تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:46 م]ـ

(3)

بسم الله الرحمن الرحيم

حضرة مولانا الأوحد العلم المفرد، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورضوانه.

أمَّا بعد:

فبيد التكريم والتعظيم تناولت كتاب مولانا الفخيم، وكحلت بصري بإثمد فوائِدِهِ، وشنفت مسمعي بحلي فرائده، وتنزهت في رياض بلاغته بين معانٍ تدفقت أنهارها، وبدائع أينعت أثمارها؛ فحمدت المولى أن أحيا للأدب دولته، وأعزَّ بقلم السيد أيد الله صولته؛ ولا غرو فقد ورث الفضل كابراً عن كابرٍ، وأفحمت آثاره كل جاحد لآياتها ومكابر.

كنت لمولانا في هذا التقريظ مرآته، شاهد من صفاتها ذاته، فأخذ يملي بيانه عن نفسه الكريمة، ويفيض يراعته سلسبيل الأخلاق العظيمة، كيف لا؟ وهو قطب دائرة أهل الصفاء، وكعبة الداعين إلى انتهاج الحنيفية السمحاء، بارك المولى لنا في حياته، ونفعنا بكريم إفاداته.

أمرتُم بالبحث عن " شرح العمدة "، وفي الخزانة الظاهرية منه جزء واحد صغير، وتتمة غير موجودة (1).

وقد أتاح المولى من الإخوان من يراجع أجزاء " الكواكب" (2)، ويستخرج منها بعض مؤلفات شيخ الإسلام فنسخ من " نقد التأسيس في الرد على الرازي"، ويبحث عن تتمته، ونسخ كتاب " التوسل" أيضاً (3).

وقد بَلَغَ خمسة عشر كُرَّاساً، ونسخ غيرها أيضاً.

إلاَّ أن الأمر في حاجةٍ إلى همَّة الأحمديين وغيره من المثرين يقيمون الوكلاء عنهم، ولا يبالون فيما يصرف للتصحيح والنسخ وإلاَّ فالسير بطيء جداً، وجليٌ أن طبع كتاب خيرٌ من ألف داع يتفرقون في الأمصار؛ لأن الكتاب يأخذه الموافق والمخالف، والداعي قد يجد من العوائق ما لا يظفره بأمنيته، وكان بعض الحكماء يقول: مقالة في جريدة خير من ألف درس للعامة. فمن لنا يثير همتهم ويوقظهم من سباتهم؟

ولا أحد ينسى ما لمولانا ـ حرسه الله ـ من المقام المحمود في هذا المجال، وسعيه الليل والنهار محتسباً وجه المتعال، وسيخلد له التاريخ لسان صدق يرتاح له أنصار الفضل، ورجال الحق.

أما كتاب " بيان الدليل في إبطال التحليل"، فقد أخبرني الشيخ عبد الله الروَّاف ـ من فضلاء القصيم، نزيل دمشق الشام الآن، ويتردد إليَّ ـ أن عنده في بلده نسخة منه كاملة، وقد وعد أنه إذا عاد يحضر الكتاب.

ونحن في حاجة الآن إلى " شرح الأصفهانية" لشيخ الإسلام، فقد أطنب في مدحها ابن القيم، ويرى من وقف على من ينقل عنها أنَّا في افتقار إليها لغلبة الأدلة المعقولة فيها، فعسى مولانا أن يبحث عنها ويأمر بتمثيلها للطبع، ولا زال ركناً للإسلام، وكوكباً للأعلام.

والسلام عليكم، وعلى الآل الكرام، والإخوان ورحمة الله وبركاته

....................................... 29 ذي الحجة سنة 1326

.................................................. ........ العبد الفقير

.................................................. .. جمال الدين القاسمي


(1) الموجود في الظاهرية: الجزء الأول، ويقع في 235 ورقة، وهو برقم (2696) كما في " الفهرس العام لمخطوطات دار الكتب الظاهرية" (ص 138). (العجمي)
(2) هو كتاب " الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري " لابن عروة الحنبلي الدمشقي المتوفي سنة (837هـ)، وقد أدخل في هذا الكتاب كثيراً من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وحفظ بذلك كتباً قد لا توجد إلاَّ فيه، وأغلب أجزائه موجودة في الظاهرية بدمشق، وهو في نحو مائة وعشرين مجلداًَ. (العجمي)
(3) سبق الإشارة إلى ما طبع من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وستأتي الإشارة إلى البقية ـ إن شاء الله ـ. (العجمي)
(4) هو الشيخ عبد الله بن أحمد الرواف، عالم جوال، رحل إلى دمشق، واستقر بها فترة من الزمن، توفي سنة (1359هـ)، انظر ترجمته في:" علماء نجد" لابن بسام (4/ 28)

ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:46 م]ـ
(4)
صاحب الفضيلة الشيخ جمال الدين أفندي القاسمي
فَسَحَ الله تعالى في مُدتِهِ
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الذي به فخري، وسندي الذي بأنوار علومه أضاء فجري، مظهر صدق: كم ترك الأول للآخر؛ حيث ألحق الأصاغر بالأكابر، لازالت أنوار ذاته مشرقة في حنادس المُشكلات، ولا برحت إفاداته سنداً لحل المعضلات.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير