تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - إننا من موقع مسؤوليتنا المستمدة من مبادئنا الإسلامية ونحن كمسلمين لا نرجو إلا الله ولا نخشى أحداً سواه، نعلن لفخامتكم وللشعب الأميركي أننا نؤكد على حق جميع الأديان والثقافات والحضارات والمجتمعات في التنوّع وحرية الاختيار، قال الله تعالى في القرآن الكريم (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ).

وفي الوقت نفسه نطالبكم بأن تقرّوا للعالم بمثل هذا الحق، وأن تقتنعوا أن فرض النموذج الأميركي على العالم بالقوة والضغط والتخويف، لن يزيد العالم إلا أزمات وصراعات، وأن أول المتضررين من هذا الأسلوب أميركا نفسها.

ونذكّرك أن منطق التاريخ وسنن الحياة لا تسمح باستمرار هذا النهج، ولا بانتصاره مهما كانت القوة المادية التي يتسلح بها أو الشعارات البراقة التي يرفعها، ولعل ما وصلت إليه العولمة عموماً، والحالة الأميركية الداخلية خاصة دليل حيّ على ما نقول لمن يريد الوقوف عند الحقائق والرجوع للحق بعيداً عن الأوهام وخداع النفس.

3 - إننا نذكِّر فخامتكم من منطلق ديننا وثقافتنا بأن الحضارة لا يمكن أن تزدهر وأن السلام والأمن لا يمكن أن ينعم بهما العالم ما لم يعم العدل الأرض ويهيمن على العلاقات الدولية، وإننا نعتقد أن كل إنسان عاقل يستيقن في قرارة نفسه أن الظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني لم يتعرض له شعب آخر في التاريخ حتى وإن تم تجاهل ذلك أميركياً استجابة لضغوط مالية أو سياسية أو إعلامية أو استجابة لأوهام أيديولوجية أو أساطير خرافية أو طموحات انتخابية.

يا صاحب الفخامة لا تنتظروا من العرب والمسلمين وكل من يناصر الحق والعدل من شعوب العالم علاقات طبيعية ما لم يرفع الظلم الذي تتحمل أميركا وزره بالدرجة الأولى، عن الشعب الفلسطيني وتعاد له حقوقه وأرضه، وما لم تعد للشعب العراقي والشعب الأفغاني سيادتهما، ويعوضا عما أصابهما من خسائر، وتجلى عنهما قوات الاحتلال الصليبي المعاصر التي أعادت لنا ذكرى حروب القرون الوسطى الصليبية والحروب الاستعمارية، وأشعلت نار العداوة بين شعوب العالم المختلفة.

يا صاحب الفخامة إن كل مطّلع على حقائق التاريخ يعلم أن شعوبنا وفية لأصدقائها كريمة مع من يحترمها تحترم عهودها ولكنها أيضاً لا ترضخ لمحتل ولا تستسلم لعدوان ولا تقبل بذل ولا هوان، وأنها تنتزع حريتها ولا تستجديها، ولعل فيما آل إليه حال الشعوب الإسلامية في مواجهة المحتلين في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها دليلا كافيا لأن تعيد أميركا النظر بصدق وعمق في أسلوب تعاملها مع شعوب العالم كافة والشعوب الإسلامية بصفة خاصة.

إن أميركا من موقع مسؤوليتها العالمية كقوة عظمى يجب عليها أن تتحرر من إملاءات اللوبي الصهيوني في علاقاتها مع الشعوب الإسلامية، وأن تدرك أن مصالح الشعب الأميركي الحقيقية هي في التعاون مع مليار ونصف المليار مسلم، ومع الحق والعدل، ولكن هذا يحتاج إلى شجاعة تتحلى بها القيادة الأميركية تتسامى فوق المصالح الشخصية والحزبية.

يا فخامة الرئيس إذا لم تستطيعوا في أميركا أن تكونوا مع الحق والعدل فلن يقبل منكم أقل من الحياد، أما أن تدعموا الظلم والاحتلال فلن تكون نتائج ذلك إلا المقاومة وتصبحون ومن تدعمونه في نظر شعوبنا سواء.

4 - لا شك يا فخامة الرئيس أنك وأنت نتاج الثقافات المتعددة وابن الأعراق المختلفة والقادم من غمار الشعب الأسود المكتوي بنار الظلم والاستغلال والتمييز العنصري وأنت الدارس للقانون والمتطلّع إلى إقرار العدل، لا شك أنك تعلم أن العدل على مستوى الأرض أو على مستوى أفراد أي مجتمع لا يتحقق ما لم يكن هناك عدالة في توزيع الثروات ومساواة في الفرص ومنع للاستغلال ونهب ثروات الشعوب.

ولعل فخامتكم يوافقنا أن دول العالم الثالث لم تعان شعوبها في نهب ثرواتها واستغلال مقدّراتها والاعتداء على سيادتها كما عانت من الشركات الأميركية الكبرى التي احتلت دولاً وأسقطت أنظمة ودبرت انقلابات من أجل إسقاط أي ممانعة وطنية لحماية ثروات تلك الشعوب، فهل نطمع ويطمع العالم كله في أن تبدؤوا مرحلة جديدة تعبر عن العدالة في توزيع الثروات والمشاركة في التنمية على مستوى العالم، وعدم توظيف المؤسسات المالية الدولية مخالب وأنياب افتراس أميركية كمنظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرها من المؤسسات التي لم تقم إلا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير