كنت أذهب للشيخ فجر كل خميس لأقرأ عليه ثم ننطلق بين المكتبات وكان رحمه الله حريصا على معرفة الجديد والمطالعة في شتى الفنون حتى أنه يقرأ في كتب الطب والجغرافيا ناهيك عن تعلقه بالبلاغة والأدب والشعر. كان يسمع بيت الشعر فينسبه إلى بحره بكل ثقة وإجادة. صاحبته وجالسته لا يمل حديثه، فوائد وفرائد، وطرف وابتسامة، وكان في جيبه دفتر صغير كلما سمع فائدة دونها وحرص على فهمها وحفظها، كان يسافر إلى أهله في العطلة الصيفية ليجلب لي النوادر من الكتب والمخطوطات فيرفض أخذ ثمنها. حتى أنه مرة سافر إلى الاسكندرية ليأتي لي بكتاب ذكرت له أني محتاج إليه!
_ يأتي إلى بيته في حي الربوة وإذا بالجميع يسلم عليه .. الجيران والعمال والصغار والكبار ...
تلقى على يديه الكثير من طلاب العلم أنواع المعرفة (القراءات، اللغة والعروض والبلاغة) أذكر جملة منهم خصوصا من أخذ عنه علم القراءات:
1 - الشيخ محمد صالح إمام مسجد في وزارة الاوقاف المصرية تلقى عنه الشيخ القراءات العشر في القاهرة.
2 - الشيخ شريف أبو العلا العدوي من علماء الحديث وباحث في شركة أفق للبرمجيات، وقد شرفت بمعرفته عن طريق الشيخ رحمه الله بلقى عن الفقيد وعلوم الآلة وكان لصيقا بالشيخ في القاهرة وكان شيخنا يحبه جدا لا يفتر عن الثناء عليه والاعجاب به.
3 - كامل بن سعود العنزي وخادم الفقيد تلقى عنه القراءات العشر واستدفتُ منه كيثرا في عدة فنون.
4 - الشيخ عبدالله بن حواس الحواس التقى بالشيخ في الأحساء التي يعمل مشرفا تربويا فيها وهو من العلماء الأفاضل والقراء المشاهير تلقى عن الشيخ القراءات العشر واستفاد من الشيخ في علوم اللغة وكان شيخنا يثني على علمه وخلقه وهمته.
5 - الشيخ عماد بن حواس الحواس آخر من قرأ على الفقيد وأجازه برواية حفص عن عاصم وهو شقيق الشيخ عبدالله الحواس.
6 - الشيخ يحيى الفيفي المحاضر في قسم القران وعلومه بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية تلقى عن الشيخ وراية قالون وقراءة ابن كثر وكان الشيخ رحمه الله ثني على جمال صوته.
7 - فهد بن صعر الهمال تلقى عن الشيخ قراءة ابن عامر.
8 - محمد العواضي تلقى عنه القراءات السبع وهو من الإخوة الكرام المجدين في طلب العلم وهو حاليا في بلده اليمن.
9 - أحمد بن محمد ومريم بنت محمد (ولا اذكر الاسم كاملا) والدهما مهندس فاضل يسكن جارا للشيخ في حي الربوة والمذكور له طفلان حفظا على الشيخ القرآن كاملا في عدة سنين ثم جاوراه ثم اجازهما الشيخ ثم حفظا على الشيخ متون التجويد وأجازهما بأسانيده فيها. وكان الشيخ يذكر لي أنهما له مشروع حياة، ويرجو بعمله هذا القربة من الله. وأحمد طالب في الصف السادس وأخته قريبة منه دراسيا (فاللهم اجعلهما لشيخنا شافيعن)
_ انتقل الشيخ (أبو مريم حسن بيومي) من هذه الحياة وله من العمر 49 عاما بعد أن خلد ذكره فيها بعلمه وتعليمه.
_ ومن مؤلفات الشيخ: 1 - جذور الحركة الاسلامية في تركيا 2 - تحقيق بعض الكتب التراثية 3 - التقريظ لبعض مؤلفات التجويد. وهذا وإن فارق الدنيا إلا أنه حي بطلابه وقريب من أحبابه وفي قلوب أصحابه فإلى رحمة الله .. إلى رحمة الله .. إلى رحمة الله. اللهم توله بمغفرتك واسكب عليه شآبيب رحمتك واخلفه في أهله خيرا. وإنا لله وإنا إليه راجعون. وما قدر من البلاء لا بد أن يكون.
كتبه / خادم الفقيد كامل بن سعود العنزي.
ـ[يزيد العمار]ــــــــ[04 Aug 2009, 02:08 م]ـ
أحسن الله إليك أبا عمر. وغفر الله لشيخنا حسن ورحمه وأسكنه الجنة
ومن غريب ما عرفته عن الشيخ حسن رحمه الله تعالى معرفته التامة باللغة الانجليزية فهو مترجم بارع فقد احتجت ترجمة كلمات أحد الصفحات الخاصة بموقع الجامعة فطلبها مني وقال: تاخذها مني الظهر (جاهزة)
وما أبهرني إلا وقد جائني بها قبل الظهر (جاهزة)!!.
وله رحمه الله مجموعة من الزملاء من عدد من الجنسيات: الالمانية , البريطانية, الهولندية. وغيرهم.
وكنت أراهم كثيرا مع الشيخ وعنده.
وكان يجيد اللغة التركية حسب ما أفادني به شقيقه أحمد
ومع معرفته التامة باللغتين الانجليزية والتركية فقد كان رحمه الله تعالى عالماً بالعربية وفنونها , والألفية على لسانه كالماء وفي يده نسخة متهالكة منها وكان يحتفظ بها ويقول: نسختي مليانة (مليئة) تعليقات على المتن , وكان يقول نسخة مع التعليقات تغنيني عن جميع شروحكم ودفاتركم.
وكان رحمه الله يقرظ الشعر فقد أخبرني شقيقه أنه كان يكتب الشعر , وربما سألوه عن شيء فجاوبهم عنه شعراً!
ولما توفيت ابنته (فاطمة) ذات الثلاث سنوات كتب فيها يرثيها.
ولا أذكر أني سألته في النحو فتأخر جوابه. وكان يلاطف مجالسيه كثيراً بالقصص والنكت والطرائف التي لا تخلو من فوائد جمة.
دائماً تراه يحمل مخطوطاً يبيضه أو متناً يحفظه أو كتاباً يعلق عليه, يقول: أتسلى بها!!
وأخبرني شقيق الشيخ:أحمد, أن مكتبة الشيخ رحمه الله – في مصر- لازالت تحوي العديد من المخطوطات في شتى العلوم.
ومما لا أنساه فيه –رحمه الله تعالى- مراعاة لطلابه وإخوته وزملائه.
فقد حدثني رحمه الله تعالى عن مشروع الحياة الذي ذكره الشيخ كامل وهي كما حدثني بنفسه:
مقرأة على فترتين الأولى عامة مفتوحة لمن أراد أن يقرأ والثانية كما يسميها (المقرأة المصرية) يجتمع عنده عدد من الطلاب الصغار يعلمهم القرآن والتجويد وهي كما أخبرني لا تصلح إلا للطلاب المتميزين والمجتهدين ومن يحتمل طول الوقت ويصبر على تعلم القراءة المجودة (المصرية كما يسميها رحمه الله تعالى).
وكان غالب وقته في تعليم القرآن والقراءات رحمه الله
غفر الله لشيخنا حسن ورحمه وأسكنه الجنة.
اللهم اغفر لأبي مريم, وارفع درجته في المقربين, واخلفه في عقبة في الغابرين.
واغفر لنا وله يا رب العالمين وأفسح له في قبره , ونور له فيه.
لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون
¥