تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وممايشاهد عيانا أن بعضهم بدأ بترك هذا الدجل ليس مخافة من الله بل .. لأنه، صار مشغولا بالتجارة، وجرد الحسابات المالية وصار يمتلك المحلات والسيارات الفارهة مع أن دخله قد لايكفيه لمنتصف الشهر، وياليت الأمر يتقلص لهذا السبب أو لغيره، فالمصيبة أنها أصبحت بالوراثة والتقليد يذهب جيل ويأت جيل آخر يحمل الأخير جيناتٍ الأول لتحمل في ثناياها حب الطمع وخبث النفس، والتفاخر بالكذب وأكل أموال الناس بالباطل، كتب أحدهم في إحدى المواقع المشهورة المخصصة لتسويق مثل هذا الدجل مبررا أخذه لأموال الناس يقول: " لأن أمر الرقية يعطل مصالح كثيرة فالراقي كقسم الطوارئ في المستشفيات ولكن مع الفرق ذلك أنه وحده في القسم " .. !!!.

ويقول أيضاً: " الراقي ليس متسولاً أو شحاتاً لينتظر أعطاه فلان أو لم يعطه بل هو محسن للآخرين (يأتي المريض وهو مضطر محتاج ثم يرى أنه هو المتفضل على الراقي إن أعطاه شيئاً .. أ. هـ.

أنا لا أقول إن أخذ الأجر اليسير في الرقية ليس سائغا شرعا، بل اتفق الأئمة الأربعة وغيرهم من العلماء على جواز أخذ الأجرة على الرقية (أنظر فتح الباري - 4/ 457).

وقد سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن جواز أخذ الأجرة على الرقية الشرعية من الكتاب والسنة دون طلب أجر أو اشتراط؟؟؟ فأجاب – حفظه الله -: (لا مانع من أخذ الأجرة على الرقية الشرعية بشرط البراءة من المرض وزوال أثره .. ).

وفي الآونة الأخيرة ازدادت حركة هؤلاء الدجالين بشكل ملحوظ في سباق محموم فيما بينهم، ممايؤكد نجاحهم في مشارعيهم الدجلية، التي لايرقبون في الإل والذمة فينبغي الحذر منهم، بل والتحذير منه.

أقول وبكل صراحة إني لأملك إحصائية عن عددهم ولا أستطيع تحديد أعيان لذواتهم، لكن حسبي أن أقول: إن أي شخص رجل كان أو امرأة يشترط الأجر في العلاج بالرقية رغبة فيه فحسب، أنه من هؤلاء الدجالين الجدد، وإن من جاوز الحد في قيمة العلاج أنه أسوأ وأشرمن الأول.

ويبقى الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وفي بعض الصالحين الذين اشتهر عنهم الورع عن مافي أيدي الناس بل والتورع عن ذلك كله ... وان رقوا فابتغاء ثواب الله، أسأل الله يكثر من أمثالهم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير