تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حكم الدعوة إلى وحدة الأديان]

ـ[السراج]ــــــــ[12 Aug 2009, 11:19 ص]ـ

[حكم الدعوة إلى وحدة الأديان]

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية *

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين

أما بعد:

فإنَّ اللجنةَ الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء استعرضت ما ورد إليها من تساؤلات وما يُنشَر في وسائل الإعلام من آراء ومقالات بشأن الدعوة إلى: وحدة الأديان - دين الإسلام ودين اليهود ودين النصارى - وما تفرَّع عن ذلك من دعوة إلى بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد، في رحاب الجامعات والمطارات والساحات العامة، ودعوة إلى طباعة القرآن الكريم والتوراة والإنجيل في غلاف واحد إلى غير ذلك من آثار هذه الدعوة، وما يُعقد لها من مؤتمرات وندوات وجمعيات في الشرق والغرب.

وبعدَ التَّأمل والدراسة فإن اللجنة تُقرر ما يلي:

أولاً: إنَّ من أصول الاعتقاد في الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة والتي أجمع عليها المسلمون: أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام، وأنه خاتمة الأديان، وناسخٌ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع، فلم يبقَ على وجه الأرض دين يتعبد الله به سوى الإسلام، قالَ الله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (85) سورة آل عمران، والإسلام بعدَ بعثة محمد صلى الله عليه وسلَّم هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان.

ثانياً: ومن أصول الاعتقاد في الإسلام أنَّ كتاب الله تعالى - القرآن الكريم - هو آخر كتب الله نُزولاً وعهداً برب العالمين، وأنه ناسخ لكلِّ كتاب أُنزل من قبل - من التوراة والإنجيل والزبور والإنجيل وغيرها - ومهيمن عليها، فلم يبق كتاب مُنزَّل يتعبد الله به سوى القرآن الكريم، قالَ الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ} (48) سورة المائدة.

ثالثاً: يجبُ الإيمان بأنَّ التوراةَ والإنجيلَ قد نُسخا بالقرآن الكريم، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله الكريم منها قولُ الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (13) سورة المائدة، وقوله جلَّ وعلا: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (78) سورة آل عمران، ولهذا فما كان منها صحيحاً فهو منسوخ بالإسلام، وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلَّم أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة فيها شيء من التوراة، وقال عليه الصلاة والسلام: «أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لاَ تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقَ فَتَكْذِبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى صلى الله عليه وسلم كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلا أَنْ يَتْبَعَنِي» (رواه أحمد حديث رقم (14104) والدارمي في المقدمة برقم (436) وغيرهما).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير