تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 Apr 2009, 05:06 ص]ـ

قال تعالى:

{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].

فإذا كانت الزوجة قرة عين لزوجها فهي تعينه على دنياه وتعينه على دينه.

وكذلك الزوج قرة عين لزوجه، والأبناء قرة عين لوالديهم فهم من أهل الطاعة بارين بوالديهم،ومع ذلك من أصحاب الأيادي العليا في هذه الدنيا، تخيلوا معي حال هذه الأسرة مع كل ما سبق، هي فعلا مثال للأسرة الطيبة الخيرة، هذه الأسرة ستكون بإذن الله قرة عين للمجتمع وقدوة للأسر، ومصدر سعادة للجميع ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، وكما قال الشاعر:

ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا (*)

هل رأيتم كيف يحب الله تعالى أهل الإيمان، كيف يحب الله عز وجل للمجتمع المسلم أن يعيش، إنه ربكم يحبكم سبحانه.

قال ابن كثير:

كما أخبر الله تعالى عن عباده المتقين المؤمنين، في قوله:

{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].

وهذا القدر مرغوب فيه شرعًا، فإن من تمام محبة عبادة الله تعالى أن يحب أن يكون من صلبه من يعبد الله وحده لا شريك له؛ ولهذا لما قال الله تعالى لإبراهيم، عليه السلام: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} قال: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.

وقوله: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} قال ابن عباس، والحسن، وقتادة، والسدي، والربيع بن أنس: أئمة يقتدى بنا في الخير.

[تفسير ابن كثير]

فهلا دعوتم فقلتم:

{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}

ـــــ،،ـــــ

(*) من قصيدة تنسب لأبي العتاهية:

اعمد لنفسك واذكر ساعة الأجل

ولا تغرن فى دنياك بالأمل

سابق حتوف الردى واعمل على مهل

ما دمت فى هذه الدنيا على مهل

واعلم بأنك مسئول ومفتحص

عما عملت ومعروض على العمل

لا تلعبن بك الدنيا وزخرفها

فإنها قرنت فى الظل بالمثل

لا يحذر النفس إلا ذو مراقبة

يمسى ويصبح فى الدنيا على وجل

ما أقرب الموت من أهل الحياة وما

أحجى اللبيب بحسن القول والعمل

والموت مدرجة للناس كلهم

قصدا إليه بكره مجمع السبل

ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا

وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل

...

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 Apr 2009, 08:47 م]ـ

[وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا]

العبد المؤمن لابد أن يكون على يقين

بأن الله تعالى هو الوهاب

فلا يرفع حوائجه إلا إليه

ولا يتوكل على أحد إلا عليه

{أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} (ص:9)

والهبات من الله تدر منه سبحانه على عباده

في دنياهم وأخراهم بلا انقطاع ولا نفاد،

لذلك فالعبد لا بد أن يسأل الله أن يهبه خيري الدنيا والآخرة.

والهبة: الإعطاء تفضلا وابتداء من غير استحقاق.

فالله سبحانه يهب ما يشاء لمن يشاء.

وليجعل إيمانه بأن الرب هو الأكرم والأرحم يطغى على هذا الشعور، فالله سبحانه هو الوهاب،

فقل يا عبد يا رب هب لنا

فأنت تدعو من خزائنه لا تفنى

وإن حثته نفسه على طلب الأسباب، فاليذكر مسبب الأسباب،

فلا يعصي الله بارتكاب محرم، ولا يهين نفسه، فالوهاب هو الله تعالى.

وإن كانت معجزات الأنبياء لا تعود.

فكرامات الأولياء ما زلنا نسمع عنها.

وما شيء على الله ببعيد أو عزيز،

وكل ما في الكون يشهد على ذلك

وأما من ظن بأن الغاية تبرر الوسيلة، فظلم المؤمن إخوته في الدين، ولم يعف عن أعراض الناس، ومن ثم تزوج عن هذا الطريق، أو خطب على خطبة أخيه، أو خبب زوجة على زوجها، أو سرق ليتزوج أو يصرف على أولاده، فلا يظن وإن ظفر بما يريد أن الله غافل، والحياة تشهد على عاقبة هؤلاء في الدنيا قبل الآخرة، والتي تظن أنها ستحصل على زوج بمعصية الله وذرية، فلتبشر أيضا بما لا يسرها، فكم من أخت ظلمت أختها لتحصل على رزقها، لكن ظهر بعد ذلك ما لم يكن في الحسبان، فسبحان الديان، فأنت يا مؤمن عندما تسأل الوهاب وتمشي على الصراط المستقيم يعطيك نعم العطاء فهو الذي خلق الموهوب ويعلم السر وأخفى وما هو أصلح لك، فلا تحزن على رزق لم يكتب لك، فكم حمد الله أهل الإيمان والعقل بعدما ظهرت لهم حقائق الأمور متى ما أراد المولى ذلك.

ولله الأمر من قبل ومن بعد.

ومن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط.

والحمد لله تعالى. والصلاة والسلام على نبينا محمد.

ـــــــــــــــــ،،ـــــــــــــــــــ

[ينظر تفسير ابن كثير، أسماء الله الحسنى، لشمس الدين الدمشقي، الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، للقرطبي،اشتقاق أسماء الله للزجاجي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير