[صورة العلمانية في الصحافة العربية]
ـ[العبيسي العنزي]ــــــــ[16 Oct 2009, 06:55 ص]ـ
من تمام الفائدة أردت أن أعرض هذه الفائدة
من محاضرة د. سفر الحوالي بعنوان العلمانية
السؤال: ما هي صور العلمانية في الصحافة العربية؟ وهل العلمانية منتشرة في الخليج؟
الجواب: الحداثة هي جزء من العصرية والعقلانية، لكن تدعى أن علاقتها فقط بالشعر، أو بالقصة، أو باللغة، أو بالأدب، والواقع أنه لا يمكن أن تفصل جانباً من جوانب الحياة عن الآخر، هل نستطيع أن نفصل الجانب الاجتماعي عن الجانب الاقتصادي؟ لا يمكن، هل نستطيع أن نفصل الجانب السياسي عن الجانب التربوي التعليمي؟ لا يمكن، لأنه مجتمع واحد، والفرد واحد، فهم عندما يهدمون اللغة العربية والأدب العربي، يهدمون الإسلام قطعاً وسيضغطون على الصحافة الخبيثة الوافدة الحداثة تأخذ صوراً شتى: حداثة مدروسة أو حداثة ملتزمة بالمذهبية -كما تدعى- من حيث الأدب والرواية والقصة، وهناك أيضاً حداثة على مستوى الفن عموماً، تحديث للطرائق والأساليب الفنية، تحديث حتى في الأساليب الاقتصادية وفي أساليب الغزو الفكري وغيرها.
والحداثة ككلمة عامة في أصلها الأوروبي تعني: الانقطاع والانبتات عن الماضي تماماً، يعني (مودرترم) وهذا المودرترم هو الذي يعبر عنه بالنسبة للإسلام المودرن أو الموضة، أو الإسلام الأمريكي، فالحداثة تريد أن تفصل الناس عن فهم الكتاب والسنة بإفقاد النص دلالته، كما قال أحد كبارهم مع الأسف: إن النص الواحد إذا قرأته تفهم منه شيء، وأنت أيضاً لو قرأته مرة أخرى تفهم منه شيئاً آخر، والمؤلف والكاتب لو قرأ النص يفهم منه شيئاً آخر، والمؤلف نفسه لو قرأ ما كتب يفهم منه شيئاً آخر.
إذن كيف يفهم الناس القرآن؟ ألم تقل الباطنية: إن للقرآن ظاهراً وباطناً، والباطن له باطن، والباطن له باطن، إلى سبعمائة باطن! أليس هذا هو كلام الباطنية؟ فتختلف الصور وتختلف المظاهر ولكن الحقيقة واحدة، وهي الفصل بين الناس وبين كتاب الله وبين سنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولهذا فالعلم الشرعي الصحيح هو الحل، وهو أهم شيء لمواجهة هذه الدعاوى، فالذي لا يعرف كتب الفقه ولا يعرف كتب الأصول، ولا يعرف أصول الحديث، تمشي عليه هذه الدعاوى، لكن الذي يعلم ويدرس -والحمد لله- العلم الشرعي، لا تقف هذه الدعاوى الذي ذكرناها ولا أضعافها ولا تساوي عنده مثقال ذرة، لأنه يعرف العلم الذي هو فيه.
أما ضعيف العلم فينساق وراء هذه الترهات والأراجيف، ولهذا تجدون أتباع هذا المنهج والناعقين بهذه الأفكار، غالباً -بل ربما كانوا جميعاً- من الدارسين دراسة غير شرعية، وإنما تطفلوا على الدعوة وعلى الدراسات الشرعية.
ولا نزكي الدارسين دراسات شرعية بإطلاق، ولا نقصد أن نغمط أي إنسان، فالحمد لله الدين مفتوح، ويوجد من الإخوة في مجالات أو دراسات غير شرعية من تخصص وأبدع، لكن هذا أخذ العلم من أصوله فأصبح كأنه دارسٌ له دراسة شرعية، أما أولئك فلا يأتون البيوت من أبوابها، ولا يأخذون العلم من أصوله وطرائقه.