تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لماذا جُعل الحرم الآمن غير ذي زرع؟

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[25 Nov 2009, 07:57 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

[لماذا جعل الحرم الآمن غير ذي زرع؟]

قال تعالى:

{رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} (إبراهيم:37)

سألني أول شيخ تلقيت على يديه العلم هذا السؤال حفظه الله ورعاه وأطال عمره في صحة وعافية اللهم آمين.

فخطر في بالي لأول وهلة قضية " المنافع "

فتذكرت قوله تعالى:

{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} (الحج:28)

فلا بأس أن ينتفع الحاج مع كون نيته خالصة لله، فيتاجر مثلا ليحصل على رزقه.

المهم احترت ولم أجد جوابا!

فقال لي شيخي ما يظن أنه يصلح كحكمة لهذا الأمر:

" حتى لا يقصد الناس البيت الحرام للاستجمام بل للعباده، فتكون سعادتهم بما يشعرون به من روحانية في المكان "

والله أعلم.

ـ[وقار محارب]ــــــــ[27 Nov 2009, 12:07 ص]ـ

أحسن الله إليك

معلومة لطيفة استفدت منها

هل تستطيع أن ترشدني إلى مرجع لتوثيق هذه المعلومة حتى أستفيد منها في تدريسي, وجزاك الله خير

ـ[منصور مهران]ــــــــ[27 Nov 2009, 02:15 ص]ـ

جاء في تفسير الرازي ج 8 ص 156 طبعة عبد الرحمن محمد، 1357 = 1938:

[الفضيلة السابعة إن الله تعالى وضعها بواد غير ذي زرع والحكمة من وجوه:

أحدها: إنه تعالى قطع بذلك رجاء أهل حرمه وسدنة بيته عمن سواه حتى لا يتوكلوا إلا على الله

وثانيها: أنه لا يسكنها أحد من الجبابرة والأكاسرة فإنهم يريدون طيبات الدنيا فإذا لم يجدوها هناك تركوا ذلك الموضع، فالمقصود تنزيه ذلك الموضع عن لوث وجود أهل الدنيا

وثالثها: أنه فعل ذلك لئلا يقصدها أحد للتجارة بل يكون ذلك لمحض العبادة والزيارة فقط

ورابعها: أظهر الله تعالى بذلك شرف الفقر حيث وضع أشرف البيوت في أقل المواضع نصيباً من الدنيا فكأنه قال: جعلت الفقراء في الدنيا أهل البلد الأمين فكذلك أجعلهم في الآخرة أهل المقام الأمين لهم في الدنيا بيت الأمن وفي الآخرة دار الأمن

وخامسها كأنه قال لما لم أجعل الكعبة إلا في موضع خال عن جميع نعم الدنيا فكذا لا أجعل كعبة المعرفة إلا في كل قلب خال عن محبة الدنيا

فهذا ما يتعلق بفضائل الكعبة وعند هذا ظهر أن هذا البيت أول بيت وضع للناس في أنواع الفضائل والمناقب وإذا ظهر هذا بطل قول اليهود: إن بيت المقدس أشرف من الكعبة.

والله أعلم]

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[27 Nov 2009, 12:06 م]ـ

أحسن الله إليك

معلومة لطيفة استفدت منها

هل تستطيع أن ترشدني إلى مرجع لتوثيق هذه المعلومة حتى أستفيد منها في تدريسي, وجزاك الله خير

* أسأل الله تعالى أن يوفقك فمهنتك سامية أخي الفاضل

ولكني طرحت المسألة ولم أبحث في المراجع

فقط هي محاولة لتدبر كتاب الله والبحث عن الحكمة من قبل شيخي.

** وأسأل الله تعالى أن يجزي أخي منصور مهران خير الجزاء،فقد أفادنا جزاه الله خيرا.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Nov 2009, 01:34 م]ـ

جعله وادياً غير ذي زرع ليعلم الناس أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين.

مكة بوادي إبراهيم عليه السلام من أقل بلدان الله أمطارا فلا زراعة ولا صناعة والمناخ حار طوال العام وتصل درجة الحراة قرابة 48 درجة في الصيف إلا أنه يعتدل في فصل الشتاء.

ونرى حكمة الله تعالى ومصداق آياته في حياة أهل مكة على مر العصور.

نرى تحقق دعوة إبراهيم الخليل:

(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) سورة البقرة

(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) سورة إبراهيم (37)

(لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4))

(وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) سورة القصص (57)

(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) سورة العنكبوت (67)

إن المطلع على تأريخ البيت الحرام على مر العصور يرى تحقق مصداق آيات الله تعالى تتمثل في أمور ثلاثة:

الأول: أمن ذلك البلد إلا ما ندر من بعض الحوادث العارضة وبها تتأكد القاعدة.

الثاني: جبياة الثمرات من أصقاع الدنيا إلى ذلك البلد.

الثالث: أنه البلد الوحيد الذي تهفوا إليه القلوب والأفئدة.

فسبحان من يخلق ويختار.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير