تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال لبيد: فإن لم تجد من دون عدنان والداً ** ودون معد فلتزعك العواذل

وقال عباس بن مرداس:

وعك بن عدنان الذين تلقبوا** بغسان حتى طردوا كل مطرد

قال ابن هشام: غسان ماء بسد مأرب في اليمن كان بنو مازن بن الأزد بن الغوث نزلوا عليه فسموا به، ويقال غسان ماء بالمشلل قريب من الجحفة والذين شربوا منه فسموا به قبائل من ولد مازن بن الأزد ().

والذي يهمنا هنا هو فضل الأنصار، ونسبة البصاديين إليهم.

تسمية الأنصار

إن الله عز وجل أدخل قلوب الأنصاري الإيمان وخصهم بالكرامة وسماهم أنصار الله وأنصار رسوله وأثبت لهم الإيمان الحق وأعطاهم المغفرة والرزق الكريم والولاية.

قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيم) سورة الأنفال آية: (74)

وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) سورة الأنفال من الآية (72)

فذكر المهاجرين بالجهاد بالمال والنفس وذكر معهم الأنصار بالإيواء والنصر ووصف الفريقين معاً بولاية بعضهم لبعض وأثبت لهم معاً حقيقة الإيمان (أُولَائِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً) أي الصادقون في إيمانهم فاستوى الأنصار مع المهاجرين في عامل النصرة وفي صدق الإيمان.

وقال حسان رضي الله عنه في مدح الأنصار:

سماهم الله أنصاراً بنصرهم ** دين الهدى وعوان الحرب تستعر

وسارعوا في سبيل الله واعترفوا ** للنائبات وما خافوا وما ضجروا ().

وعن غيلان بن جرير قال: قلت لأنس: أرأيت اسم الأنصاركنتم تسمون به أم سماكم الله؟ قال: " بل سمانا الله، كنا ندخل على أنس فيحدثنا مناقب الأنصار ومشاهدهم ويقبل علي أو على رجل من الأزد فيقول فعل قومك يوم كذا وكذا كذا وكذا " ().

وعن السائب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا معشر الأنصار إن الله عز وجل قد أدخل قلوبكم الإيمان وخصكم بالكرامة وسماكم أنصار الله وأنصار رسوله " ().

وقد جاءت نصوص من الكتاب والسنة في فضل الأنصار والثناء عليهم:

قال الله تعالى (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) سورة الحشر آية (9).

وعن عمرو بن ميمون قال: قال عمر رضي الله عنه: " أوصي الخليفة بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم وأوصي الخليفة بالأنصار الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبل من محسنهم ويعفوا عن مسيئهم" ().

وقال جل وعلا: {إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} سورة آل عمران آية (122).

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية فينا إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا قال: نحن الطائفتان بنو حارثة وبنو سلمة وما أحب أنها لم تنزل والله يقول والله وليهما، وقال سفيان مرة وما يسرني أنها لم تنزل لقول الله والله وليهما " ().

وقال الحسن البصري: هما طائفتان من الأنصار همتا بذلك فعصمهما الله وقيل لما رجع عبد الله ابن أبي في أصحابه يوم أحد همت الطائفتان باتباعه فعصمهما الله " ().

أما نصوص السنة النبوية فكثيرة، منها:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار " ().

وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله " ().

وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر " ().

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير