تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وفاة شيخنا العلامة المربي الزاهد الفقيه الشيخ محمد أديب الكلاس]

ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[21 Oct 2009, 03:59 م]ـ

[وفاة شيخنا العلامة المربي الزاهد الفقيه الشيخ محمد أديب الكلاس]

وصلنا اليوم نبأ وفاة شيخنا العلامة المربي الزاهد الفقيه الشيخ محمد أديب الكلاس وسيصلى عليه بعد العصر في مسجد بني أمية الكبير

العلامة المربي الزاهد الفقيه الشيخ محمد أديب الكلاس بن أحمد بن الحاج ديب الدمشقي أصلاً و الكلاس شهرةً و عملاً.

ولادته ونشأته:

ولد في دمشق الشام في حي القميرية عام 1921 وسمي محمد ديب الكلاس والده أحمد الكلاس كان مجاهداً ضد المستعمر الفرنسي، وكان ذا حجة بينة مستحضراً لكتاب الله عز وجل، وكانت له شهرة بإتقانه لعمله. ووالدته هي السيدة درية الكلاس وقد عرفت بسعة الصدر والأخلاق الحسنة والحلم والأدب وقد توفيت والشيخ محمد أديب الكلاس غلام فقامت ببعض شؤونه أخته بشيرة وخالته امرأة أبيه وقد ُُُعرف منذ صغره بنشاطه وذكائه واعترافه بالحق لغيره.

شيوخه في تحصيل العلوم:

أودعه والده في كتاتيب المشايخ لتلقي العلوم النافعة وهذه مدارس أهلية تأخذ أقساطاً مقابل تعليم الطلاب رغبةً منه بنشأته بعيداً عن المدارس الحكومية أيام الاحتلال الفرنسي، فدرس في المدرسة الكاملية، ثم المدرسة الجوهرية السفرجلانية حيث أدرك الشيخ الجليل محمد عيد السفرجلاني وهو يومئذٍ شيخ الشام على الإطلاق، ثم انتقل إلى المدرسة الأمينية وكان فيها من الأساتذة الشيخ كامل البغال. ودرسه أيضاً الشيخ محمد خير الجلاد، ثم انتقل بعد ذلك إلى الكتّاب وجامع الشيخ عبد الله المنجلاني، ثم إلى مدرسة الإرشاد و التعليم.

ولما بلغ عشر سنوات عام 1931 قرأ على الشيخ محمد صالح الفرفور الأربعين النووية و مبادئ الفقه بنور الإيضاح ثم وضعه والده بمهنة الخياطة وكان يعمل حتى منتصف الليل، فلم يستطع متابعة الشيخ محمد صالح الفرفورفي هذه الآونة.

عمل بعد ذلك مع والده بحرفة الكلاسة، وصار يتردد إلى حلقتين حلقة مجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ سهيل الخطيب وحلقة الشيخ هاشم الخطيب يقرأ ون فيها القرآن الكريم.

ثم كان سبب عودته لتلقي العلوم على الشيخ محمد صالح الفرفور أن الشيخ أديب الكلاس كان يحل معضلات الحساب لأخيه الأصغر في صفوف دراسته المتقدمة، فيتعجب أخوه منه ويقول له لو درست معي لحصّلت أعلى الدرجات وكان الأخ الأصغر رمزي وهو أخ لأب لا يستطيع شرح الدروس كما تلقاها من أساتذته. فيقول للشيخ محمد أديب الكلاس لو تذهب معي إلى المسجد ستجد جوابا ًلأسئلتك ا لمركزة، فقال له: أعلم ذلك وعاد لتلقي العلم بشغف وشوق.

فلما رآه العلامة الشيخ محمد صالح الفرفور ثانية رحب به وقال له: وجهك أم ضوء القمر. لما عرف منه من نباهته وفطنته وحفظه. وجعله في حلقة الأستاذ عبد الحليم فارس، فقرأ عليه كتب الدروس النحوية الجزء الثاني، وحاز المرتبة الأولى بالامتحان به، وكانت جائزته هدية من المربي العلامة الشيخ محمد صالح الفرفور كتاباً الرسالة القشيرية، وما يزال الكتاب عند الشيخ يعتز به ثم قرأ الكتاب الثالث والرابع و ابن عقيل و البلاغة الواضحة، وقرأ أيضاً عند الشيخ عبد الرزاق الحلبي بعض متون الفقه، ثم قرأ علم التوحيد من أمهات الكتب المعتمدة على الشيخ العلامة محمد صالح الفرفور، وتعلم منه جل أبواب العلوم والفنون والمنطق والفرائض والتفسير والحديث والفقه والعروض ومصطلح الحديث والتصوف والتجويد وبعضاً من خلاصة الحساب للإمام العاملي.

كان الفجر عند الشيخ وقتاً للعبادة ثم وقتاً للدرس في حاشية ابن عابدين ومساءً بعد المغرب متابعة للدروس أما نهار الشيخ أديب فكان عملأً مع والده.

ولقد حفظ الشيخ ألفية ابن مالك وكتب خلاصة دروسه وكررها للحفظ أثناء عمله في النهار.

نبغ الشيخ نبوغاً كبيراً وكأنه حوى في صدره كل ما قرأه ووعاه حتى غدا جبلاً من جبال العلم يمشي على الأرض و مع ذلك لم يترك مساعدة والده في عمله، وكان يحرص على نيل رضاه يعمل معه نهاراً و يتابع تحصيله العلمي ليلاً.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير