7 - يا فخامة الرئيس إن قضية الإرهاب التي جعلتها أميركا شغل العالم الشاغل لا يمكن الحديث عن العلاقات الأميركية العربية الإسلامية اليوم دون التطرق إليها، ومن هذا المنطلق وفي هذا السياق نود لفت نظركم إلى الأمور الآتية:
أ) - إننا من منطلق ديننا ومبادئنا الإسلامية نؤكد رفضنا القاطع ترويع الأبرياء والآمنين فضلاً عن إيذائهم أو قتلهم، ونعتبر ذلك من الإفساد في الأرض الذي هو من أكبر الجرائم في ديننا.
ب) - نلفت الانتباه إلى أن نظرة الإسلام للحرب والقتال في حال الضرورة لخوضها دفاعاً عن الحق ومنعاً للظلم، أنه يفرض عليها من الضوابط الأخلاقية والقانونية ما يجعلها أرحم حرب عرفتها البشرية، يحرّم الإسلام فيها التعرض لغير المحاربين ويحرّم فيها التدمير العشوائي والدمار الشامل والعدوان غير المبرر، ويوجب فيها الوفاء بالمعاهدات واحترامها والإحسان إلى الأسرى وحماية حقوق المدنيين، وإننا من هذا المنطلق نفرق بين الإرهاب المحرم والمقاومة المشروعة، ونرفض بقوة اعتبار المقاومة المشروعة للاحتلال إرهاباً.
ج) - نذكّركم أنه مع رفض حكومات وعلماء وشعوب المسلمين لما حدث في سبتمبر 2001 م فإن أميركا جنّدت وراءها الكثير من دول العالم رغباً ورهباً وشنت حرباً على الإسلام كدين وعلى المسلمين كأفراد وجماعات وشعوب ومؤسسات وحضارة وتاريخ، حرباً أُسقطت فيها حكومات واحتلت أوطان وسُحقت شعوب وانتهكت جميع المواثيق الأخلاقية والقانونية الدولية، وقُتل وهجّر الملايين من المسلمين، وأودع السجون والمعتقلات العلنية والسرّية مئات الآلاف من المسلمين في طول الأرض وعرضها، وانتهكت في تلك السجون جميع حقوق الإنسان، ودمرت المدن والمساجد وأُهين القرآن الكريم، واستخدمت الأسلحة الممنوعة دولياً.
إن أميركا قد سقطت في هذه الحرب الإرهابية القذرة التي لم يعرف لها مثيل في التاريخ، فهي حرب قامت على الأكاذيب والمغالطات من أول يوم حتى اضطر الرئيس بوش أخيرا إلى الاعتراف بأنه شنّ الحرب على العراق بناء على معلومات مضللة، وإننا نؤمن أن عدل الله سبحانه وتعالى لا يسمح أن يفلت المجرم بجرائمه، فهل ننتظر من أميركا محاكمة المجرمين لينالوا جزاء ما اقترفته أيديهم.
د) - إن معالجة ما يسمى الإرهاب لا يمكن أن يخلّص العالم من شروره ما لم نتحل بالصدق والموضوعية والنزاهة والشفافية في دراسة أسبابه ثم نقوم بمعالجة تلك الأسباب.
إن أي ظاهرة من الظواهر الاجتماعية والثقافية سيعاد إنتاجها ويستمر وجودها ما دامت أسبابها قائمة، وإننا نجزم أن من أهم أسباب هذه النقمة العارمة على أميركا في العالم الإسلامي بل في العالم كله هو إما عدوان أميركا على العالم الإسلامي مباشرة أو دعمها بلا حدود لكل عدوان يتعرض له المسلمون، وفي إمكان فخامتكم مثلاً مراجعة موقف أميركا من قرارات مجلس الأمن الدولي فيما يخص العرب وإسرائيل، ليتبيّن لك بوضوح بأي مكاييل تكيل أميركا، وتسأل نفسك بتجرد هل هذا ما كان يجب أن يكون.
إن الكثير من الحكومات في العالم الإسلامي لا تذكر لكم الحقيقة خشية من بطش أميركا أو رغبة في رعايتها، لكننا نؤكد لفخامتكم من خلال اطلاعنا متجردين من كل هوى وباذلين النصيحة لمصلحة البشرية أن أميركا لا يمكن أن تكون علاقتها طبيعية بالشعوب الإسلامية ما لم ترفع ظلمها عن المسلمين، وتتعامل معهم بعدل وإنصاف، وإن ذلك لبيدك الآن، وإنك إن خطوت هذه الخطوة فستحقق إنجازاً غير مسبوق في الساحة الأميركية.
يا فخامة الرئيس، إننا نعتقد أن الترسانة النووية الإسرائيلية والأسلحة الفتاكة التي تزود بها أميركا إسرائيل إنما تشكل أكبر تهديد إرهابي لشعوبنا وللعالم أجمع، وأن هذا الدعم اللامحدود لإسرائيل هو الذي يدفعها لانتهاك جميع القوانين الدولية والقيم الأخلاقية وارتكاب أفضع صور الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وإننا نؤكد لك ناصحين أن استخدام القوة والبطش ودعم إسرائيل وتبني بعض المجموعات العلمانية غير الوطنية في العالم الإسلامي لن يحل المشكلة، ولن يجدي نفعاً بل سيزيد الأزمة تعقيداً والمواجهة اشتعالاً، إن العدل والإنصاف والموضوعية والابتعاد عن الظلم والتعسف هي أكبر الضمانات لحماية الأمن القومي الأميركي وأمن العالم، فهل تتجهون هذه الوجهة؟ هذا ما نرجوه.
الموقعون:
¥