تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعن عروة بن الزبير أنه أخبره أن المسور بن مخرمة أخبره أن عمرو بن عوف وهو حليف لبني عامر بن لؤي وكان شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرف تعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم ثم قال أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء قالوا أجل يا رسول الله قال: " فأبشروا وأملوا ما يسركم فو الله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم " ().

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانت الأنصار يوم الخندق تقول:

نحن الذين بايعوا محمدا ** على الجهاد ما حيينا أبدا

فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ** فأكرم الأنصار والمهاجرة.

فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما بهم من النصب والجوع قال:

اللهم لا العيش عيش الآخرة ** فاغفر للأنصار والمهاجرة

فقالوا مجيبين له: نحن الذين بايعوا محمدا ** على الجهاد ما بقينا أبدا ().

ومن شعر حسان بن ثابت رضي الله عنه قوله: وهو يخاطب أربد بن ربيعة وعامر بن الطفيل:

ألسنا ملوك الناس في جاهلية ** مضت وأولى الأفضال من آل عامر

فلما أتى الإسلام أصبح فخرنا ** ينير ويسري في النجوم الزواهري

ألسنا من الأنصار أصبح مجدنا ** يتيه ويستعلي على كل فاخر

ورثنا عن البهلول عمرو بن عامر ** مفاخر جماً تزدهي بمفاخر

ونحن بنو النضر المبين وديننا ** يدين المعبود إلى خير ناصر

عناصرنا صدق وحق ومفخر** فأكرم بها من خطة لعناصر ().

قال أبو عمر قال حسان بن ثابت الأنصاري في انتسابه في الأزد

يا بنت آل معاذ إنني رجل ** من معشر لهم في المجد بنيان

أما سألت فإنا معشر نجب ** الأزد نسبتنا والماء غسان

وقال أيضا:

فمن يك عنا معشر الأزد سائلاً ** فنحن بنو الغوث بن زيد بن مالك

وزيد بن كهلان الذي نال عزه ** قديما دراري النجوم الشوابك

إذا القوم عدوا مجدهم وفعالهم ** وأيامهم عند التقاء المناسك

وجدنا لنا فضلا يقر لنا به ** إذا ما فخرنا كل باق وهالك

وقال حسان أيضا

ألم ترنا أبناء عمرو بن عامر ** لنا شرف يربي على كل مرتق

رسا في قرار الأرض ثم سمت له ** فروع تسامى كل نجم محلق

ملوك وأبناء الملوك كأنهم ** سواري نجوم تاليات ونفق

كجفنة والقمقام عمرو بن عامر ** وأبناء ماء المزن وابني محرق ().

وقال حسان رضي الله عنه في مدح الأنصار:

سماهم الله أنصاراً بنصرهم ** دين الهدى وعوان الحرب تستعر

وسارعوا في سبيل الله واعترفوا ** للنائبات وما خافوا وما ضجروا ().

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحواشي

() نزهة الأبصار في فضائل الأنصار للغساني ص 103.

() أخرجه البخاري كتاب الجهاد والسير، باب التحريض على الرمي وقول الله تعالى وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم رقم (2743) 3/ 1062، وفي كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد رقم (3193) 3/ 1234، وفي كتاب المناقب، باب نسبة اليمن إلى إسماعيل منهم أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة رقم (3316) 3/ 1292،

() الإنباه على قبائل الرواة للحافظ ابن عبد البر ص28، ونزهة الأبصار في فضائل الأنصار للغساني ص 104.

() تفسير ابن كثير 3/ 533.

() أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب اتخاذ السراري ومن أعتق جاريته ثم تزوجها رقم (4796) 5/ 1955، ومسلم في كتاب الفضائل، باب من فضائل إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم رقم (2371) 4/ 1840.

() مشارق الأنوار للقاضي عياض 1/ 371، وشرح النووي على صحيح مسلم 15/ 125.

() عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني 15/ 250.

() نزهة الأبصار في فضائل الأنصار للغساني الأندلسي ص 106.

() نزهة الأبصار في فضائل الأنصار للغساني الأندلسي ص 109.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير