تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال له: يا ابن اللخناء أنت المستهزئ بعصا موسى وأمر بإخراجه عن عسكره من ليلته، إلى أن قال: وعلى هذا المنهج فتيا إمامنا مالك بن أنس - رحمه الله - وأصحابه ففي النوادر من رواية ابن أبي مريم في رجل عيَّر رجلاً بالفقر فقال: تعيرني بالفقر وقد رعى النبي - صلى الله عليه وسلم - الغنم. فقال مالك: قد عرَّض بذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في غير موضعه أرى أن يؤدب. قال: لا ينبغي لأهل الذنوب إذا عوتبوا أن يقولوا قد أخطأت الأنبياء قبلنا. وقال عمر بن الخطاب لرجل: انظر لنا كاتباً يكون أبوه عربياً، فقال كاتب له: قد كان أبو النبي كافراً فقال: جعلت هذا مثلاً فعزله وقال: لا تكتب لي أبداً أهـ. ص234، 235 نقلاً عن الشفاء للقاضي عياض.

قلت فينبغي التنبيه لمثل هذا والتحذير منه وفي طبي ص255 ج11 في تفسير قوله تعالى: (وعصى آدم) الآية ما نصه: قال القاضي أبوبكر بن العربي: لا يجوز لأحد منا اليوم أن يخبر بذلك عن آدم إلا إذا ذكرناه في أثناء قوله تعالى عنه أو قول نبيه، فأمَّا أن يبتدئ ذلك من قبل نفسه فليس بجائز لنا في آبائنا الأدنين إلينا المماثلين لنا فكيف في أبينا الأقدم الأعظم الأكرم النبي المقدم الذي عذره الله سبحانه وتاب عليه وغفر له الخ، وهو بحث نفيس يغفل عنه كثير من العامة والخاصة.

قلت وكذلك سمعت وقرأت لبعض طلبة العلم أنه يرغب في الكتب والمراجع ليستخدمها في الكتابة فهذا لم يوفق وإلاَّ كيف يقول (ليستخدمها) بل كتب لي أحدهم هذه العبارة في حق القرآن الكريم وغضبت عليه ووبخته ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

هذه نماذج والأبحاث كثيرة وطويلة ولم أرد الاستقصاء فهذا له مكانه ولكن أتيت بهذه النماذج لأبين مكانة هذا العالم الجليل الفقيه المتبحر الورع الذكي الزكي الذي يستحق أن يقال عنه خاتمة محققي المالكية - رحمه الله - رحمة واسعة.

ملحوظة: نمت بعد صلاة الفجر في يوم الأربعاء الموافق 19 - 8 - 1429ه ورأيت الشيخ محمد بن إبراهيم آل مبارك - رحمه الله - جالساً في شبه خيمة وأمامه من خارج الخيمة عدد ليس بالقليل من الناس متجهة أنظارهم إليه وكان أحدهم واقفاً وكأنه يسأل الشيخ أو يعترض عليه وإذا بالشيخ - رحمه الله - يشير إليَّ بيده ويحيل ذلك الرجل إلىَّ بأن أجيبه. وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

كتبه خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

www.alismaeil.com

الرابط:

http://www.al-jazirah.com/100546/bo6d.htm

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير