار فضل العمل.
ومن ذلك كثير من أعمال الدعوة، ونشر العلم، ونحوها من الأعمال المتعدية؛ فمن الناس من يظن أن الأجر إنما هو لمن يقوم بتلك الأعمال مباشرة كالعالم، أو الداعية، أو المحسن المنفق دون غيرهم.
والحقيقة أن الأجر يعم أولئك وغيرهم ممن يحتسبون الأجر، كمن لهم يدٌ في نشر العلم، والخير، وتنفيس الكربات، وإعفاف الفقراء، فيشمل من يعد للدروس العلمية، ويضع لها الإعلانات، والدعايات، ويشمل من يسجل الدروس، ويقوم بتصنيفها، وإعدادها للنشر أو السماع، ويشمل من يقوم بدراسة أوضاع الفقراء، ومن يقوم بتوزيع الصدقات إلى غير ذلك مما هو داخل في هذا القبيل.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Apr 2009, 02:51 م]ـ
بارك الله فيك دكتور محمد على هذا التذكير اللطيف , وقد نقل عن بعض السلف قوله: إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
أسأل الله التوفيق للعمل الصالح.
ـ[هبة المنان]ــــــــ[10 Apr 2009, 02:30 م]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا ونفعنا بعلمكم
ـ[محمد مشعل]ــــــــ[11 Apr 2009, 03:22 ص]ـ
جزاك الله خير شيخ محمد.
وتحضرني مقولة لأحد الدعاة -نسيت اسمه-يقول فيها:
(للإحتساب لذة لاينالها إلا أهله ولو قلت أعمالهم).
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[11 Apr 2009, 05:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
وحقا لا يعلم الانسان ما هو العمل الذي سيدخله الجنة
رب أذى أزلته من الطريق أدخلك الجنة برحمة الله
وقد سئل أحد المحدثين إلى متى وأنت تكتب الحديث؟
فقال: لعل الحديث الذي يدخلني الجنة لم أكتبه بعد
فلو كان هذا هاجسنا دائما في كل عمل ما أحتقرنا أي طاعة
وكذلك أحب أن أذكر في هذا المقام باحتساب النية والعزيمة الصادقة لا العمل فقط
كما في الحديث (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يعمل بعلمه في ماله ينفقه في حقه ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا فهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما في الأجر سواء ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله ينفقه في غير حقه ورجل لم يؤته الله علما ولا مالا فهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما في الوزر سواء)